صعود أسعار النفط مدعوم بالتفاؤل التجاري ومخاوف من عقوبات محتملة على روسيا
سجلت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً يوم الثلاثاء، مواصلة المكاسب القوية التي حققتها في الجلسة السابقة، وسط تفاؤل بتراجع حدة التوترات التجارية العالمية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب تنامي احتمالات فرض عقوبات إضافية على روسيا
بحلول الساعة 15:25 بتوقيت السعودية، ارتفعت عقود خام برنت لشهر سبتمبر بنسبة 0.5% إلى 69.64 دولار للبرميل، كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنفس النسبة إلى 67.07 دولار. وكان كلا العقدين قد سجلا مكاسب تجاوزت 2% في جلسة الاثنين
تفاؤل تجاري يدعم أسعار النفط
حصلت أسعار النفط على دعم من التقدم في المفاوضات التجارية الأمريكية قبل حلول الموعد النهائي للتعريفات في الأول من أغسطس. فقد وقع الاتحاد الأوروبي اتفاقاً إطارياً مع الولايات المتحدة يوم الأحد، ما أسهم في تهدئة المخاوف بشأن حرب تجارية محتملة، وعزز الآمال بارتفاع الطلب المستقبلي على الطاقة
وتضمن الاتفاق فرض تعريفة جمركية بنسبة 15% فقط على معظم صادرات الاتحاد الأوروبي إلى أمريكا، انخفاضاً من النسبة المهددة البالغة 30%. كما تضمن التزاماً أوروبياً بشراء منتجات طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار خلال السنوات المقبلة
ساهم هذا المزيج من تراجع حالة عدم اليقين التجاري والتعهدات طويلة الأجل المتعلقة بالطلب، في زيادة شهية المخاطرة لدى المستثمرين ودعم أسعار النفط
تصعيد جديد من ترامب بشأن روسيا
رفع الرئيس الأمريكي من وتيرة التوترات الجيوسياسية، بإعلانه تقليص المهلة الممنوحة لروسيا لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا إلى ما بين 10 و12 يوماً فقط، محذراً من فرض عقوبات مشددة في حال عدم الامتثال، ما أثار مخاوف من اضطرابات في إمدادات النفط الروسية
وقال محللو أي إن جي في مذكرة: “فشل التوصل إلى اتفاق قد يدفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات أكثر صرامة، بما في ذلك تعريفات ثانوية بنسبة 100% على الدول التي تواصل استيراد النفط الروسي”
وأضافوا: “إذا طُبّقت هذه العقوبات بصرامة، فإنها قد تُحدث تحولاً جذرياً في توقعات سوق النفط”، في إشارة إلى أن الهند والصين وتركيا – أبرز المشترين – قد يضطرون لإعادة النظر في وارداتهم من الخام الروسي الأرخص سعراً مقابل مخاطر فرض تعرفة أمريكية باهظة
كما لفت المحللون إلى أن “السؤال الأبرز الآن هو ما إذا كان ترامب سيمضي قدماً في فرض هذه العقوبات، في ظل رغبته المُعلنة في خفض أسعار النفط، إذ إن مثل هذا الإجراء قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار ويمحو أي فائض متوقع في السوق حتى عام 2026”
ترقب لاجتماع الفيدرالي
في المقابل، يبقى المستثمرون في حالة ترقب قبل صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة، إلى جانب اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي
ومن المقرر أن يبدأ الاجتماع الذي يستمر ليومين اليوم الثلاثاء، وسط توقعات بأن يُبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير ضمن النطاق الحالي البالغ 4.25% إلى %4.50
ملف الإنتاج في دائرة الضوء
وعلى صعيد المعروض، دعت لجنة من تحالف أوبك+ إلى الالتزام الكامل بالحصص الإنتاجية الحالية، في وقت يتحضر فيه وزراء التحالف لاجتماع مرتقب في 3 أغسطس لمناقشة احتمالية زيادة الإنتاج في سبتمبر المقبل