أسعار النفط تصعد للجلسة الثالثة مع تصاعد التوترات الإقليمية وتوتر العلاقات مع روسيا

صعود أسعار الخام لثالث جلسة علي التوالي بتعاملات صباح الأربعاء

واصلت أسعار النفط الخام ارتفاعها القوي خلال التعاملات المبكرة من يوم الأربعاء وللجلسة الثالثة على التوالي، مدعومة بتصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق حول العالم، وهو ما عزز الزخم الصعودي للأسواق

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح الأربعاء فقد ارتفعت عقود خام برنت الآجلة تسليم نوفمبر بنسبة 0.93% لتسجل 67.01 دولار للبرميل، فيما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أكتوبر بنحو 0.97% إلى 63.24 دولار للبرميل

العوامل المؤثرة في السوق

وكانت الأسعار قد أغلقت مرتفعة بنسبة 0.6% في الجلسة السابقة بعدما أعلنت إسرائيل أنها استهدفت قيادات من حماس في الدوحة. وقفز الخامان القياسيان ما يقرب من 2% مباشرة بعد الهجوم، لكنهما تخليا عن معظم تلك المكاسب لاحقًا

علي صعيد التوترات الجيوسياسية و في هذا السياق، نفذ الجيش الإسرائيلي مساء أمس ضربات استهدفت قيادات من حركة حماس في الدوحة أثناء اجتماع لمناقشة مقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، ما يهدد بتقويض جهود الوساطة ويمدّد أمد الصراع في الشرق الأوسط , و على صعيد الحرب الروسية الأوكرانية، دعا ترامب الاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات الصين والهند، في محاولة للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة لكون الصين والهند من أبرز مشتري النفط الروسي، إذ تسعى واشنطن وحلفاؤها إلى تقليص عائدات موسكو النفطية التي تمول استمرار الحرب. أي استجابة أوروبية لهذه المطالبات قد تؤدي إلى توقف تدفقات النفط الروسي إلى آسيا، بما ينعكس على المعروض العالمي ويعزز الأسعار

في الوقت نفسه، شهدت الأوضاع الأمنية مزيدًا من التوتر بعدما اخترقت طائرات مسيّرة روسية المجال الجوي البولندي خلال هجمات على غرب أوكرانيا، ما أثار استنكارًا أمريكيًا ووُصف بأنه “عدوان غير مبرر” ضد دولة عضو في حلف شمال الأطلسي, ورغم هذا الدعم الجيوسياسي، حدّت عوامل أخرى من مكاسب النفط، أبرزها المخاوف المرتبطة بأساسيات السوق. فقد حذرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية من ضغوط محتملة على الأسعار نتيجة زيادة إنتاج تحالف أوبك+ وارتفاع مستويات المخزون. كما أظهرت بيانات التضخم الصينية انكماشًا بنسبة 0.4% في أغسطس، وهو التراجع الأكبر منذ فبراير، مما أثار قلقًا بشأن ضعف الطلب من أكبر مستورد للخام في العالم وانعكاساته على النمو الاقتصادي العالمي

في الأثناء، حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين والهند، كجزء من استراتيجية للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقًا لمصادر مطلعة, وتُعد الصين والهند من كبار مشتري النفط الروسي، وهو ما ساعد موسكو على تعزيز مواردها المالية منذ غزوها لأوكرانيا في 2022

ويتوقع المتداولون أن يقوم الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه يومي 16 و17 سبتمبر، وهو ما من شأنه أن يعزز النشاط الاقتصادي والطلب على النفط, لكن توقعات المعروض ما زالت تميل إلى السلبية. فقد حذرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية من أن أسعار الخام العالمية ستبقى تحت ضغط كبير في الأشهر المقبلة بسبب ارتفاع المخزونات مع قيام تحالف أوبك+ بزيادة الإنتاج