ختام الأسبوع مع بيانات اقتصادية قد تؤثّر بالأسواق
ختام الأسبوع سيكون مع بيانات الوظائف الأمريكية التي تعتبرها الأسواق المالية ذات أهمية كبيرة وقد تكون مؤثّرة في قرارات الفيدرالي الأمريكي.
تُسعّر الأسواق المالية مع ختام الأسبوع احتمالية عدم رفع الفائدة مجدداً في الاحتياطي الفيدرالي.
لكن، ترك الاحتياطي الفيدرالي الباب مفتوحاً لإجراء مزيدٍ من الرفع بأسعار الفائدة بعدما ثبّتها في قراره هذا الأسبوع.
وأشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن أعضاء المجلس سيراقبون البيانات الاقتصادية لاتخاذ القرارات المقبلة.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تتوقّع الأسواق أن الفيدرالي سيثبّت الفائدة في اجتماعاته المقبلة.
كما تشير إحصائيات المجموعة إلى أن الأسواق تعتقد أن الفيدرالي سيبدأ خفض الفائدة بداية النصف الثاني من العام المقبل 2024.
لكن، بما أن الفيدرالي سيراقب البيانات الاقتصادية، فقد تكون بيانات ختام الأسبوع الاقتصادية ذات أهمية كبيرة.
وأشار الفيدرالي الأمريكي إلى أن أسواق العمل ما تزال قويّة، وأن الاقتصاد ينمو بوتيرة فاقت التوقعات. لذلك، إذا بقيت الظروف على هذا الشكل، فربما ستعود الأسواق لتوقّع رفعاً آخر بالفائدة، ومن هنا تكمن أهميّة بيانات ختام الأسبوع.
كيف ستؤثّر بيانات ختام الأسبوع الاقتصادية على قرارات الفيدرالي؟
تترقّب الأسواق المالية اليوم صدور بيانات الوظائف الأمريكية، وتتوقّع أن تُظهر البيانات استقرار معدّل البطالة عند 3.8%.
كما تتوقّع الأسواق أن يُظهر مؤشر الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية إضافة نحو 178 ألف وظيفة جديدة.
من ناحية معدّل نمو متوسط الأجور في الساعة، تتوقّع الأسواق أن يظهر المؤشّر نمواً نسبته 0.3%، مع استقراره على المستوى السنوي عند 4.2%.
إذا جاءت البيانات الاقتصادية لتظهر إيجابية أكبر من المتوقّع، فهذا قد يحث الفيدرالي على رفع الفائدة.
أي أن ارتفاع عدد الوظائف بأكثر مما تتوقّع الأسواق بشكل ملموس، مع انخفاض البطالة ونمو الدخل بأكثر من المتوقّع، قد يكون سبباً لزيادة توقعات رفع الفائدة الفيدرالية.
بالتالي، قد نشهد في هذا السيناريو ارتفاعاً بالدولار مع تراجع بأسعار الذهب، وقد تؤثّر هذه الحالة سلباً على أسواق الأسهم.
تتأثّر أسواق الأسهم سلباً بتوقعات رفع الفائدة، بينما توقعات تثبيتها مع توقّع خفضها في 2024 يعتبر إيجابي.
أما إذا جاءت البيانات أسوأ من المتوقّع، أي أن يكون عدد الوظائف المستحدثة قليلاً وارتفعت معدّلات البطالة وهبط معدّل نمو الأجور، ففي هذه الحالة قد نشهد تراجعاً ملموساً بالدولار وقد يحاول الذهب الارتفاع، وربما ستنتعش الأسهم.
ربما يهمّك أيضاً:
الذهب يصعد بقوة اليوم بعد 3 جلسات متتالية من الخسائر
النفط يرتفع نحو 3 بالمئة بعد تثبيت أسعار الفائدة في أمريكا وإنجلترا
تفسير بيانات ختام الأسبوع الاقتصادية قد يكون مُعقّداً إذا كانت متباينة
إلا أن تفسير بيانات ختام الأسبوع قد يكون أكثر تعقيداً، فقد اعتدنا أن نشهد تبايناً في نتائج البيانات الاقتصادية.
لذلك، ربما سيكون التركيز الأكبر على القيم المرتبطة بعدد الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية إذا ثبتت البطالة.
كما سيكون هنالك تأثير لمعدّل نمو متوسط الأجور في الساعة من ناحية صدوره بأعلى من 4.2% أو أقل من 4.2%.
لذلك، قد يكون من المناسب تقييم البيانات الاقتصادية وتأثيرها على الأسواق من ناحية التغيّر في توقعات الفيدرالي.
فإذا أصبحت توقعات رفع الفائدة الشهر المقبل أكبر، فهذا قد يكون تأثيره كأن البيانات إيجابية.
أما إذا أصبحت توقعات رفع الفائدة الشهر المقبل أقل، فتأثير ذلك قد يكون كتأثير بيانات اقتصادية سلبية.
وبحسب مجموعة CME، تتوقّع الأسواق أن يتم رفع الفائدة الشهر المقبل باحتمالية قليلة تصل إلى 19% تقريباً.
وهذا الاحتمال يعني أن الأغلبية تتوقّع عدم رفع الفائدة.
لكن إذا ارتفعت هذه الاحتمالية، أو انخفضت بشكل ملموس، من هنا نستطيع تحديد فهم الأسواق المالية لبيانات الوظائف الأمريكية.
تأثيرات أخرى قد تسبب تذبذب الأسواق المالية
لاحظنا ارتفاعاً ملموساً بالثقة في الأسواق المالية، مع توجّه كل من الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا المركزي وكذلك المركزي الأوروبي وبنك كندا المركزي لتثبيت الفائدة خلال الفترة القصيرة الماضية.
لذلك، تنظر الأسواق المالية ليس فقط إلى الفيدرالي، بل إلى البنوك المركزية ككل.
وتراجع الدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات الرئيسية على مدى هذا الأسبوع، فاقداً نحو 0.4% استجابة لارتفاع الثقة.
وصعدت مؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية، حتى أن مؤشرات الأسهم الأوروبية اختتمت أمس أطول سلسلة مكاسب منذ 3 أشهر.
وارتفاع الثقة يقلل طلب الملاذات الآمنة، كالدولار والذهب، مما يضغط على أسعارهما.
وحتى مع تراجع الدولار هذا الأسبوع، لاحظنا بأن أسعار الذهب تراجعت بحوالي 1%.
لذلك، نستطيع أن نلاحظ أن الأسواق الآن تتأثّر بتغيّر الثقة في الأسواق المالية، ومع بيانات ختام الأسبوع، قد تختلط مشاعر المتداولين أكثر، مما قد يجعل الثقة تتذبذب.
نضيف على ذلك أن نتائج بيانات ختام الأسبوع ستمتزج مع تأثير التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط على معنويات المتداولين.
لذلك، قد نشهد اليوم جلسة متذبذبة ومتقلّبة في حال صدرت أي مستجدات أساسية بعيدة عن التوقعات، أو مستجدات كبيرة جيوسياسية.