حزمة إجراءات صينية تؤثّر بالأسواق المالية قبل صدور بيانات أمريكية
حزمة إجراءات صينية لتحفيز الاقتصاد أثّرت بالأسواق المالية بشكل عنيف هذا اليوم، في وقت تترقّب فيه الأسواق صدور بيانات اقتصادية أمريكية.
وأعلن بنك الصين الشعبي اليوم الثلاثاء عن إجراءات واسعة النطاق شملت خفضاً بـ 50 نقطة أساس على فائدة الرهن العقاري.
كما أعلن بنك الصين عن خفض الحد الأدنى لمتطلبات الرهن العقاري إلى 15%.
فوق ذلك، قرر المركزي الصيني خفض أسعار الفائدة لعمليات أعادة الشراء العكسية أمد 7 أيام من 1.7% إلى 1.5%.
هذا وقال رئيس المركزي الصيني بأن المركزي متوجّه لخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي وسعر الفائدة الرئيسي وكذلك سعر الفائدة القياسي.
وقال بأنه سيتم خفض الاحتياطي الإلزامي 50 نقطة أساس لتزويد السوق المالية بسيولة طويلة الأمد تقارب قيمتها المليار يوان.
من جهته، أكّد رئيس المركزي الصيني بأنه سيطرح أدوات جديدة لدعم سوق الأوراق المالية.
ولم يكتف صانعو القرار بذلك، بل تم الإشارة من رئيس الهيئة الوطنية للتنظيم المالي بأن الحكومة الصينية ستزيد رأس مال المستوى الأوّل لنحو 6 بنوك تجارية كبرى.
الإجراءات التي اتخذها بنك الصين الشعبي والوعود المستقبلية في التحفيز، دفعت أسواق الأسهم الآسيوية لارتفاع ملموس.
وأغلق مؤشر شنغهاي الصيني بمكاسب 4.15%، وحقق هانج سينج ارتفاعاً نسبته 4.13%.
هذا وأغلق مؤشر نيكاي الياباني في مكاسب نسبتها 0.57%، وارتفع داوجونز الآسيوية 0.83%.
وانتقل التأثير أيضاً لتداول عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية، وارتفع مؤشر ناسداك في تداولات عقوده بنسبة تفوق 0.45%.
ولامست أسعار الذهب أعلى مستوياتها على الإطلاق، عند 2640 دولار للأونصة، مستفيدة من التوّترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط إلى جانب إجراءات بنك الشعب الصيني.
حزمة إجراءات صينية تدعم الأسواق وتثبيت الفائدة الأسترالية:
ترقّب لبيانات اقتصادية أمريكية وتغيّر بتوقعات الفوائد الفيدرالية
بعدما شهدنا حزمة إجراءات صينية دعمت الأسواق المالية الآسيوية، تنتقل الأنظار الآن إلى بيانات اقتصادية أمريكية.
وتترقّب الأسواق المالية اليوم صدور بيانات مؤشر كونفرنس بورد (CB) لثقة المستهلكين.
وتتوقّع الأسواق أن يظهر المؤشر ارتفاعاً من 103.3 إلى 103.9 نقاط.
كما ننتظر صدور قراءة مؤشر التصنيع لولاية ريتشموند الأمريكية، وتوقعات بارتفاع المؤشر من -19 إلى -13.
لكن رغم توقعات ارتفاع مؤشر التصنيع للولاية، تشير توقعات الأسواق لاحتمال بقاءه بالسلب ليظهر انكماش القطاع.
أمس، صدرت بيانات مؤشرات مديري المشتريات من أميركا، لتظهر تعمّقاً بانكماش قطاع الصناعات التحويلية.
فانخفض مؤشر الصناعات التحويلية من 47.9 إلى 47.0 نقطة.
وبالنسبة لقطاع الخدمات، أظهرت قراءة مديري المشتريات تراجعاً في النشاط الاقتصادي، بانخفاض المؤشر من 55.7 إلى 55.4 نقاط.
البيانات الاقتصادية التي صدرت أمس غيّرت من توقعات الأسواق المالية حيال أسعار الفائدة الفيدرالية.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، أصبحت الأسواق تتوقّع خفضاً بالفائدة شهر نوفمبر بـ50 نقطة أساس باحتمال 50.8%.
فيما توقعات خفض الفائدة 25 نقطة أساس في نوفمبر أصبح حالياً 49.2%.
ونلاحظ تقارباً كبيراً في توقعات خفض الفائدة بـ50 نقطة أو 25 نقطة شهر نوفمبر المقبل.
لذلك، قد تؤثّر بيانات اليوم أيضاً في هذه التوقعات والنسب، مما قد يؤثّر في حركة الأسواق المالية.
إن جاءت البيانات أقل كثيراً من توقعات الأسواق، هنا قد نرى تراجعاً بالدولار وصعوداً بالذهب.
أما بيانات أكثر بشكل ملموس من التوقعات، قد تدعم الدولار وربما يتراجع الذهب.
وسبب ذلك هو أن بيانات أسوأ من المتوقّع قد تزيد احتمال خفض الفائدة 50 نقطة، والعكس يدعم فكرة خفضها 25 نقطة.
بشكل عام، لا يجب أن ننسى بأن الأسواق تترقّب بيانات التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري Core PCE، وتتوقّع استقرار التضخّم عند 2.6%.
ويعتبر هذا المؤشر للتضخّم المؤشر المفضّل للاحتياطي الفيدرالي عندما يتعلّق الأمر بالسياسات النقدية والفوائد.
لذلك، قد تستمر حالة الترقّب في الأسواق المالية الآن للبيانات الأمريكية، بعدما شهدنا حزمة إجراءات صينية لتحفيز الاقتصاد أثّرت بالأسواق المالية.
ربما يهمّك أيضاً:
ارتفاع أسعار النفط الخام بدعم من خفض الفائدة الأمريكية واستمرار التوترات بالشرق الأوسط
ارتفاع أسعار المعدن الأصفر خلال معاملات بداية الأسبوع مدعوماً بقرار الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة