رفع الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي. كيف سيؤثّر على الأسواق؟
رفع الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي بواقع 50 نقطة أساس، أصبح أمراً مسلمّاً به لأغلب المستثمرين في الأسواق المالية.
وبحسب مجموعة CME، ترجّح الأسواق رفع الفيدرالي الفائدة من نطاق 3.75% – 4.00% إلى 4.25%-4.50% باحتمال يصل إلى نحو 80%.
وجاءت بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين أمس بأقلّ من التوقعات، لتظهر استمرار انخفاض معدّل التضخّم.
أظهرت بيانات أسعار المستهلكين انخفاض معدّل التضخّم من 7.7% إلى 7.1%، فيما أشارت التوقعات لاحتمال انخفاضه إلى 7.3%.
واليوم، سيعلن الاحتياطي الفيدرالي عن قراره لأسعار الفائدة، لكن تركيز الأسواق سينصب على أي تلميحات نحو خطواته المقبلة.
قرار الفيدرالي اليوم لا يقف عند أسعار الفائدة فقط
عند إعلان الفيدرالي عن رفع الفائدة المرجّح، سيرافق ذلك صدور التوقعات الاقتصادية المحدّثة إلى جانب بيان الفائدة. ومن خلال هذه التقارير، ستحاول الأسواق اشتقاق خطوات الفيدرالي المقبلة.
ليس هذا فقط، بل ستترقّب الأسواق المالية تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي خلال المؤتمر الصحفي بعد إعلان قرار الفائدة بنصف ساعة.
في التوقعات الاقتصادية، سنراقب أي تغيّرات في توقعات التضخّم للعام المقبل، وسنتابع أيضاً متوسّط التوقعات للنمو.
بشكل عام، سعرّت الأسواق المالية قيام الفيدرالي برفع الفائدة 50 نقطة هذا اليوم، و25 نقطة أساس شهري فبراير ومارس 2023.
بالرجوع لذلك، أي تغيّر في هذه التوقعات قد تسبب تحرّك ملموس في الأسواق المالية، لتشمل الدولار والأسهم، وكذلك المعادن الثمينة.
حركة الأسواق المالية هذا الأسبوع
على مدى هذا الأسبوع، ومع انتظار رفع الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي، شهدنا التغيّرات التالية في الأسواق المالية:
- انخفاض مؤشر الدولار بأكثر من 0.9%، ليتم تداوله عند 103 نقاط
- ارتفاع اليورو أمام الدولار بحوالي 1.0%، وتم تداول اليورو عند أعلى مستوياته منذ يونيو الماضي عند 1.06 دولار.
- صعود الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.8% إلى دولار و24 سنت أمريكي، وهو الأعلى منذ يونيو 2022.
- هبوط الدولار أمام الين أكثر من 0.8% إلى 134 ين للدولار الأمريكي الواحد.
- قفزت أسعار الذهب أكثر من 0.75%، لتلامس الأعلى عند 1824 دولار.
مما سبق، نلاحظ أن الأسواق المالية قامت بالفعل بتسعير خفض الفيدرالي وتيرة رفعه الفائدة، وتراجع الدولار الأمريكي مقابل سلّة من العملات، كما هبطت عوائد السندات الأمريكية والتي منها تراجع عوائد سندات الحكومة استحقاق عشرة سنوات إلى ما دون 3.5%، بخسائر أسبوعية بلغت 2.9% تقريباً.
كيف سيؤثّر قرار الفيدرالي على الأسواق؟
الأسواق ترجّح رفع الفائدة شهر فبراير 25 نقطة، وشهر مارس بـ25 نقطة، ثم بعدها ترجّح تثبيت أسعار الفائدة لبعض الوقت.
والصور أدناه توضّح توقعات الأسواق:
توقعات الفائدة لشهر فبراير 2023
ترجيحات الأسواق لشهر مارس 2023
نلاحظ أن هنالك من ما زال يعتقد أن هنالك فرصة لرفع الفائدة 50 نقطة شهر فبراير، وكذلك 25 نقطة شهر مارس، بنسب احتمالية 38.7% و23.6% على التوالي.
إذاً، حركة الأسواق المالية قد تعتمد اليوم على تغيّر هذه النسب في توقعات الأسواق.
توجّهات الأسواق المحتملة بحسب تغيّر توقعات الفائدة:
• زيادة نسبة الذين يتوقّعون اكتفاء رفع الفيدرالي بـ 25 نقطة أساس شهر فبراير ومارس، قد يكون له تأثير سلبي على الدولار، ومنه قد ترتفع أسعار الذهب والأسهم.
• زيادة نسبة الذين يتوقّعون رفع الفائدة 50 نقطة أساس شهر فبراير، قد يكون له تأثير إيجابي على الدولار، وسلبي على الذهب والأسهم.
باختصار ما سبق، نستطيع أن نقول بأن الفيدرالي لو أظهر لهجة أقل تشدداً نحو رفع الفائدة شهري فبراير ومارس، هنا قد نشهد تراجعاً بالدولار، والعكس في حال أظهر تشدداً أكبر من المتوقّع.
كيف نقرأ قرار الفيدرالي اليوم؟
بما أن قرار الاحتياطي الفيدرالي ايوم سيشمل التوقعات الاقتصادية وكذلك بيان الفائدة وقرار الفائدة، وأيضاً المؤتمر الصحفي، فسنحتاج لدراسة كل هذه التفاصيل.
• لو أظهر بيان الفائدة اتفاق الأعضاء على بدء خفض وتيرة رفع الفائدة، وأظهرت التوقعات الاقتصادية انخفاضاً في توقعات التضخّم، عندها قد يشير يزيد احتمال اكتفاء الفيدرالي رفع الفائدة 25 نقطة أساس شهري فبراير ومارس.
• في حال أظهر بيان الفائدة عدم اتفاق بين الأعضاء، أو أشارت التوقعات الاقتصادية لارتفاع بتوقعات التضخّم، عندها قد يزيد توقّع الأسواق رفع الفيدرالي الفائدة شهر مارس 50 نقطة أساس.
الحالة الأولى، ستكون لهجة الفيدرالي أقل تشدداً، وتفيد باحتمال انخفاض الدولار وارتفاع الأسهم والذهب.
الاحتمال الثاني، سيعتبره الأسواق لهجة متشددة، وتفيد باحتمال ارتفاع الدولار وانخفاض الذهب والأسهم.
عدم استبعاد قرار فائدة معقّد
رغم أنه من السهل تمييز لهجة الفيدرالي كما أشرنا سابقاً، لكن لا يجب استبعاد قرار فائدة معقّد. فالمتغيرات عديدة جداً تشمل:
1- توقعات التضخّم
2- مستقبل النمو الاقتصادي
3- وضع معدّل البطالة والوظائف مستقبلاً
4- ترجيح أسعار الفائدة المستقبلية
لا يجب أبداً أن نستبعد أن يكون القرار معقّداً، وتصبح الأسواق في حيرة من جديد حول خطوات الاحتياطي الفيدرالي المقبلة.
بشكل عام، إن كان الفيدرالي واضحاً في تصريحاته وكانت التوقعات كلهّا باتجاه واحد، عندها قد تستطيع الأسواق تحديد خطوات الفيدرالي المقبلة، ومنها قد نشهد حركة ملموسة في الأسواق المالية.