تراجع أسعار النفط بفعل القلق حيال الإمدادات الروسية والتوترات العالمية

أسعار النفط تبقى مستقرة ضمن نطاق ضيق رغم التوترات الجيوسياسية، وسط دعم من أساسيات السوق

شهدت أسعار النفط تراجعاً حاداً بعد أن لامست أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أسابيع، حيث انخفضت الأسعار بعد أربع جلسات متتالية من المكاسب. وقد جاء هذا الانخفاض مدفوعاً بحالة من النفور من المخاطر التي سادت الأسواق، إضافة إلى استمرار حالة عدم اليقين المحيطة بمخاطر إمدادات الطاقة الروسية

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح اليوم فقد انخفض خام برنت 51 سنتًا، أو 0.7%، ليصل إلى 68.29 دولارًا للبرميل، بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ أوائل أغسطس في الجلسة السابقة , وخسر خام غرب تكساس الوسيط  57سنتًا، أو حوالي 0.9%، ليصل إلى 64.23 دولارًا. هذا التراجع يُشير إلى أن الأسواق لا تزال هشة وتتفاعل بسرعة مع أي تطورات جديدة

العوامل المؤثرة في السوق

هذا و كان الارتفاع في أسعار النفط يوم الاثنين مدفوعًا في المقام الأول بمخاطر الإمدادات بعد هجمات أوكرانيا على البنية التحتية للطاقة الروسية، بالإضافة إلى احتمالية فرض المزيد من العقوبات الأمريكية على النفط الروسي , وقد أدت الهجمات الأوكرانية، التي جاءت رداً على تقدم القوات الروسية في الصراع وقصفها لمنشآت الغاز والطاقة الأوكرانية، إلى تعطيل معالجة النفط الروسي وصادراته وتسببت في نقص البنزين في بعض المناطق الروسية

في الوقت نفسه، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده بفرض عقوبات على روسيا إذا لم يتم إحراز تقدم نحو اتفاق سلام في الأسبوعين المقبلين , هذا التهديد يضيف طبقة أخرى من عدم اليقين إلى السوق، حيث يخشى المستثمرون من أن تؤدي عقوبات جديدة إلى تقليص الإمدادات الروسية بشكل أكبر، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد

و وفقًا للمحلل جيوفاني ستاونوفو من بنك يو بي إس، فإن “التراجع المتواضع اليوم يرجع إلى النفور من المخاطرة، مع انخفاض أسواق الأسهم , وغالبًا ما يسير أداء النفط بالتوازي مع شهية المستثمرين للمخاطرة. فعندما تنخفض مؤشرات الأسهم الرئيسية مثل اس بي 500 ميل المستثمرون إلى بيع الأصول الأكثر خطورة مثل النفط، والتحول إلى ملاذات آمنة، مما يؤدي إلى ضغط هبوطي على الأسعار. وتُعتبر العوامل الجيوسياسية، خاصة ما قد يفعله ترامب، محركاً رئيسياً لهذا النفور

هناك عامل آخر، حيث يراقب المتداولون عن كثب، وهو التعريفات الأمريكية الوشيكة ضد الهند بسبب استمرار شرائها للنفط الروسي. وتعد الهند ثالث أكبر مشترٍ للخام الروسي، وتهديد واشنطن بفرض رسوم جمركية قد تصل إلى 50% على الصادرات الهندية يُشكل ضغطاً كبيراً على العلاقات التجارية العالمية

و خارج أوبك بلس استقر الإنتاج الأمريكي وفق التوقعات، بينما فاجأ الإنتاج البرازيلي الأسواق بارتفاعه في يوليو مقترباً من 4 ملايين برميل يومياً مع بدء تشغيل آبار جديدة في حقول ما قبل الملح. إلا أن باركليز يتوقع تباطؤ هذا النمو العام المقبل