الذهب يسجل رقماً قياسياً جديداً وسط توقعات بخفض الفائدة وتنامي المخاوف من إغلاق مؤسسات الحكومة الأمريكية

صعود كبير لأسعار المعدن الأصفر متجاوزاً 3800 دولار بتعاملات أمس الأثنين

قفزت أسعار الذهب يوم الاثنين متجاوزة حاجز 3,800 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخها، لتسجل مستوى قياسياً جديداً، وسط موجة قوية من الطلب على الملاذات الآمنة بدعم من توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وتصاعد المخاوف بشأن إغلاق حكومي محتمل، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتزايدة

تداولات الذهب

وخلال تداولات أمس الأثنين فقد ارتفع الذهب الفوري بنسبة 1.9% ليصل إلى 3,829.63 دولار للأونصة بحلول الساعة الثانية ظهراً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (1800 بتوقيت غرينتش)، بعد أن سجل ذروة قياسية عند 3,833.37 دولار في وقت سابق من الجلسة. في المقابل، أنهت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر التعاملات مرتفعة 1.2% عند 3,855.2 دولار

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا وقد عززت الرهانات المستمرة على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام سعر المعدن الأصفر. ويتوقع المتداولون حاليًا أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتيسير نقدي بنحو 40 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2025، على الرغم من أن هذا يقل بنحو 25 نقطة أساس عن المستوى الذي سُجل في وقت سابق من هذا الشهر. ويميل السبائك إلى تحقيق أداء جيد عند خفض أسعار الفائدة، وكذلك في أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو الجيوسياسي, كما سجلت أسعار المعادن الأخرى مكاسب قوية، مع ارتفاع أسعار الفضة والبلاتين. إغلاق الحكومة الأمريكية يلوح في الأفق

كما ارتفعت أسعار الذهب والمعادن النفيسة بفضل تزايد الطلب على الملاذات الآمنة، حيث تستعد الأسواق لإغلاق محتمل للحكومة الأمريكية هذا الأسبوع وسط محاولات متوسطة من الحزبين لتمرير مشروع قانون تمويل,ومن المقرر أن ينتهي تمويل العمليات الفيدرالية الأمريكية منتصف ليل 30 سبتمبر، في ظل عدم وجود تمويل بديل أو تمديد لدى الكونغرس,ولا تزال المفاوضات بين الحزبين بشأن مشروع قانون التمويل مستمرة. وشوهد الجمهوريون يدفعون باتجاه مشروع قانون تمويل مؤقت حتى نوفمبر، بينما طالب الديمقراطيون الكونغرس بإلغاء التخفيضات الأخيرة في الإنفاق على الرعاية الصحية قبل الموافقة على أي مشاريع قوانين تمويل أخرى

كما قد يؤدي إغلاق الحكومة إلى تأخير إصدار بيانات الرواتب غير الزراعية الرئيسية المقرر صدورها لاحقًا هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يُعطّل النشاط الاقتصادي إذا تُرك دون حل لفترة طويلة, أيضا فقد شهدت الحكومة الأمريكية إغلاقًا جزئيًا آخر لمدة 35 يومًا في أواخر عام 2018 وأوائل عام 2019. وقدّر مكتب الميزانية في الكونجرس أن الإغلاق قد أدى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنحو 11 مليار دولار

وفي الجانب الجيوسياسي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرة قواتها على قرية شاندريهولوفه في إقليم دونيتسك بشرق أوكرانيا، ما زاد من حالة القلق في الأسواق

ويُعرف الذهب بأدائه القوي في فترات خفض الفائدة وأوقات الضبابية، حيث ارتفع منذ بداية العام الجاري بأكثر من 43%. وقد جاءت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة مطابقة للتوقعات، وهو ما عزز ثقة المستثمرين في إمكانية قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض إضافي لأسعار الفائدة خلال اجتماعي أكتوبر وديسمبر. وأوضح ميغر أن قراءة المؤشر لم تُشكل عائقاً أمام توقعات مزيد من التيسير النقدي، وهو ما يواصل دعم الذهب والفضة