أسعار النفط تواصل الانخفاض مع ضغوط أميركية لإحراز تقدم في محادثات السلام الروسية–الأوكرانية

إنخفاض أسعار النفط الخام لثالث جلسة علي التوالي بتداولات نهاية الأسبوع

تراجعت أسعار النفط بأكثر من 2% يوم الجمعة، مواصلةً الانخفاض لثالث جلسة على التوالي، وسط ضغوط تمارسها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا قد يزيد الإمدادات العالمية، بينما كبحت حالة عدم اليقين بشأن أسعار الفائدة شهية المخاطرة لدى المستثمرين

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح الجمعة فقد انخفضت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 1.40 دولار أو ما يعادل 2.2% لتصل إلى 61.98 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:10 بتوقيت غرينتش. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 2.5% أو 1.48 دولار ليسجل 57.52 دولار, ويتجه العقدان إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بنحو 4%، ما يمحو مكاسب الأسبوع الماضي

العوامل المؤثرة في السوق

هذا وقد تحولت معنويات سوق النفط نحو الحذر مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والمخاطر المتعلقة بالإمدادات، وسط دفع الإدارة الأميركية نحو خطة سلام بين أوكرانيا وروسيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، بالتزامن مع قرب دخول العقوبات الأميركية على شركتي النفط الروسيتين “روسنفت” و”لوك أويل” حيز التنفيذ يوم الجمعة. هذا التلاقي بين مبادرة السلام وفرض العقوبات أوجد حالة من الترقب في الأسواق، حيث يسعى المستثمرون لموازنة تأثير أي اتفاق محتمل على تدفقات النفط الروسي مقابل الضغوط العقابية على القطاع

وفي هذا الإطار، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن نيته التعاون مع واشنطن لدراسة خطة إنهاء الحرب، وهو ما أضاف عنصرًا من الغموض بشأن مدى قابلية التوصل إلى اتفاق عملي على المدى القريب. وأوضح جيم ريد، المدير الإداري في دويتشه بنك، أن الأسواق شهدت بعض الارتياح من المخاطر على الإمدادات الروسية، لكن التوصل إلى تسوية نهائية لا يزال بعيد المنال، في ظل رفض كييف المتكرر لمطالب موسكو التي تعتبرها غير مقبولة

من جانبه، أشار محللو اي ان زد إلى استمرار حالة عدم اليقين بشأن فعالية القيود الجديدة على “روسنفت” و”لوك أويل”، مشيرين إلى أن الأخيرة تملك مهلة حتى 13 ديسمبر لبيع محفظتها الدولية الضخمة، وهو ما قد يؤثر على القدرة الفعلية للعقوبات في تقليص صادرات النفط الروسي, إضافة إلى ذلك، شكل ارتفاع الدولار الأميركي ضغطًا إضافيًا على أسعار النفط، إذ يواصل تسجيل أفضل أسبوع له منذ أكثر من شهر، مع توقعات المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لن يخفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل

وبالتالي، فإن أداء سوق النفط في الوقت الراهن يعكس مزيجًا من العوامل الجيوسياسية والمالية: الترقب بشأن خطة السلام، عدم اليقين بشأن فاعلية العقوبات الروسية، وتأثير ارتفاع الدولار على الطلب الاستثماري، ما يضع الأسعار تحت ضغوط هبوطية متقطعة رغم بعض موجات الارتياح المؤقتة المرتبطة بانحسار مخاطر الإمدادات