يوم التضخّم الأمريكي قد يكون مصيريّاً للدولار
يوم التضخّم الأمريكي هو هذا اليوم الجمعة، والذي تترقّب فيه الأسواق صدور مؤشر Core PCE المفضّل للفيدرالي.
وتشير التوقعات في يوم التضخّم الأمريكي أن نشهد تراجعاً في التضخّم من 4.4% إلى 4.3% بحسب أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي (Core PCE).
ورغم توقّعات أن ينخفض المؤشر، إلا أنه ما يزال بعيداً جداً عن هدف صانعي السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي عند 2.0%.
على ذلك، ربما يكون يوم التضخّم الأمريكي مصيريّاً للدولار، وينعكس تأثيره على الذهب والأسهم والعديد من الأصول المتداولة.
ماذا يعني انخفاض مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي؟
انخفاض المؤشر لا يعني انخفاضاً بالأسعار، بل يعني انخفاضاً في وتيرة ارتفاع الأسعار.
على ذلك، حتى لو انخفض التضخّم من 4.4% إلى 4.3%، سيعني ذلك أن معدّلات التضخّم ما زالت مرتفعة جداً.
ويتطلّب التضخّم المرتفع من الاحتياطي الفيدرالي أن يستمر برفع الفائدة، وهذا فعلاً ما أثبته محضر اجتماع الفيدرالي.
صدر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، مؤكّداً اتفاق أعضاء الفيدرالي على أهمية الاستمرار برفع الفائدة.
لكن في نفس الوقت، على الأرجح سيتم رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط الاجتماعات الثلاث المقبلة.
بحسب مجموعة CME، تتوقّع الأسواق أن تصل الفائدة الأمريكية ذروتها في اجتماع شهر يونيو المقبل 2023.
وترى الأسواق أن الفائدة قد تصل نطاق 5.25% – 5.50%.
لكن، ما زال هنالك من يعتقد بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يدفع بأسعار الفائدة لأعلى من ذلك عند 5.50% – 5.75%، فيما يعتقد البعض الآخر أن ذروة أسعار الفائدة ستكون شهر مايو المقبل، لتصل إلى نطاق 5.00% -5.50% فقط.
بالتالي، ستكون بيانات التضخّم اليوم مهمّة جداً بالنسبة للمتعاملين في الأسواق المالية والمتابعين لقرار الفيدرالي.
كيف ستؤثّر بيانات التضخّم اليوم على توقعات الفوائد الأمريكية؟
انخفاض معدّل التضخّم من 4.4% إلى 4.3% قد يكوم سبباً لتزايد الاعتقاد أن الفيدرالي سيصل بأسعار الفائدة إلى 5.25%-5.50%.
لكن، في حال أظهرت البيانات انخفاضاً في التضخّم لما دون 4.3%، فهذا قد يزيد الاعتقاد أن الفيدرالي سيكتفي بنطاق 5.0%-5.25%.
الاحتمال الثالث، هو أن تحصل مفاجأة تظهر أن معدّل التضخّم لم ينخفض، وبقي عند 4.4% أو ارتفع على غير المتوقّع.
في الاحتمال الثالث، هنا قد نشهد أن الأسواق زاد توقها أن يرفع الفيدرالي الفائدة إلى نطاق 5.50% – 5.75%.
كيف سيكون يوم التضخّم الأمريكي مصيريّاً للدولار والأسواق؟
سعرّت الأسواق انخفاضاً محدوداً بالتضخّم من 4.4% إلى 4.3%، وارتفع الدولار الأمريكي على مدى الشهر الجاري فبراير أكثر من 2.4%.
كما أن هذا التسعير للدولار جاء مع مزيد بيانات الوظائف الأمريكية وبيانات النمو الاقتصادي.
وفي آخر بيانات للوظائف، ظهر أن الاقتصاد الأمريكي أضاف أكثر من نصف مليون وظيفة جديدة.
إلى جانب ذلك، أظهرت بيانات النمو الاقتصادي نمو الاقتصاد الأمريكي 2.7% الربع الرابع الماضي.
على ذلك، ارتفاع الدولار الأمريكي هذا الشهر كان مع تسعير هذه المتغيّرات، مما سبب أيضاً انخفاض الأسهم والذهب.
وتراجع سعر الذهب هذا الشهر أكثر من 5.3%، كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز للأسهم الأمريكية أكثر من 1.6%.
بالتالي، أي قيمة لبيانات التضخّم اليوم بعيدة عن 4.3% قد يكون لها تأثير مباشر على الأسواق المالية، وكلما كانت القيمة أبعد، قد يكون تأثّر الأسواق أكبر.
احتمالات تأثّر الأسواق في بيانات التضخّم:
الاحتمال الأوّل، أن تصدر القيمة عند 4.3%: في هذه الحالة، قد نشهد حركة متذبذبة في الأسواق تشمل محاولات ارتفاع للدولار.
كما أن الاحتمال الأوّل قد يشمل تذبذباً بأسعار الذهب والأسهم.
الاحتمال الثاني، أن تصدر القيمة فوق 4.3%: في هذه الحالة، ربما سنشهد ارتفاعاً بالدولار الأمريكي، وكلما كانت القيمة أعلى، زادت قوّة الدولار.
في الاحتمال الثاني قد نشهد أيضاً انخفاضاً ملموساً بالذهب والأسهم.
الاحتمال الثالث، هو أن تصدر القيمة تحت 4.3%: هنا قد نلاحظ تراجع الدولار وصعوداً للذهب والأسهم.
لكن كلما كانت القيمة أقل، قد يكون تأثّر الأسواق أكبر.
بيانات إضافية قد يكون لها تأثير على الأسواق
إلى جانب بيانات مؤشر Core PCE، سنتوقّف مع تقرير جامعة ميشيغان الأمريكية.
سيصدر التقرير المراجع للتضخّم وثقة المستهلكين، مع توقعات أن يشير التقرير إلى استقرار الثقة عند 66.4 نقطة.
وفي آخر تقارير التضخّم للجامعة، تتوقّع الجامعة أن ينخفض التضخّم إلى 4.2%.
ومع بيانات جامعة ميشيغان، ستصدر أيضاً بيانات مبيعات المنازل الجديدة، المتوقّع أن تظهر ارتفاعاً من 616 إلى 620 ألف.
هذا المزيج من البيانات الاقتصادية قد يكون له أيضاً تأثير على الأسواق المالية.