مكاسب لأسعار الخام وسط مخاوف متزايدة بشأن نقص الإمدادات

ارتفاع أسعار النفط بدعم العقوبات الأميركية وتصاعد المخاوف بشأن الإمدادات العالمية

سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الأربعاء، مدعومة بتزايد المخاوف حيال نقص المعروض النفطي من فنزويلا، عقب تشديد الولايات المتحدة إجراءاتها العقابية ضد ناقلات النفط المرتبطة بنظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية المتعلقة بالإمدادات الروسية

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح الأربعاء فقد قفزت عقود الخام الأميركي بنحو 2% لتصل إلى 56.24 دولارًا للبرميل، في حين ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 1.78% لتسجل 59.88 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة في السوق

وجاء هذا الصعود بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض حصار شامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة من وإلى فنزويلا، مع تصنيف نظام مادورو كـ«منظمة إرهابية أجنبية»، وهو ما أثار مخاوف حادة بشأن استقرار الإمدادات الفنزويلية , وأشار ترامب إلى توسيع الوجود البحري الأميركي في منطقة الكاريبي، بهدف اعتراض ناقلات النفط وإعادة الأصول المصادرة إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي انعكس مباشرة على حركة الشحن، حيث توقفت عدة ناقلات متجهة إلى الصين وكوبا أو غيّرت مسارها بعيدًا عن المنطقة

وفي سياق متصل، أفادت وكالة بلومبيرغ بأن الولايات المتحدة تدرس فرض جولة جديدة من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي في حال رفض الرئيس فلاديمير بوتين التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا. وتشمل الخيارات المطروحة استهداف ما يُعرف بـ«أسطول الظل» الروسي من ناقلات النفط، إلى جانب التجار الذين يسهلون عمليات البيع، ما يعزز المخاوف من تقلص الإمدادات العالمية ويدفع أسعار النفط إلى مزيد من الارتفاع

وامتد أثر التوترات الجيوسياسية إلى أسواق الطاقة الأخرى، حيث ارتفعت عقود زيت التدفئة بنسبة 1.48% لتسجل 2.1600 دولار، وصعد الغاز الطبيعي بنسبة 1.65% إلى 3.950 دولار لكل مليون وحدة حرارية، كما زادت عقود البنزين بنسبة 1.02% إلى 1.6981 دولار، في إشارة إلى انتقال تأثير اضطرابات الإمدادات النفطية إلى مختلف مكونات قطاع الطاقة

تعكس هذه التطورات تصاعد دور المخاطر الجيوسياسية كعامل رئيسي في توجيه أسواق النفط العالمية، حيث باتت قرارات العقوبات، سواء على فنزويلا أو روسيا، قادرة على إحداث تحركات حادة في الأسعار خلال فترات زمنية قصيرة. كما تؤكد الأحداث الحالية أهمية المتابعة الدقيقة لملف الإمدادات العالمية واستراتيجيات الاستثمار في قطاع الطاقة، في ظل بيئة تتسم بارتفاع مستويات عدم اليقين وتقلبات الأسعار