ضعف الاقتصاد الأمريكي يضغط على الدولار لكن يزيد شهية المخاطرة
ضعف الاقتصاد الأمريكي أصبح جلياً بحسب آخر بيانات اقتصادية صدرت من الولايات المتحدّة الأمريكية، مما زاد الضغط على الدولار. لكن، اعتبرت الأسواق المالية البيانات الاقتصادية الضعيفة سبباً داعماً لشهية المخاطرة، إذ أن هذه البيانات تدعم احتمالية عدم رفع معدّل الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تتوقّع الأسواق المالية أن يكون الفيدرالي الأمريكي وصل ذروة أسعار الفائدة.
وتظهر إحصائيات المجموعة أن المتداولين يجزمون ألّا رفع بالفائدة الشهر المقبل ديسمبر أو الذي يليه يناير 2024.
كما أن الأسواق تعتقد أن الفيدرالي سيبدأ خفض الفائدة شهر مايو المقبل 2024.
لذلك، شهدنا الدولار ينخفض مقابل سلّة من العملات الرئيسية على مدى تداولات هذا الأسبوع بأكثر من 1.2%.
ورغم القليل من الارتفاع الذي شهده خلال الثلاث جلسات الماضية، إلا أن الدولار ما يزال منخفضاً، والارتفاع محدود.
واستطاع الدولار تحقيق قليل من المكاسب خلال الجلسات الثلاث الماضية مع طلبه كملاذ آمن وسط التوتّرات الجيوسياسية.
إلا أن توقعات أسعار الفائدة أبقت على الضغط الإجمالي على الدولار الأمريكي، إذ أن ضعف الاقتصاد الأمريكي أصبح جليّاً.
ضعف الاقتصاد الأمريكي أصبح جلياً بحسب البيانات الاقتصادية
أظهرت بيانات اقتصادية صدرت أمس انكماشاً في الإنتاج الصناعي الأمريكي بنسبة -0.6% الشهر الماضي أكتوبر.
إلى جانب ذلك، أفادت أمس بيانات مؤشر ولاية فيلادلفيا لقطاع التصنيع استمرار الانكماش بالقطاع في الولاية للشهر الثالث على التوالي.
كما أن بيانات طلبات البطالة الأسبوعية أظهرت ارتفاعاً إلى 231 ألف طلب، من 218 ألف.
وفوق ذلك، نلاحظ أن بيانات الثلاثاء الماضي أظهرت انكماش مبيعات التجزئة بنسبة -0.1% وانخفاض أسعار المنتجين -0.5%.
بالنسبة لبيانات التضخّم الأمريكي التي صدرت هذا الأسبوع بحسب مؤشر أسعار المستهلكين، نجدها وقد أثبتت انخفاض فاق التوقعات في التضخّم، إذ انخفض مؤشر أسعار المستهلكين إلى 3.2% من 3.7%. كذلك، انخفض مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي إلى 4.0% من 4.1%.
وانخفاض التضخّم مترافقاً مع بيانات اقتصادية أسوأ من التوقعات، أمور تثبت بداية ضعف الاقتصاد الأمريكي.
الأسهم تنتعش وتزايد شهية المخاطرة
تتوجّه عقود مؤشر داوجونز من إنهاء أسبوعها الثالث على ارتفاع، ونجد العقود تتداول قريباً من 35 ألف نقطة.
كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً في تداول عقوده المستقبلية فوق 4500 نقطة.
والسبب وراء الارتفاع في مؤشرات الأسهم هو أن المتداولين أصبحوا يسعّرون عدم رفع الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي.
ومع تزايد احتمالات عدم رفع الفائدة، وظهور توقعات خفض الفائدة خلال النصف الأول من العام المقبل، ارتفعت الأسهم.
ويبدو أن المتداولين أصبحوا يعتبرون ضعف الاقتصاد الأمريكي شيئاً إيجابي بالنسبة لأسواق الأسهم.
ومن المعروف اقتصادياً أن العلاقة بين أسعار الفائدة وأسواق الأسهم هي علاقة عكسية. لذلك، ضعف الاقتصاد الأمريكي يعني ألّا رفع بالفائدة، وبالتالي استطاعت المؤشرات الارتفاع.
ربما يهمّك أيضاً:
تراجع أسعار النفط الخام لثالث جلسة على التوالي خلال معاملات أمس الخميس
صعود أسعار المعدن الأصفر بعد صدور بيانات سلبية أمريكية أمس الخميس
بيانات المنازل الأمريكية اليوم
قد تكون بيانات أسواق المنازل الاقتصادية ذات أهمية لتحديد وضع الاقتصاد.
وتتأثّر مبيعات المنازل بأسعار الفائدة في العادة، كما أن ثقة المستهلكين والوضع الاقتصادي العام يؤثّر في قرارات الشراء.
لذلك، تعتبر بيانات أسواق المنازل اليوم معلومات إضافية حول الوضع الاقتصادي الأمريكي.
ونترقّب اليوم صدور بيانات تصاريح البناء، مع توقع الأسواق إظهارها انخفاضاً من 1.47 مليون إلى 1.45 مليون تصريح.
وبالنسبة لبيانات المنازل المبدوء إنشاؤها، تتوقّع الأسواق أن تظهر انخفاضاً من 1.36 مليون إلى 1.35 مليون.
ورغم أننا لا نستطيع حالياً تأكيد تعثّر قطاع المنازل والإنشاءات الأمريكي ليثبت لنا ضعف الاقتصاد الأمريكي، إلا أن المتداولون يراقبون البيانات الاقتصادية بعناية، إذ أن أحد أهم إثباتات الركود الاقتصادي هو ركود سوق الإسكان.
والقيم التي صدرت خلال عام 2023 من أسواق المنازل رغم أنها ما دون مستويات عام 2022، إلا أنها ضمن مستويات الاقتصاد المعتادة خلال الفترة التاريخية قبل جائحة كورونا.
على ذلك، قد يكون التأثير للبيانات الاقتصادية اليوم محدوداً، إلا إذا جاءت نتائجها بعيدة جداً عن التوقعات.
بيانات أفضل من التوقعات بشكل كبير قد تدعم الدولار الأمريكي، وربما تضغط على الذهب والأسهم.
لكن، بيانات أسوأ كثيراً من التوقعات قد تكون دافعاً لمواصلة الدولار انخفاضه، وقد يحاول الذهب الصعود وترتفع الأسهم.