صعود أسعار المعدن الأصفر بعد صدور بيانات سلبية أمريكية أمس الخميس
صعود اسعار الذهب بعد بيانات أمريكية سلبية أمس الخميس
شهدت أسعار الذهب ارتفاعا واضحا خلال تعاملات اليوم الخميس، حيث لاقت عقود المعدن الأصفر دعما كبيرا من البيانات السلبية الصادرة في الولايات المتحدة خلال اليومين الماضيين، والتي شكلت ضغوطا على الدولار وعوائد السندات
تداولات الذهب
وخلال تداولات أمس فقد ارتفعت العقود الفورية لمعدن الذهب بنسبة 32% إلى 1,964.91 دولارا للأوقية، كما ارتفعت أيضا أسعار عقود الذهب الآجلة، تسليم شهر ديسمبر، بنسبة 0.19% إلى 1,966.90 دولارا للأوقية
أبرز العوامل المؤثرة علي تحركات اسعار الذهب
ارتفعت أسعار الذهب بشكل كبير مع تزايد مراهنات المستثمرين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لن يرفع الفائدة باجتماعه المقبل في ديسمبر، مع توقع البعض بأن البنك المركزي قد يكون وصل لذروة أسعار الفائدة، بعد التباطؤ الأخير الذي شهدته بيانات التضخم، والذي عزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد ينتظر فقط التأثيرات المتأخرة لقرارات رفع الفائدة السابقة لإعادة التضخم إلى هدف 2%
وكانت البيانات الصادرة أول أمس؛ الثلاثاء قد أظهرت أن بمؤشرات أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة قد تباطأت بما فاق توقعات الأسواق، حيث عاود مؤشر التضخم العام الانخفاض إلى مستوى 3.2%، كما انخفض التضخم الأساسي إلى 4%، وهو ما رفع الآمال بشأن اقتراب دورة التشديد النقدي من نهايتها، خاصة مع تراجع ضغوط أسعار الطاقة
هذا كما أظهرت البيانات الصادرة أمس انكماش مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بشهر أكتوبر للمرة الأولى منذ مارس الماضي، كما تراجع مؤشر أسعار المنتجين أيضا خلال أكتوبر ليسجل 0.0% وشهد أكبر وتيرة انخفاض في ثلاث سنوات ونصف ، وهو ما دفع عوائد سندات الخزانة للهبوط بشكل كبير، ودفع المستثمرين نحو حيازة الذهب كملاذ آمن، خاصة وسط تعرض الدولار لضغوط واضحة حدت كثيرا من أرباحه
وفي الوقت نفسه، يقف الاقتصاد الأمريكي على حافة دوامة كبيرة من الديون، الأمر الذي سيدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع بشكل كبير في الأرباع القليلة المقبلة، وفقًا لأحد استراتيجيي السوق. وبسبب ارتفاع ديونها وارتفاع أسعار الفائدة، دفعت الحكومة الأمريكية 879.3 مليار دولار كفوائد خلال السنة المالية المنتهية في 30 سبتمبر/أيلول. ومن المتوقع أن ترتفع تكاليف الخدمة إلى تريليون دولار في السنة المالية الجديدة. لقد تجاوزت تكاليف الديون الأمريكية ميزانية الدفاع السنوية للبلاد
وتؤثر المخاوف المتزايدة بشأن الديون الأمريكية بالفعل على أسواق الخزانة الأمريكية. في الأسبوع الماضي، باعت الحكومة الأمريكية سندات بقيمة 24 مليار دولار لأجل 30 عاما، في مزاد كان مخيبا للآمال. وأشار المحللون إلى أنه خلال المزاد، كان على التجار الأساسيين، الذين يشترون العرض الذي لم يأخذه المستثمرون، قبول 24.7% من الديون المعروضة، أي أكثر من ضعف متوسط العام الماضي البالغ 12%