هزّة تضرب الأسواق المالية وتساؤل حول أسبابها مع ترقّب بيانات ومستجدات
هزّة تضرب الأسواق المالية العالمية تسببت بارتفاع أسعار الذهب لأسعار قياسية فوق 3540 دولار للأونصة مع توتّر بأسواق الأسهم.
وصعدت أيضاً أسعار الفضّة مقتربة من 41 دولار للأونصة، فيما التباين يسيطر على أسواق الأسهم العالمية.
ونجد أن الأسواق المالية العالمية في حالة من الترقّب والقلق حيال مستجدات أساسية وسياسية عديدة.
ويظهر القلق الكبير في أسواق السندات، مع صعود كبير بعوائد السندات، ليدل على انخفاض الثقة في الحكومات.
وارتفعت عوائد السندات طويلة الأجل منها سندات الحكومة البريطانية استحقاق 30 عاماً لأعلى مستوى منذ 1998.
كما ارتفعت عوائد سندات استحقاق 20 عاماً لأعلى مستوى منذ 1999.
وبالنسبة للولايات المتحدّة، ارتفعت عوائد السندات لأجل استحقاق 30 عاماً واقتربت من 5%.
ارتفاع عوائد السندات يدل بأن الأسواق تخشى من السياسات الداخلية للبلاد، وتطلب عوائد أعلى.
وشهدنا هزّة تضرب الأسواق المالية العالمية مع مخاوف حقيقية حيال السلامة المالية للحكومات.
هزّة تضرب الأسواق المالية العالمية تسبق مستجدات بريطانيا وأميركا
شهدنا هزّة تضرب الأسواق المالية العالمية خلال هذا الأسبوع، وسط مخاوف ارتفاع العجز الحكومي والملاءة المالية للحكومات.
ويقلق المستثمرون من سياسات الرئيس الأمريكي والتوتّر السياسي الداخلي مع المحكمة العليا وحيال الأثر الاقتصادي لذلك.
وفي بريطانيا، تتزايد المخاوف السياسية التي قد تسبب ارتفاعاً في العجز الحكومي.
أما في فرنسا، فلا يختلف الوضع كثيراً، فالتوتّرات السياسية تثقل على الاقتصاد.
وتترقّب الأسواق المالية اليوم مستجدات مهمّة جداً، تبدأ بالجلسة الاستماعيّة لتقرير السياسة النقدية من بنك إنجلترا المركزي.
كما ستصدر اليوم بيانات مؤشر JOLTS للوظائف الشاغرة الأمريكية، وتوقعات أن تظهر انخفاضاً من 7.44 مليون إلى 7.38 مليون.
إلى جانب ذلك، وفيما نرى هزّة تضرب الأسواق المالية العالمية، ستصدر بيانات أوامر المصانع الأمريكية.
وتعتقد الأسواق بأن البيانات ستظهر انكماش الأوامر الصناعية بنسبة -1.3% لتؤكّد استمرار ركود القطاع.
كيف ستؤثّر المستجدات على الأسواق المالية؟
تعيش الأسواق على وقع هزّة تضرب الأسواق المالية العالمية ومخاوف متعلّقة بمالية الدول.
لكن إلى جانب ذلك، التوتّرات السياسيّة تزايدت مع مستجدات الصين وروسيا والولايات المتحدّة.
لذلك، قد نرى بأن الأسواق المالية تتفاعل مع البيانات الاقتصادية بطريقة قد تكون غير معتادة.
لكن بشكل عام، إذا أظهرت بيانات الوظائف الشاغرة قراءة أعلى كثيراً من التوقعات مع قيم أفضل مما هو متوقّع في أوامر المصانع، هنا قد نرى ارتفاعاً بالدولار وربما يتوقّف الاتجاه الصاعد للذهب لبعض الوقت.
إلا أن صدور البيانات أقل كثيراً من التوقعات، قد يكون سبباً لإضعاف موجة الدولار الصاعدة وربما تواصل أسعار الذهب ارتفاعها.
فيما لو صدرت القراءات قرب التوقعات، فهنا ربما ستسود حالة من التذبذب بالأسواق المالية العالمية.
ومن بريطانيا، ستتابع الأسواق الجلسة الاستماعية لتقرير السياسة النقدية الذي قد يسبب تذبذب في الجنيه الإسترليني.
السياسات العالمية تؤثّر أيضاً بالأسواق
وسط عودة حالة عدم اليقين حيال الرسوم الجمركية الأمريكية، نجد الأسواق في توتّر ملموس.
وقال الرئيس الأميركي إنه سيطلب من المحكمة العليا “حكماً عاجلاً” لإلغاء قرار محكمة الاستئناف الذي قضى بعدم قانونية الرسوم الجمركية.
وفيما يتعلق بملف الحرب في أوكرانيا، قال الرئيس الأمريكي إنه “مُحبط للغاية” من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وتزايدت التوتّرات السياسية أيضاً مع اجتماعات استضافتها الصين شملت الرئيس الصيني والرئيس الروسي وعدد آخر من الرؤساء.
ومع تزايد التوتّرات السياسية بين أميركا والصداقة الروسية الصينية، تزايد القلق في الأسواق حيال مستقبل العلاقات.
لذلك، لا يجب أن نستبعد حالة من التوتّر الملموس بالأسواق المالية في حال صدرت أي مستجدات سياسيّة من هنا وهناك.
ربما يهمّك أيضاً:
التحليل اليومي للأسواق المالية العالمية 03-09-2025
النفط يغلق مرتفعاً مع تركيز الأسواق على الإمدادات الروسية
الذهب يسجل قمة تاريخية مع تجدد التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية