قفزة قياسية لأسعار الذهب مع التداول فوق 4,415 دولار للأوقية

أسعار المعدن الأصفر تحقق مستويات تاريخية جديدة

سجّلت أسعار الذهب قفزة قوية خلال التعاملات المبكرة لأولى جلسات الأسبوع، يوم الاثنين، ليدفع المعدن النفيس إلى تسجيل مستوى تاريخي جديد فوق 4,411 دولارًا للأوقية، مدعومًا بتزايد الطلب على أصول الملاذ الآمن بالتزامن مع تراجع أداء الدولار الأمريكي

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح اليوم فقد رتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنحو 1.81%، بما يعادل زيادة تقارب 78 دولارًا، لتتداول قرب مستوى 4,417.35 دولارًا للأوقية. كما صعدت عقود الذهب الآجلة تسليم شهر فبراير إلى 4,449.15 دولارًا للأوقية، محققة مكاسب تقدر بنحو 1.41%، في إشارة إلى استمرار الزخم الصاعد بدعم من العوامل الأساسية والجيوسياسية

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

وجاء هذا الارتفاع الحاد في ظل تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، ما عزّز جاذبية الذهب كأداة تحوط في أوقات عدم اليقين. فقد أفادت تقارير لوكالة رويترز بأن مسؤولين في الكيان الإسرائيلي يستعدون لإطلاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خيارات محتملة لتنفيذ هجوم جديد على إيران، الأمر الذي زاد من قلق الأسواق ودفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة

وفي سياق متصل، شهدت التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا تصاعدًا ملحوظًا، إذ نقلت رويترز عن مسؤولين أمريكيين أن واشنطن لا تزال تسعى لملاحقة ناقلة نفط ثالثة قرب السواحل الفنزويلية، في إطار تشديد إدارة ترامب للحصار النفطي المفروض على حكومة نيكولاس مادورو، وهو ما أضاف مزيدًا من الضبابية للمشهد الجيوسياسي العالمي

إلى جانب العوامل السياسية، لا تزال توقعات السياسة النقدية الأمريكية تلعب دورًا داعمًا لمسار الذهب الصاعد. فقد أظهرت البيانات الصادرة خلال الأسبوع الماضي تباطؤًا في وتيرة التضخم الأمريكي، إلى جانب صدور مؤشرات أضعف من المتوقع بشأن سوق العمل، ما عزز رهانات الأسواق على تبني الاحتياطي الفيدرالي نهجًا أكثر مرونة خلال الفترة المقبلة, وعادةً ما تسهم بيئة أسعار الفائدة المنخفضة في تقليص تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، كونه أصلًا لا يدر عائدًا، وهو ما يزيد من جاذبيته الاستثمارية ويدعم ارتفاع أسعاره، وهو ما انعكس بوضوح على أداء المعدن النفيس في تعاملات اليوم

كما أفاد بنك يو بي إس بأن أسعار الذهب ارتفعت خلال الأسبوع الماضي “وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي المتجدد”، مسلطًا الضوء على دور المعدن كأداة تحوط خلال فترات الاضطرابات العالمية, وكتب يو بي إس: “لا يزال الطلب من البنوك المركزية والمستثمرين قريبًا من مستويات قياسية”، مضيفًا أنه يتوقع أن تشتري البنوك المركزية ما بين 900 و950 طنًا متريًا هذا العام, أعلن بنك يو بي إس: “في رأينا، فإن خصائص الذهب كمخزن للقيمة، وسيولته، وقدرته على التحوط ضد الصدمات تبرر استمراره في مكانة ضمن محافظ استثمارية متنوعة بشكل جيد