سعر الذهب يقفز فوق حاجز 4100 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه مع ترقب الأسواق لخفض الفائدة الأمريكية

أسعار الذهب تحافظ علي مكاسبها وتحقق أرتفاعاً قياسياً جديداً

سجل سعر الذهب اليوم ارتفاعًا قياسيًا جديدًا، متجاوزًا حاجز 4100 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه، بدعم من تصاعد توقعات الأسواق بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب هذا الشهر، إلى جانب زيادة الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الثلاثاء فقد ارتفع الذهب بنسبة 0.5% ليصل إلى 4128.49 دولارًا للأونصة، بعدما لامس في وقت سابق من الجلسة مستوى قياسيًا بلغ 4179.48 دولارًا. كما صعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.3% لتسجل 4144.10 دولارًا

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

ويمتد هذا الارتفاع ضمن موجة الصعود القوية التي يشهدها المعدن الأصفر منذ بداية العام، حيث قفزت أسعاره بأكثر من 57% منذ يناير الماضي، مدفوعة بمزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المتشابكة التي عززت جاذبية الذهب كملاذ استثماري آمن, كما أن الزخم الصعودي الحالي يأتي نتيجة تنامي الضبابية الاقتصادية العالمية وتزايد التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي سيبدأ دورة تيسير نقدي جديدة لمواجهة تباطؤ النمو وارتفاع المخاطر في سوق العمل، وهو ما يدعم عادة الأصول التي لا تدرّ عائدًا كالمعدن الأصفر. كما ساهمت المخاوف المتجددة من اندلاع حرب تجارية بين واشنطن وبكين في رفع شهية المستثمرين تجاه الأصول الآمنة، بعد أن أعلنت الدولتان فرض رسوم موانئ متبادلة على السفن التجارية، مما أثار قلق الأسواق بشأن مستقبل التجارة العالمية وسلاسل الإمداد

كما تلقى الذهب دعمًا إضافيًا من مشتريات البنوك المركزية العالمية التي تواصل تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي، إلى جانب التدفقات المتزايدة نحو صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب، ما عزز الزخم الصعودي وأظهر ثقة المستثمرين في استمرار الاتجاه الإيجابي للمعدن خلال الفترة المقبلة, ويتوقع محللون في بنك أوف أمريكا وسوسيتيه جنرال أن يواصل الذهب مساره الصاعد نحو مستوى 5000 دولار للأونصة بحلول عام 2026، في حال استمرار التوترات الجيوسياسية وتوجه البنوك المركزية نحو سياسات نقدية تيسيرية

وينتظر المستثمرون كلمة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال اجتماعات الجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال اليوم، بحثًا عن إشارات جديدة حول اتجاه السياسة النقدية المقبلة، خصوصًا بعد تصريحات رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا آنا بولسون التي أكدت أن تزايد المخاطر على سوق العمل يعزز مبررات خفض الفائدة, ويرى المحللون أن الاتجاه العام للذهب سيبقى صعوديًا على المدى القريب، رغم احتمالية حدوث تصحيحات سعرية مؤقتة إذا ما تراجعت توقعات خفض الفائدة أو شهدت العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين انفراجة محدودة