التضخّم في الصين يدعم الأسواق الآسيوية، فماذا عن البيانات الأمريكية اليوم؟
التضخّم في الصين يدعم الأسواق الآسيوية لأن انخفاض معدّل التضخّم على غير المتوقّع يؤكّد احتمال استمرار دعم الحكومة والمركزي الصيني للاقتصاد.
وأظهرت بيانات اليوم انخفاض معدّل التضخّم من 0.0% إلى -0.4%، وهذا يعني انخفاض الأسعار ودلالة على ضعف الاستهلاك.
كما استمرّت أسعار المنتجين في انكماشها بالصين وبنسبة -2.9%، لتظهر استمرار معاناة المنتجين منذ شهر أكتوبر 2022.
والبيانات التي صدرت دفعت مؤشرات الأسهم الآسيوية للارتفاع لأن البيانات تعني استمرار الفوائد المنخفضة والتحفيزات الحكومية الصينية.
في نفس الوقت، التوقعات باستمرار التحفيزات النقدية في الصين ساهم في دفع أسعار الذهب للصعود.
كما ارتفعت أسعار الذهب مع عودة التوتّرات الجيوسياسية للشرق الأوسط. واستقرت أسعار الذهب فوق 3640 دولار للأونصة.
وبالنسبة لأسعار النفط، فقد ارتفعت أيضاً هي الأخرى بفعل مخاوف التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وبعد أن شهدنا التضخّم في الصين يدعم الأسواق الآسيوية والتوتّرات الجيوسياسية تدعم الذهب والنفط، تترقّب الأسواق اليوم بيانات اقتصادية أمريكية.
بعد أن شهدنا التضخّم في الصين يدعم الأسواق الآسيوية، هل ستؤثّر بيانات أمريكا اليوم بالأسواق؟
التضخّم في الصين يدعم الأسواق الآسيوية لأن التضخّم جاءت قراءته ما دون توقعات الأسواق المالية.
وتترقّب الأسواق المالية يوم غدٍ الخميس بيانات التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
وتعتقد الأسواق المالية بأن مؤشر أسعار المستهلكين سيظهر ارتفاع التضخّم من 2.7% إلى 2.9%.
وبالنسبة للتضخّم الأساسي بحسب مؤشر أسعار المستهلكين في القراءة الأساسية، تعتقد الأسواق المالية بأن التضخّم استقر عند 3.1%.
وقد تكون البيانات الاقتصادية الأمريكية المنتظرة يوم غدٍ مؤثّرة بالأسواق المالية، خصوصاً وأنّها ستترافق مع بيانات طلبات البطالة.
ماذا عن بيانات اليوم الاقتصادية؟
في وقت نرى فيه الأسواق تنتعش مع حقيقة أن التضخّم في الصين يدعم الأسواق الآسيوية، تترقّب الأسواق اليوم بيانات اقتصادية أمريكية قد تكون مهمّة أيضاً، لأنها بيانات ترتبط بالتضخّم.
وتترقّب الأسواق اليوم مؤشر أسعار المنتجين من الولايات المتحدّة الأمريكية، وهو مؤشّر قد يدل على التضخّم مستقبلاً.
في بعض الأحيان، يقوم المنتجون بتوجيه أي ارتفاع في أسعار المدخلات إلى المستهلك، وهذا ما قد يرفع أسعار المستهلكين لاحقاً.
لذلك، تعتبر قراءة أسعار المنتجين مهمّة عندما يتعلّق الأمر بمراقبة التضخّم المستقبلي.
وتتوقّع الأسواق أن تظهر بيانات اليوم انخفاض تضخّم أسعار المنتجين من 0.9% إلى 0.3% في القراءة الأساسية والعامّة.
وبالنسبة للقراءة السنوية، تعتقد الأسواق بأن تضخّم أسعار المنتجين ربما يكون استقر عند 3.3%، والأساسي عند 3.7%.
كيف ستؤثّر البيانات الاقتصادية بتوقعات الفائدة الفيدرالية؟
بعد أن شهدنا التضخّم في الصين يدعم الأسواق الآسيوية، نستطيع أن نتوقّع أن تؤثّر بيانات التضخّم الأمريكي بنفس الأسلوب.
فبيانات التضخّم أو التضخّم في أسعار المنتجين، قد تؤثّر في توقعات الفوائد.
لذلك، بيانات أسعار المنتجين الأمريكيين اليوم قد تؤثّر في توقعات الفوائد الفيدرالية.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، يعتقد ما نسبته 61.7% بأن الفيدرالي سيخفّض الفائدة هذه السنة 75 نقطة أساس.
فيما يعتقد 28.7% بأن الفيدرالي سيكتفي بخفض الفائدة 50 نقطة أساس.
أما بالنسبة لتوقعات خفضها 100 نقطة أساس، فهنالك نسبة تبلغ قراءة 6.6% من يتوقّعون ذلك.
فقراءات أعلى كثيراً من التوقعات، قد تزيد احتمالات خفض الفائدة 75 نقطة أساس أو حتى أكثر.
أما قراءة أقل كثيراً من التوقعات، فقد تزيد احتمالات اكتفاء الفيدرالي بخفض الفائدة 50 نقطة هذه السنة.
لكن إن جاءت القراءات متباينة بين أسعار المنتجين الأساسي والعام، أو صدرت البيانات قرب التوقّعات، فهنا قد لا تتغيّر توقعات الفوائد كثيراً بالأسواق المالية العالمية.
كيف ستؤثّر البيانات بالأسواق المالية العالمية؟
شهدنا التضخّم في الصين يدعم الأسواق الآسيوية عندما جاءت القراءة ما دون التوقعات وارتفعت أسعار الأسهم.
وهذا رافقه أيضاً انخفاض في اليوان الصيني قبل أن يعاود الارتفاع والاستقرار بعد دخول تداولات الأسواق الأوروبية.
لذلك، يمكن تطبيق ما حصل في الأسواق الآسيوية استجابة للتضخّم على البيانات الاقتصادية الأمريكية اليوم.
فبيانات أعلى مما هو متوقّع قد تسبب ارتفاعاً بالدولار الأمريكي، وربما تشهد أسعار الذهب وربما الأسهم انخفاضاً.
لكن، إذا أظهرت القراءة قيماً أدنى مما هو متوّقع بشكل ملموس، هنا قد يتراجع الدولار وربما يصعد الذهب وكذلك ترتفع الأسهم.
في حين أن صدور البيانات قرب التوقعات أو بشكل متباين، قد يسبب تباين أداء الأسواق المالية وتذبذب بالأصول.
تجدر الإشارة إلى أن ترقّب الأسواق لبيانات التضخّم يوم غدٍ قد يجعل بيانات اليوم تؤثّر بشكل مغاير لما هو متوقّع.
لكن إذا جاءت القراءات اليوم بعيدة جداً عمّا هو متوقّع، فعلى الأرجح قد يكون التأثير مطابقاً للمشار له.
ربما يهمّك أيضاً:
التحليل اليومي للأسواق المالية العالمية 10-09-2025
مكاسب للنفط مع تنامي المخاطر الجيوسياسية بالشرق الأوسط
أسعار المعدن الأصفر تصعد وتستقر قرب مستويات قياسية بدعم توقعات التيسير النقدي