الأسواق تترقّب بيانات التضخّم الأمريكي المُحددة لتوجّه الفيدرالي
الأسواق تترقّب بيانات التضخّم الأمريكي المحددة لتوجّه الفيدرالي الأمريكي. وستصدر اليوم قراءة مؤشر أسعار المستهلكين من الولايات المتحدّة الأمريكية.
ورغم أن الاحتياطي الفيدرالي يراقب مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري كمؤشّر للتضخّم، إلا أن مؤشر أسعار المستهلكين أيضاً يعتبر أحد مؤشرات التضخّم الهامة، والتي أيضاً قد تعطي انطباعاً عن توقعات المؤشّر المفضّل للفيدرالي.
وتشير توقعات الأسواق لاحتمال إظهار مؤشر أسعار المستهلكين أوّل ارتفاع بالتضخّم بعد 12 شهراً من الانخفاض.
وتتوقّع الأسواق أن تظهر قراءة التضخّم ارتفاعاً إلى 3.3% الشهر الماضي، مقارنة بشهر يونيو عند 3.0%.
لكن، الأسواق تترقّب بيانات التضخّم الأمريكي بالقراءة الأساسيّة، التي تستثني الغذاء والطاقة.
ومن المتوقّع أن تظهر قراءة التضخّم في القيمة الأساسية استقراراً عند 4.8%.
وبفعل ارتفاع أسعار النفط الشهر الماضي، قد تكون القراءة الأساسية هي التعبير الأهم عن تغيّر التضخّم الأمريكي.
الفيديو التالي يناقش أهمية بيانات التضخّم ولماذا الأسواق تترقّب بيانات التضخّم الأمريكي:
أداء الأصول المتداولة فيما نرى الأسواق تترقّب بيانات التضخّم الأمريكي
نشهد اليوم انخفاضاً في الدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات الرئيسية.
المتداولون حالياً يتوقّعون أن يثبّت الفيدرالي الفائدة طوال هذه السنة، بنسبة احتمال تصل إلى 62.9% بحسب مجموعة CME. (المصدر)
لكن، هنالك حوالي 28.6% من المتداولين يتوقّعون أن يقوم الفيدرالي برفع الفائدة مرّة أو اثنتين هذه السنة.
أما 8.5% من المتابعين للفيدرالي، فيتوقّعون أن يخفض الفائدة.
لذلك، شهدنا ضغوطاً هابطة على الدولار الأمريكي وسط ترجيح عدم رفع الفائدة هذه السنة.
ومع التراجع في الدولار، استطاع اليورو الارتفاع إلى دولارٍ و10 سنتات أمريكية، مقارنة بدولارٍ و9 سنتات يوم أمس.
كما ارتفع الجنيه الإسترليني حتى ولو بشكل محدود، ضمن تداوله في نطاق دولارٍ و27 سنت.
أما الين الياباني، فقد هبط أمام الدولار إلى 144 ين للدولار الواحد، قبل أن يعاود الدولار التراجع قليلاً إلى 143 ين.
وكانت أسواق الأسهم الأمريكية أمس قد شهدت عمليات جني أرباح واسعة مع ترقّب بيانات التضخّم الهامة.
وهبط أمس داوجونز 0.54% في تداولاته الآنية، وتراجع ستاندرد آند بورز 0.70%. أما مؤشر ناسداك الأكثر تأثّراً في توقعات أسعار الفائدة، نجده وقد انخفض 1.17%.
لكن اليوم، عاودت عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية الارتفاع، وحقق داوجونز مكاسب بحوالي 0.50%، وارتفع ناسداك 0.63%.
أما عقود مؤشر ستاندرد آند بورز لكبرى الشركات الأمريكية، فقد صعدت بنحو 0.55%.
مستويات الأسعار كما هي تمام الساعة 08:17 صباحاً بتوقيت غرينتش.
ويبدو أن حالة من التفاؤل سادت الأسواق المالية الآسيوية، وسط الاعتقاد أن البنوك المركزية ستوقف سلسلة رفعات الفائدة.
وصعد مؤشر نيكاي الياباني 0.84%، وارتفع هانج سينج 0.14%، كما ربح مؤشر شنغهاي الصيني المركّب نحو 0.31%.
المعادن الثمينة والنفط فيما الأسواق تترقّب بيانات التضخّم الأمريكي
ترتفع أسعار الذهب اليوم بشكل محدود مستفيدة من تراجع الدولار الأمريكي. وتم تداول المعدن الثمين في نطاق قريب من 1920 دولار للأونصة الواحدة.
وكانت أسعار الذهب قد انخفضت أمس إلى 1914 دولار للأونصة الواحدة تقريباً، متأثّرة بأسواق السندات.
وأظهر طرح سندات الحكومة الأمريكية استحقاق عشرة سنوات أمس زيادة في عدد مرات التغطية.
حيث تمت تغطية الطرح 2.6 مرّة، مقارنة بتغطية السندات 2.5 مرّة في الطرح الذي سبقه.
كما ارتفع أعلى عائد مطلوب على السندات من 3.86% للطرح السابق، إلى 4.00% الطرح الأخير.
فأظهرت بيانات مزاد السندات الأمريكية يوم أمس أن المتداولين لم يتأثّروا كثيراً بخفض تصنيف أميركا الائتماني.
وقامت منظّمة فيتش مؤخّراً بخفض تصنيف الولايات المتحدّة الائتماني من AAA إلى AA+.
بالعودة لأسواق المعادن الثمينة، نرى بأن أسعار الفضّة عوّضت خسائر أمس، لكن بقيت في تداول في نطاق 22 دولار للأونصة.
وجاء ارتفاع أسعار الفضّة اليوم بعد انخفاض لثلاث جلسات متتالية.
أما في أسواق الطاقة، نرى أسعار النفط وقد تجاهلت بيانات المخزون التي صدرت أمس، وارتفعت عقود برنت إلى 87 دولار.
كذلك، تم تداول عقود خام غرب تكساس الوسيط عند 84 دولار قبل أن تقلّص المكاسب وتتداول في نطاق 83 دولار للبرميل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس ارتفاعاً فاق التوقعات بالمخزون، مقداره 5.9 مليون برميل.
واستفادت أسواق الطاقة من توقعات زيادة الطلب العالمي وخفض أوبك+ الطوعي للإنتاج.
ربما يهمّك أيضاً:
صعود أسعار النفط بعد الأرتفاع الكبير في مخزونات النفط الأمريكي
هبوط أسعار الذهب بعد صعوده بشكل مؤقت خلال تداولات أمس الأربعاء
كيف نفسّر بيانات التضخّم الأمريكي اليوم؟
بداية، من الجيد الإشارة إلى أننا بانتظار تصريح عضو الاحتياطي الفيدرالي “هاركر”، إلى جانب بيانات الموازنة الفيدرالية ومزاد سندات الخزانة الأمريكية أمد استحقاق 30 عاماً.
لكن بشكل عام، الأسواق تترقّب بيانات التضخّم الأمريكي المُحددة لتوجّه الفيدرالي وهي ستكون على الأرجح الأهم لهذا اليوم.
إذا أظهرت بيانات التضخّم ارتفاعاً فاق التوقعات عند 3.3%، وارتفع أيضاً على غير المتوّقع التضخّم الأساسي فوق 4.8%، فهذا قد يكون له تأثير إيجابي على الدولار الأمريكي، وسلبي على الذهب والأسهم، لأن ذلك سيزيد احتمالات رفع آخر بالفائدة الفيدرالية.
لكن، إذا أظهرت البيانات انخفاضاً في التضخّم الأساسي ما دون 4.8%، وعدم ارتفاع التضخّم، واستقراره عند 3.0% أو انخفاضه، فهذا ربما سيكون له تأثير سلبي على الدولار، وربما سيكون التأثير إيجابي على الذهب والأسهم.
إلا أن صدور القيم بطريقة متعارضة، أي أن تظهر قيمة ترتفع وأخرى تنخفض، هنا قد يكون التركيز ممتزجاً ويحصل تذبذب.
لا يجب أن نهمل بأن الأسواق تترقّب بيانات التضخّم الأمريكي المُحددة لتوجّه الفيدرالي منذ فترة، وهذا ما قد يزيد تعقيد تجاوب الأسواق المالية مع صدور البيانات.
الأسواق ستحاول فهم سلوك المستهلك الأمريكي وعاداته الاستهلاكية من خلال قراءة التضخّم الأساسي والعادي.
فإذا ظهر بأن المستهلك الأمريكي أصبح يرشّد الاستهلاك، هذا قد يعني ألّا حاجة لرفع الفائدة الفيدرالية.
لكن إذا ظهر بأن المستهلك الأمريكي ما زال ينفق كثيراً ولا يرشّد الاستهلاك، فهذا قد يجبر الفيدرالي على رفع الفائدة لاحقاً.
كيف نعرف فيما إذا كان المستهلك الأمريكي يرشّد الاستهلاك أم لا؟
ارتفعت أسعار النفط الشهر الماضي، كما ارتفعت أسعار العديد من السلع الأساسية. لذلك، قد ينعكس ذلك على مؤشر أسعار المستهلكين ويرتفع كما هو متوقّع من 3.0% إلى 3.3%.
لكن إذا ارتفع أكثر من ذلك، فهذا دلالة على أن الإنفاق قوي وأن المستهلك الأمريكي لم يرشّد الاستهلاك.
كما أن القيمة التي تستثني الغذاء والطاقة، أي قراءة أسعار المستهلكين الأساسية، إذا ارتفعت عن 4.8%، فهذا تأكيد على عدم ترشيد الاستهلاك.
أما انخفاض قيمة مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي ما دون 4.8%، ويفضّل ما دون 4.7%، فهذا يعني أن هنالك ترشيد بالاستهلاك.
ترشيد الاستهلاك قد يعطي الفيدرالي سبباً لأن يوقف رفع الفائدة.
المعضلة أمام الفيدرالي الأمريكي حالياً هي أن المستهلك ما زالت قدرته الشرائية قويّة في ظل أسواق عمل قوّية.
لذلك، سيركّز الفيدرالي على أسواق العمل وبيانات التضخّم، من ناحية الإنفاق الاستهلاكي والعادات الاستهلاكية.
وتأثير العادات الاستهلاكية يظهر في أغلب الأحيان على الفرق بين التضخّم العادي والتضخّم الأساسي.