صعود الذهب لأعلى مستوياته خلال أسبوع مع تنامي رهانات خفض الفائدة الأميركية

أرتفاع أسعار المعدن الأصفر مع زيادة التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية

ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات أمس الأربعاء لتقترب من أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوع، مدعومة بتنامي توقعات الأسواق بأن يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة خلال الشهر المقبل، وهو ما عزز جاذبية المعدن النفيس في بيئة تتسم بانخفاض العوائد

تداولات الذهب

وخلال تداولات أمس الأربعاء فقد سجل الذهب في المعاملات الفورية مكاسب بنسبة 0.8% ليصل إلى مستوى 4,162.99 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 01:55 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (18:55 بتوقيت غرينتش)، بعدما لامس في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى له منذ 14 نوفمبر. وفي سوق العقود الآجلة، ارتفعت عقود الذهب الأميركية تسليم ديسمبر بنسبة 0.6% لتغلق عند 4,202.3 دولاراً للأونصة، ما يعكس استمرار الزخم الإيجابي في السوق

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

وقدشهد الذهب طلبًا متزايدًا مؤخرًا، مسجلًا مكاسب تجاوزت 2% خلال الأسبوع الماضي، بعد أن عززت قراءات اقتصادية أمريكية ضعيفة لشهر سبتمبر مبررات المزيد من التيسير النقدي من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى التعليقات الحمائمية الأخيرة لعدد من صانعي السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذين أشاروا إلى أن تخفيف السياسة النقدية في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر أمر وارد للغاية, وشهدت مبيعات التجزئة نموًا طفيفًا خلال الشهر، وانخفضت ثقة المستهلك في نوفمبر، وانكمش تضخم أسعار المنتجين الأساسي أكثر من المتوقع، مما يشير إلى استمرار تباطؤ الاقتصاد الأمريكي,وستكون بيانات سبتمبر من بين آخر القراءات الاقتصادية الرسمية التي سيصدرها الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماعه في ديسمبر، حيث من المتوقع أن يؤدي الإغلاق الحكومي المطول إلى تأجيل بيانات العمالة والتضخم لشهر أكتوبر إلى أجل غير مسمى

هذا ويبدو أن رهانات خفض الفائدة في ديسمبر باتت المحرك الرئيسي للأسعار، رغم استقرار الدولار، لافتاً إلى أن الحديث المتزايد عن تغيير محتمل في قيادة الاحتياطي الفيدرالي أسهم في تعزيز الطلب على الذهب , كما ارتفعت احتمالات خفض الفائدة إلى 85% مقارنة بنحو 30% قبل أسبوع فقط، في إشارة إلى تحول واضح في توقعات السوق. ويأتي ذلك في ظل تزايد التوقعات بأن يكون كيفن هاسيت المرشح الأبرز لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي، وهو الذي يتقاسم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب رؤية أكثر ميلاً إلى خفض تكاليف الاقتراض مقارنة بالنهج الحالي

ويواصل الذهب، بصفته أصلاً لا يدر عائداً، الاستفادة من بيئة الفائدة المنخفضة، حيث تزداد جاذبيته كأداة تحوط في ظل تراجع العوائد الحقيقية وتصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي , وعلى صعيد البيانات الاقتصادية الأميركية، أظهرت أرقام طلبات إعانة البطالة انخفاضاً في عدد المتقدمين الأسبوعي، ما يدل على محدودية وتيرة تسريحات العمالة، رغم استمرار التحديات في سوق العمل فيما يتعلق بخلق وظائف جديدة. وفي الوقت ذاته، تراجعت ثقة المستهلكين خلال نوفمبر مع تصاعد المخاوف بشأن الأوضاع الوظيفية والتوقعات المالية للأسر

أما التوقعات بعيدة المدى، فما تزال إيجابية بالنسبة للذهب، إذ ترجح معظم المؤسسات البحثية تجاوز الأسعار مستوى 4,000 دولار للأونصة بحلول عام 2026. ورفّع بنك “دويتشه بنك” توقعاته لسعر الذهب لعام 2026 إلى 4,450 دولاراً للأونصة مقارنة بتقديراته السابقة عند 4,000 دولار، مستنداً إلى استقرار تدفقات المستثمرين واستمرار الطلب القوي من البنوك المركزية