أسعار الذهب تواصل الصعود القياسي مع انتظار تحركات الاحتياطي الفيدرالي

المعدن الأصفر يواصل تسجيله مستويات تاريخية

تواصل أسعار الذهب تحقيق مستويات تاريخية غير مسبوقة خلال تعاملات الثلاثاء، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي قبيل الاجتماع الحاسم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث يترقب المستثمرون قرارات جديدة بشأن أسعار الفائدة,ويعكس الأداء القوي للمعدن النفيس تزايد التوقعات باستمرار سياسة التيسير النقدي خلال العام الجاري والمقبل، في وقت تتزايد فيه حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي عالميًا

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الثلاثاء فقد سجل الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.5% ليبلغ 3,696.02 دولارًا للأونصة وقت إعداد التقرير، بعدما لامس مستوى تاريخيًا جديدًا عند 3,697.70 دولارًا في وقت سابق من الجلسة. كما صعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتتداول حول 3,733.80 دولارًا للأونصة

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

ويعد العامل الرئيسي وراء موجة الصعود الحالية يتمثل في تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهرين، مما جعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى, ويرى محللون أن التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي خلال اجتماعه هذا الأسبوع هي المحرك الأساسي للأسعار، حيث يسعر المتعاملون خفضًا شبه مؤكد بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمالية ضعيفة لتحرك أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس

كما أضافت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زخمًا إضافيًا، بعد أن دعا علنًا إلى خفض أكبر للفائدة، وهو ما عزز رهانات السوق على استمرار الدعم النقدي للمعدن الأصفر,ويتوقع محللو الأسواق أن يظل الذهب مدعومًا خلال عام 2026، مع احتمالات تكرار الفيدرالي عمليات الخفض. وأوضح خبراء من مجموعة “سويسكوت” أن التوجه نحو انخفاض تكاليف الاقتراض على المدى المتوسط يخلق بيئة مثالية لصعود الذهب، باعتباره أصلًا غير مدر للعائد يستفيد بقوة من سياسات التيسير

وفي سياق متصل، حذر خبراء مشاركون في مؤتمر الذهب المنعقد في نيودلهي من احتمال حدوث “تصحيح صحي” للأسعار قبل بلوغ حاجز 4000 دولار للأونصة المتوقع في 2026، نتيجة عمليات جني أرباح أو تحولات في شهية المخاطرة العالمية, ويبدو أن اجتماع الفيدرالي المرتقب محطة مفصلية لتحديد مسار أسعار الذهب على المدى القصير، إذ سيكشف ما إذا كان المعدن سيواصل تسجيل قمم جديدة بوتيرة سريعة، أم سيشهد فترة استقرار نسبي قبل استئناف موجته الصعودية, ورغم احتمالات التقلبات، يبقى الذهب المستفيد الأبرز من بيئة الفائدة المنخفضة، ومن المرجح أن يظل في دائرة اهتمام المستثمرين حتى نهاية 2025 وما بعدها