أسعار النفط ترتد صعودًا بعد تراجع قوي، وسط ضغوط ترامب على الاحتياطي الفيدرالي ومخاوف التعريفات الجمركية التي تلقي بظلالها على المشهد الاقتصادي
ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء، لتعوض جزءًا من خسائرها الحادة التي بلغت نحو 2% في الجلسة السابقة، وسط استمرار الحذر في الأسواق نتيجة حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمية الناتجة عن الرسوم الجمركية الأمريكية وتصاعد ضغوط الرئيس دونالد ترامب على الاحتياطي الفيدرالي
صعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو بنسبة 0.8% إلى 66.80 دولار للبرميل، فيما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1% لتسجل 63.02 دولار للبرميل. وكان الخامان قد أنهيا تعاملات الإثنين بخسائر تجاوزت 2% عقب إعلان الولايات المتحدة وإيران الاتفاق على استئناف مباحثات فنية لبحث إطار لاتفاق نووي محتمل
ضغوط سياسية ومخاوف تجارية تؤثر على المشهد الاقتصادي
تصاعدت المخاوف في الأسواق بعدما كشف المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت، أن الإدارة الأمريكية تدرس إمكانية عزل جيروم باول من رئاسة الاحتياطي الفيدرالي، في الوقت الذي يواصل فيه ترامب دعواته العلنية لتخفيض أسعار الفائدة فورًا، محذرًا من احتمال تعرض الاقتصاد الأمريكي للتباطؤ إذا لم يتم ذلك
وفي المقابل، أبدى باول موقفًا حذرًا الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أنه من غير المرجح خفض الفائدة قريبًا، مستشهدًا بمخاطر التضخم والمخاوف الاقتصادية المتزايدة بسبب الرسوم الجمركية
وغالبًا ما ينظر المستثمرون إلى تدخل السياسة في قرارات الاحتياطي الفيدرالي كعامل يقلق الأسواق، إذ يفتح الباب أمام سياسة نقدية غير متوقعة، ما ينعكس بشكل مباشر على أسواق السلع والطاقة من خلال تحركات أسعار الدولار وتوقعات النمو
المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية ومستقبل الإمدادات
بالتزامن مع ذلك، واصلت الأسواق تقييم تداعيات المحادثات النووية المزمع انطلاقها بين واشنطن وطهران في عُمان يوم الأربعاء، والتي ستعقبها جلسة أخرى يوم السبت لمراجعة التقدم. وقد أثار هذا التقدم مخاوف من زيادة الإمدادات في حال عودة الصادرات الإيرانية إلى الأسواق العالمية
وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه مجموعة أوبك+، المكونة من أعضاء أوبك وحلفائهم بقيادة روسيا، عن تسريع وتيرة زيادة الإنتاج بدءًا من مايو بمقدار 411,000 برميل يوميًا، وهو معدل أسرع من الخطة السابقة
وكانت أسعار النفط قد تعافت مؤخرًا من أدنى مستوياتها في أربع سنوات التي سجلتها في وقت سابق من الشهر، غير أن التهدئة المتوقعة في اضطرابات الإمدادات، والمخاوف من ضعف الطلب العالمي بسبب التباطؤ الاقتصادي والتوترات التجارية، ظلت تلقي بظلالها على معنويات السوق