خفض تصنيف أميركا الائتماني وسط ترقّب مستجدات عدّة هذا الأسبوع
خفض تصنيف أميركا الائتماني يؤثّر بالأسواق المالية بشكل ملموس، ويسبب حالة من عدم الاستقرار بأسواق السندات والأسهم عالمياً.
وقامت وكالة موديز خفض تصنيف ديون الحكومة الأمريكية الائتماني من Aaa نقطة كاملة إلى Aa1.
وخفض التصنيف الائتماني السيادي لأميركا قد يحمّل الحكومة الأمريكية مزيداً من التكاليف عند إصدار السندات.
وتسبب الخفض بالتصنيف الائتماني ارتفاعاً في عوائد سندات الحكومة الأمريكية.
وارتفعت العوائد السوقيّة لسندات استحقاق 30 عاماً فوق 5%، وارتفعت عوائد سندات استحقاق عشرة سنوات فوق 4.5%.
والارتفاع في عوائد السندات قد يسبب مزيداً من الضغط على الإنفاق الحكومي والتمويل، بالتالي ضغطاً على الناتج المحلي الإجمالي.
وارتفعت أسعار الذهب اليوم الإثنين لتلامس أسعاراً قريبة من 3250 دولار للأونصة.
كما تراجع الدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات بعد خفض تصنيف أميركا الائتماني، وتم تداول مؤشر الدولار في نطاق 100 نقطة.
وتراجعت عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية، منها تراجع مؤشر ناسداك 100 لكبرى شركات التكنولوجيا أكثر من 1.5%.
كيف يؤثّر خفض تصنيف أميركا الائتماني في معنويات المستثمرين؟
خفض تصنيف أميركا الائتماني يعني للمستثمرين ثقة أقل في السندات الأمريكية، وبالتالي في حكومة الولايات المتحدّة.
وأجرت وكالة موديز الخفض مرجعة سبب ذلك توقعات ارتفاع العجز الفيدرالي الحكومي إلى 134% عام 2035.
ويبلغ العجز الحكومي الأمريكي الآن أكثر من 124% من الناتج المحلي الإجمالي.
وارتفاع العجز بـ100 نقطة أساس خلال 10 سنوات يعتبر كبيراً في حال تحقق، مما جعل الوكالة تخفّض التصنيف.
ومع توقع الأسواق تثبيت الفائدة من الفيدرالي الأمريكي الشهر المقبل، نلاحظ أن المستثمرون أصبحوا أكثر قلقاً.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تتوقّع الأسواق تثبيت الفائدة باحتمال يصل إلى 90% تقريباً الشهر القادم يونيو 2025.
لكن إن استمرّت عوائد السندات بالارتفاع، لا يجب استبعاد تدخّل من الاحتياطي الفيدرالي لوقف هذا الارتفاع.
فارتفاع عوائد السندات يعتبر تشديداً نقدي في وقت يحتاج فيه الاقتصاد للتحفيز.
وانكمش الاقتصاد الأمريكي الربع الأوّل من العام الجاري 2025 بنسبة -0.3%، لكن قلق الفيدرالي من التضخّم ما يزال مستمر.
بيانات اقتصادية وقرارات بنوك مركزية
بعد إعلان وكالة موديز خفض تصنيف أميركا الائتماني وتأثّر الأسواق بهذا الخفض، تركّز الأسواق على عدد من المستجدات الاقتصادية المجدولة على الأجندة الاقتصادية.
لكن التركيز على أميركا قد يكون على بيانات مؤشرات مديري المشتريات التي ستصدر يوم الخميس القادم.
وتتوقّع الأسواق أن تظهر القراءة تراجعاً في مؤشر قطاع الصناعات التحويلية من 50.2 إلى 49.9 نقاط.
وتعتقد الأسواق بأن مؤشر قطاع الخدمات قد يتراجع من 50.8 إلى 50.7 نقاط.
وقراءات مؤشرات مديري المشتريات الأمريكية تعتبر قراءات ضعيفة جداً، تشير لاستمرار الضعف في النمو الاقتصادي.
قرارات بنوك مركزية
إلى جانب تأثّر الأسواق المالية بقرار موديز خفض تصنيف أميركا الائتماني المفاجئ، سنكون غداً مع قرارات بنوك مركزية.
وبداية من الصين، حيث من المحتمل أن يعلن بنك الصين الشعبي عن خفضه أسعار الفائدة 10 نقاط أساس.
وبذلك، ستنخفض أسعار فائدة قروض استحقاق عام إلى 3.00%، وستنخفض بذلك فواقد قروض خمسة أعوام إلى 3.50%.
والبيانات الاقتصادية التي صدرت من الصين اليوم تؤكّد اعتقاد الأسواق، حيث صدرت اليوم بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين.
وأظهرت بيانات مبيعات التجزئة في الصين تراجعاً بالنمو من 5.9% إلى 5.1%.
كما تراجع مؤشر الإنتاج الصناعي من 7.7% إلى 6.1%.
فوق ذلك، أظهرت قراءة أسعار المنازل الجديدة انخفاضاً آخر بالأسعار، للشهر الـ11 على التوالي، ونسبته -4%.
كل ذلك يعطي تفسيراً لسبب اعتقاد الأسواق بأن بنك الصين الشعبي قد يخفّض الفائدة.
وربما يؤثّر القرار صباح يوم غدٍ بالأسواق المالية الآسيوية.
قرار الاحتياطي الأسترالي
بعد قرار بنك الصين الشعبي، سيعلن الاحتياطي الأسترالي عن قراره حيال أسعار الفائدة.
وتعتقد الأسواق المالية بأن المركزي الأسترالي سيقوم بخفض الفائدة 25 نقطة أساس من 4.10% إلى 3.85%.
وتتوقّع الأسواق هذا الخفض بسبب المخاوف الاقتصادية المرتبطة بالاقتصاد العالمي، فيما اقتصاد أستراليا يتأثّر فيه.
وقد نرى تأثّر الدولار الأسترالي والأسهم بأستراليا بقرار الاحتياطي الأسترالي، في حال صدور مستجدات في بيان الفائدة وبيان السياسة النقدية.
اليوم الإثنين، انتظار تصريحات أعضاء من الفيدرالي الأمريكي
بعد خفض تصنيف أميركا الائتماني من قِبَل وكالة موديز، ستكون الأسواق المالية اليوم مع عدد من تصريحات أعضاء الفيدرالي.
وسيقدّم كل من أعضاء الفيدرالي “جيفيرسون” و”بوستيك” وكذلك “ويليامز” و”لوجان” تصريحات.
كما سنكون مع تصريحات أعضاء الفيدرالي “لوجان” و”كاشكاري”، مما سيجعل عدد الأعضاء الذين سيدلون بتصريحات اليوم 6 أعضاء.
وربما سيتم سؤال الأعضاء عن خفض تصنيف أميركا الائتماني من قبل وكالة موديز لتحاول الأسواق اشتقاق توجّه الفيدرالي حيال ذلك.
وفي العادة، أصبحت تصريحات أعضاء الفيدرالي أقل تأثيراً في الأسواق المالية، إلا إذا احتوت على معلومات جديدة.
وفي حالتنا اليوم، قد تتأثّر الأسواق بالتصريحات في حال شهدنا تغيّراً في وجهات نظر الفيدرالي في مستقبل الفائدة.
ربما يهمّك أيضاً:
التحليل اليومي للأسواق المالية العالمية 19-05-2025
ملخص ما تترقّبه الأسواق هذا الأسبوع
أسعار النفط تحقق مكاسب أسبوعية
هبوط أسعار الذهب الأسبوع الماضي