لماذا انخفضت الأسواق رغم تراجع التضخّم؟ وما أهم المستجدات الأساسية اليوم؟
لماذا انخفضت الأسواق رغم تراجع التضخّم هو السؤال الذي قد يطرحه الكثير من المتابعين للأسواق المالية العالمية.
حيث تراجع مؤشر ناسداك لكبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية يوم أمس في تداولاته الآنية 1.95%.
كما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقاً بنسبة 0.88%.
واليوم، نلاحظ أن تداول عقود مؤشر ناسداك التكنلوجي ما زالت تعاني من ضغط هابط.
وكان يفترض بمؤشرات الأسهم الأمريكية الارتفاع أمس في ظل بيانات أثبتت تراجع التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
وتراجع التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر أسعار المستهلكين من 3.3% إلى 3.0%.
كما هبط التضخّم الأساسي من 3.4% إلى 3.3%.
وهذه القراءات للتضخّم دفعت صندوق النقد الدولي للإشارة لأنّه ما زال يعتقد أن الفيدرالي سيخفّض الفائدة هذه السنة.
وقالت المتحدّثة باسم صندوق النقد أن التضخّم سجّل أول انخفاض شهري منذ أربع سنوات، وانخفض التضخّم -0.1%.
كما صرّحت عضو الاحتياطي الفيدرالي “ماري دالي” قائلة أنّه على الأرجح قد يكون تعديل السياسة النقدية مطلوباً.
كما قال عضو الاحتياطي الفيدرالي “آلبرتو مسلم” بأن بيانات التضخّم الأخيرة مرحّب بها، وأن الفيدرالي يحرز تقدّماً.
لذلك، تزايدت احتمالية خفض الفائدة شهر سبتمبر المقبل بحسب مجموعة CME (المصدر) إلى 92.6%.
وكان يفترض بهذه التطوّرات حيال توقعات الفيدرالي أن تدفع الأسهم للارتفاع بشكل ملموس.
لكن يبقى السؤال لماذا انخفضت الأسواق رغم تراجع التضخّم يوم أمس بعدما حققت مستويات قياسية.
لماذا انخفضت الأسواق رغم تراجع التضخّم؟
بداية، هبطت أسهم شركة تسلا بشكل ملموس وبنسبة تزيد عن 8% بعد أنباء أشارت إلى أن الشركة ستؤجّل مؤتمر “Robotaxi”.
كما تراجعت أسهم شركة Nvidia وشركات تكنولوجيّة أخرى مع تحوّل المستثمرين لشركات صغيرة بعد بيانات التضخّم.
كما انخفضت أسهم شركة آبل رغم قيام بانك أوف أميركا برفع السعر المستهدف للشركة.
من ناحية أخرى، تراجعت أسهم شركة دلتا إيرلاين بنسبة تقارب 4% بعد توقعات أرباح أقل للربع الحالي، مع إعلان الشركة عن انخفاض في صافي الدخل إلى 1.31 مليار دولار للربع الثاني هذه السنة، من 1.83 مليار دولار لنفس الفترة للعام الماضي.
وهذا وهبطت أسهم مصرف سيتي جروب بنسبة 6% وخسر المصرف الأمريكي أكثر من ملياري دولار من قيمته السوقية بيوم واحد.
وهبط سعر سهم سيتي جروب بعدما تم فرض غرامة مقدارها 136 مليون دولار من منظّمي البنوك الأمريكية.
واجتمعت كل تلك الظروف الأساسية السلبية إلى جانب ترقّب نتائج أعمال كبرى البنوك الأمريكية اليوم الجمعة.
ويمكن إثبات توجّه المتداولين والمستثمرين للشركات الصغيرة من خلال ارتفاع مؤشر Russell 2000 بنسبة 3.6% يوم أمس.
حيث أن بيانات التضخّم جعلت المتداولين يتوجّهون للشركات التي قد تستفيد من توقعات خفض الفائدة الفيدرالية.
نتائج أعمال الشركات اليوم الجمعة
تترقّب الأسواق المالية اليوم صدور نتائج أعمال عدّة شركات أمريكية من قطاع البنوك تشمل:
مورغان تشيس وشركاه (جي بي مورجان)، وتوقعات ربحية سهم 4.14 دولار للسهم الواحد.
مصرف ويلز فارغو آند كو، مع توقعات أن يعلن المصرف عن ربحية سهم 1.28 دولار للسهم.
سيتي جروب، والتي تتوقّع الأسواق أن تعلن عن ربحية سهم 1.4 دولار للسهم الواحد.
وتعتبر البنوك الثلاث المنتظر إعلان نتائجها اليوم من المصارف الكبيرة في الولايات المتحدّة الأمريكية.
وقد تكون إجابة السؤال لماذا انخفضت الأسواق رغم تراجع التضخّم ترقّب نتائج أعمال البنوك أحد الإجابات له
بيانات اقتصادية أمريكية ربما ستكون هامّة اليوم
أحد الإجابات لسؤال لماذا انخفضت الأسواق رغم تراجع التضخّم هو ترقّب بيانات تضخّم أسعار المنتجين اليوم.
يعتبر مؤشر أسعار المنتجين أحد المؤشّرات للتضخّم المستقبلي.
فانخفاض تضخّم أسعار المنتجين يعني أن التضخّم الاستهلاكي ربما سينخفض أيضاً في المستقبل بعد وصول السلع من المنتج للمستهلك.
لكن ارتفاع أسعار المنتجين يعني احتمالية عودة الضغوط التضخميّة.
وتتوقّع الأسواق المالية أن يظهر مؤشر أسعار المنتجين ارتفاعاً بنسبة 0.1% الشهر الماضي يونيو مقارنة بانخفاض -0.2% في مايو.
كما تتوقّع الأسواق ارتفاع أسعار المنتجين بالقيمة الأساسية بنسبة 0.2% شهر يونيو، مقارنة بتوقّف ارتفاع الأسعار في مايو.
على القيم السنوية، تعتقد الأسواق أن أسعار المنتجين ربما ارتفع تضخّمها إلى 2.3% من 2.2%.
وبالقيمة الأساسية، ترى الأسواق احتمالية أن تكون أسعار المنتجين قد ارتفع تضخّمها إلى 2.5% من 2.3%.
هذا وسنكون أيضاً على موعد مع صدور تقرير جامعة ميشيغان لثقة المستهلك وتوقعات التضخّم.
وتتوقّع الأسواق أن يظهر مؤشر ثقة المستهلك بحسب تقارير الجامعة قد ارتفعت من 68.2 إلى 68.5 نقطة.
وسنترقّب تحديث توقعات التضخّم السابقة التي كانت عند 3.0%.
تأثير البيانات الاقتصادية على الأسواق
إذا جاءت نتائج البيانات الاقتصادية أعلى مما تتوقّع الأسواق، فقد تدعم البيانات الدولار وتضغط على الذهب والأسهم.
لكن، إذا كانت النتائج أقل من توقعات الأسواق، هنا ربما سنرى تراجع الدولار، وربما تصعد أسعار الذهب ومؤشرات الأسهم.
إلا أن اختلاط نتائج البيانات، أو صدورها بقيم قريبة من التوقعات، قد يكون سبباً لحصول تذبذب في الأصول المتداولة.
ربما يهمّك أيضاً:
الذهب يكسر ويصل إلي مستويات 2400 عقب بيانات التضخم الأمريكي أمس الخميس