سعر الذهب يسجل ارتفاعًا ليلامس أعلى مستوياته في أربعة أسابيع

الذهب يرتفع إلى أعلى مستوى في أكثر من شهر بدعم من تراجع الدولار ومخاوف تجارية

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من شهر، بدعم من ضعف الدولار الأميركي وتراجع عوائد سندات الخزانة، في وقت يواصل فيه المستثمرون ترقّب تطورات المحادثات التجارية قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأول من أغسطس لفرض رسوم جمركية جديدة

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح اليوم فقد استقر سعر الذهب الفوري بالقرب من مستوى 3,387.96 دولاراً للأوقية، بينما سجلت العقود الآجلة للذهب تسليم سبتمبر نحو 3,398.50 دولاراً للأوقية. وكان المعدن الأصفر قد أغلق جلسة أمس على مكاسب قوية بلغت 1.4%، فيما لامس اليوم أعلى مستوياته منذ 17 يونيو الماضي

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا وقد تأثر الذهب إيجابيًا بانخفاض مؤشر الدولار الذي بقي قريبًا من أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع، بعدما تراجع بنسبة 0.5% في الجلسة السابقة. ويُعد ضعف الدولار محفزًا لأسعار الذهب، لأنه يقلل من تكلفة حيازة المعدن للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى. كما هبطت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من أسبوع، مما يعزز من جاذبية الذهب كأداة تحوط لا تدر عائدًا

كما ازدادت المخاوف في الأسواق بعد تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب من احتمال فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات الأوروبية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري قبل الأول من أغسطس. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن مزيدًا من الإجراءات التجارية قد يُعلن عنها قريبًاً , وقال كلفن وونغ، كبير محللي السوق في “أواندا”، إن “التصعيد المحتمل في التوترات التجارية يدفع بالمستثمرين إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل غياب الوضوح بشأن مآلات المفاوضات

وتتجه الأنظار الآن نحو اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، وسط حالة من التباين في تصريحات مسؤوليه حول تأثير السياسة التجارية على التضخم. ففي حين دعا عضو المجلس كريستوفر والر إلى خفض أسعار الفائدة، أبدى آخرون تحفظهم. ويستفيد الذهب عادة من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، حيث يقلّ العائد على الأصول المنافسة, وفي تطور لافت، ذكرت تقارير أن النائبة الجمهورية آنا باولينا لونا أقدمت على إحالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى وزارة العدل، بعد تهديدات سابقة. يأتي ذلك في سياق ضغوط متزايدة من الرئيس ترامب، الذي دعا إلى خفض الفائدة إلى مستويات “1% أو أقل”، معتبراً أن ذلك ضروري لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين فرصه الانتخابية

ويمكن القول بأن يشهد الذهب دعمًا متزايدًا من عوامل متعددة تشمل ضعف الدولار، تصاعد التوترات التجارية، وتوقعات السياسة النقدية، في وقت يزداد فيه الطلب على الأصول الآمنة وسط حالة من الغموض الاقتصادي والسياسي. ومن المرجح أن تستمر هذه العوامل في دفع الأسعار نحو مزيد من المكاسب في المدى القريب، خاصة مع اقتراب استحقاقات حاسمة على صعيد السياسة النقدية والتجارية في الولايات المتحدة