التوتّر يتزايد بالأسواق بترقّب بيانات اقتصادية أمريكية اليوم
التوتّر يتزايد بالأسواق المالية العالمية مع ترقّب بيانات اقتصادية ستصدر اليوم من الولايات المتحدّة الأمريكية، تشمل بيانات الوظائف ومبيعات التجزئة.
وشهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس عمليات جني أرباح تسبق صدور البيانات الاقتصادية، وتذبذب الدولار في نطاقات.
كما شهدت أسعار الذهب بعض التراجع خلال تداولات يوم أمس وهذا اليوم، إذ أن البيانات الاقتصادية قد تغيّر توقعات الفائدة.
وتعتقد الأسواق المالية بأن الفيدرالي الأمريكي قد يثبّت الفائدة الشهر المقبل يناير 2026 (المصدر)، بعد أن خفّضها الأسبوع الماضي.
وقرر الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي خفض الفائدة 25 نقطة أساس، إلى نطاق 3.50% – 3.75%.
لكن، أظهر الفيدرالي تشدداً حيال مستقبل أسعار الفائدة في 2026، ليشير إلى خفض واحد محتمل فقط.
إلا أن الأسواق المالية تعتقد بأن الفيدرالي قد يقوم بخفض الفائدة أكثر من مرّة، إذا أظهرت البيانات تدهوراً اقتصادي.
وبيانات اليوم الاقتصادية العديدة قد تكون أحد المؤشرات التي قد تؤثّر على توقعات الفائدة الفيدرالية.
ما هي البيانات الأمريكية التي تجعل التوتّر يتزايد بالأسواق المالية اليوم؟
التوتّر يتزايد بالأسواق المالية العالمية لأننا اليوم بصدد استقبال تقرير الوظائف الأمريكي إلى جانب عدّة بيانات اقتصادية أخرى.
وجرت العادة أن يصدر تقرير الوظائف الرسمي الأمريكي في أوّل جمعة من الشهر. لكن بسبب الإغلاق الحكومي الذي حصل سابقاً، نرى بأن العديد من البيانات الاقتصادية أصبحت تتأخر في صدورها.
واليوم، سوف تصدر بيانات البطالة المحتمل أن تظهر ارتفاعاً في معدّل البطالة في الولايات المتحدّة من 4.4% إلى 4.5%.
كما ستصدر بيانات الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية، والمتوقّع أن تظهر انخفاضاً في التوظيف بشكل ملموس.
وترى الأسواق بأن التوظيف في القطاعات غير الزراعية ربما يكون قد انخفض من 119 ألف وظيفة إلى 51 ألف وظيفة.
إلى جانب ذلك، ستصدر اليوم بيانات معدّل نمو الأجور، والتوقعات بأن يظهر المؤشر ارتفاعاً من 0.2% إلى 0.3%.
لا يتوقّف الأمر عند بيانات الوظائف
مع حقيقة أن التوتّر يتزايد بالأسواق المالية اليوم، نجد بأن السبب ليس فقط بيانات الوظائف، بل لأن بيانات أخرى هامّة ستصدر مرافقة لصدور بيانات الوظائف.
فاليوم سوف نكون مع بيانات مبيعات التجزئة المحتمل أن تظهر تباطؤ نمو مبيعات التجزئة الأمريكية من 0.2% إلى 0.1%.
وبالنسبة لقراءة مؤشر مبيعات التجزئة في القراءة الأساسية، فالتوقعات بأن النمو تراجعت وتيرته من 0.3% إلى 0.2%.
وستصدر اليوم أيضاً بيانات مؤشر ADP للتغيّر في وظائف القطاع الخاص غير الزراعي الأمريكي، على الهامش الأسبوعي.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل سوف نكون مع بيانات مؤشرات مديري المشتريات.
وتعتقد الأسواق بأن مؤشر مديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية سيظهر تراجعاً من 52.2 إلى 52.0 نقطة.
كما ترى الأسواق احتمالاً بأن مؤشر قطاع الخدمات ربما يكون قد انخفض من 54.1 إلى 54.0 نقطة.
كيف ستؤثّر البيانات بالأسواق المالية العالمية؟
العدد الكبير نسبياً للبيانات الاقتصادية التي ستصدر اليوم قد يكون سبباً لحصول تذبذب بالأسواق على الأغلب.
لكن، إذا أردنا دراسة اتجاهات محددة للدولار والذهب والأسهم الأمريكية، فهنالك العديد من السيناريوهات.
السيناريوهات:
الأول: صدور البيانات بأسوأ مما تتوقّع الأسواق، هنا قد يتزايد خفض الفائدة أكثر من مرّة العام المقبل.
وفي حال حصل هذا السيناريو، فقد نرى تراجعاً بالدولار الأمريكي وربما تحاول أسعار الذهب الصعود.
أما أسواق الأسهم، فقد تشهد مرحلة من التذبذب لكن مع ميل للارتفاع لاحقاً.
أما السيناريو الثاني: صدور البيانات بأفضل كثيراً مما توقّع الأسواق المالية، فهنا قد يقل احتمال إجراء تخفيضات فائدة.
وهذا السيناريو قد يقدّم دعماً للدولار الأمريكي ويضغط على أسعار الذهب، والأسهم هنا قد تتباين لكن مع ميل للانخفاض.
والسيناريو الثالث المرجّح: هو صدور البيانات في تباين كبير، لتترك توقعات الفائدة معوّمة بين المتداولين.
في هذه الحالة إذا صدرت النتائج متباينة بين تحسّن وتراجع، فقد نرى التذبذب يسود الأسواق المالية العالمية.
لا يجب أن ننسى بأن مواعيد صدور البيانات الاقتصادية في أغلبها سيكون مع بعضها البعض مما قد يزيد التذبذب.
لكن بيانات مؤشرات مديري المشتريات ستصدر بعد حوالي ساعة وربع الساعة من صدور تقرير الوظائف ومبيعات التجزئة.
ربما يهمّك أيضاً:
النفط يتراجع على وقع توقعات فائض المعروض
مكاسب الذهب تتآكل مع انحسار المخاوف الجيوسياسية