المعدن الأصفر يستقر اليوم بعد أسبوع شهد تحركات حادة في الأسعار

تذبذب أسعار المعدن الأصفر بتعاملات صباح الثلاثاء

شهد المعدن الأصفر النفيث خلال تعاملات اليوم حالة من التذبذب الطفيف بعد مكاسب قوية حققها في الأسابيع الماضية، مع ترقب المستثمرين لأي إشارات جديدة حول مسار السياسة النقدية الأمريكية، في وقت يواصل فيه المعدن النفيس احتفاظه بجاذبيته كملاذ آمن وسط تزايد الضبابية الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية العالمية

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الثلاثاء فقد تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية بشكل طفيف إلى 3,994 دولارًا للأونصة، في حين استقرت العقود الآجلة للمعدن تسليم ديسمبر قرب 3,988 دولارًا للأونصة، وسط تداولات محدودة وحذر واضح من جانب المستثمرين قبل صدور بيانات اقتصادية أمريكية مؤثرة هذا الأسبوع

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

ويظل الذهب حساسًا لتقلبات الدولار الأمريكي وتوقعات أسعار الفائدة، إذ يؤدي ضعف العملة الأمريكية إلى زيادة جاذبية المعدن للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى، بينما تعزز أي مؤشرات على خفض الفائدة من الطلب على الذهب باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا, كما يواصل التضخم المرتفع في عدد من الاقتصادات الكبرى دعم المعدن كأداة للتحوط ضد تآكل القوة الشرائية، في حين تسهم مشتريات البنوك المركزية المتواصلة في دعم الطلب طويل الأمد، مع سعي العديد منها لتنويع احتياطاتها وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي

كما ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر مقابل العملات الرئيسية يوم الاثنين، مدعومًا بتلاشي التوقعات بخفض آخر لأسعار الفائدة هذا العام , أشار باول الأسبوع الماضي إلى أن البنك المركزي لم يلتزم بعد بمزيد من التيسير النقدي، قائلاً إن خطوة ديسمبر “ليست حتمية”. منذ ذلك الحين، خفّضت الأسواق توقعاتها بخفض أسعار الفائدة على المدى القريب, ومما زاد من حالة عدم اليقين، عبّر العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يوم الاثنين عن آراء متضاربة بشأن الاقتصاد. وأكد بعض صانعي السياسات على ضرورة توخي الحذر من التضخم، بينما أشار آخرون إلى مؤشرات على تباطؤ زخم سوق العمل

في الوقت نفسه، يضيف تباطؤ النشاط الصناعي في الصين وأوروبا، إلى جانب استمرار التوترات الجيوسياسية، مزيدًا من الزخم للطلب على الذهب كأصل آمن، مما يحد من أي ضغوط بيعية محتملة في الأسواق

كما يرجح محللون أن يواصل الذهب تحركاته ضمن نطاق ضيق قرب مستوى 4,000 دولار للأونصة حتى صدور بيانات التضخم الأمريكية التي ستساعد في توضيح مسار الفائدة خلال الفترة المقبلة. وتبقى النظرة العامة إيجابية للمعدن على المدى المتوسط، مع وجود مستويات دعم قوية حول 3,940 و4,060 دولارًا للأونصة, ويُنظر إلى أي تراجعات في الأسعار الحالية على أنها فرص لبناء مراكز شراء تدريجية، خصوصًا في ظل تراجع عوائد السندات واستمرار الطلب الاستثماري على الملاذات الآمنة في بيئة اقتصادية تتسم بالتقلب وعدم اليقين