تراجع أسعار النفط يدفعه لتكبد أكبر خسارة أسبوعية منذ عامين مع انحسار التوترات

النفط يرتفع الجمعة لكنه يتجه نحو أكبر خسارة أسبوعية منذ مارس 2023

سجلت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً خلال تعاملات اليوم الجمعة، إلا أنها لا تزال على مسار تكبّد أكبر خسارة أسبوعية منذ مارس 2023، في ظل تلاشي المخاوف الجيوسياسية المرتبطة بالصراع الإيراني الإسرائيلي، وغياب اضطرابات كبيرة في الإمدادات، ما أدى إلى تراجع العلاوة السعرية التي كانت مدفوعة بالمخاطر

حركة الأسعار اليوم
وخلال تداولات صباح اليوم فقد صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 50 سنتاً أو بنسبة 0.7% إلى 68.23 دولاراً للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 49 سنتاً أو ما يعادل 0.8% إلى 65.73 دولاراً للبرميل

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار النفط الخام

و خلال الحرب التي اندلعت في 13 يونيو عقب استهداف إسرائيل منشآت نووية إيرانية، قفزت أسعار خام برنت بشكل مؤقت فوق 80 دولاراً للبرميل، لكنها ما لبثت أن تراجعت إلى نحو 67 دولاراً بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى وقف إطلاق النار، ليخسر الخامان نحو 12% من قيمتهما هذا الأسبوع, وأوضح جانيف شاه، المحلل لدى “ريستاد إنرجي”، أن السوق “تخلّى تقريباً عن جميع علاوات المخاطر الجيوسياسية التي كانت سائدة الأسبوع الماضي، وعاد إلى التحرك وفق الأساسيات التقليدية

وأضاف أن التركيز يتحول الآن إلى الاجتماع المرتقب لتحالف “أوبك+”، وسط توقعات باستمرار نهج التخفيف السريع لقيود الإنتاج شهراً إضافياً، في ظل التوازنات الحالية وهيكل السوق، إلا أن الترقب الأكبر يتركز حول مدى قوة مؤشرات الطلب الصيفي الآخذة في الظهور, ومن المقرر أن يعقد تحالف “أوبك+” اجتماعه القادم في 6 يوليو، لاتخاذ قرار بشأن مستويات الإنتاج لشهر أغسطس، في ظل مراقبة دقيقة لتوازنات العرض والطلب

في المقابل، تلقى السوق بعض الدعم من البيانات الأخيرة بشأن المخزونات، حيث أظهرت تقارير رسمية من إدارة معلومات الطاقة الأميركية تراجعاً في مخزونات النفط والوقود خلال الأسبوع الماضي، بالتزامن مع ارتفاع معدلات التكرير وزيادة الطلب المحلي , وأشارت بيانات نُشرت الخميس إلى انخفاض مخزونات وقود الغازوال في مركز التكرير والتخزين بهولندا وبلجيكا (منطقة ARA: أمستردام – روتردام – أنتويرب) إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عام

و في سياق متصل، قفزت واردات الصين من النفط الإيراني خلال يونيو إلى مستويات قياسية، وسط تسارع في الشحنات قبل اندلاع الصراع وتحسن الطلب من المصافي المستقلة، وفقاً لتحليلات السوق , تُعد الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، وأكبر مشترٍ للخام الإيراني. ووفقاً لبيانات شركة المتخصصة في تتبع الشحنات، استوردت الصين ما يزيد عن 1.8 مليون برميل يومياً من النفط الإيراني خلال الفترة بين 1 و20 يونيو، وهو أعلى مستوى مسجّل في قاعدة بيانات الشركة حتى الآن