بعد قرارات البنوك المركزية الأسواق تترقّب بيانات اقتصادية
بعد قرارات البنوك المركزية التي شغلت الأسواق المالية خلال الفترة الماضية، تترقّب الأسواق المالية اليوم صدور عديد من البيانات الاقتصادية.
وثبّت كل من الاحتياطي الفيدرالي والاحتياطي الأسترالي وكذلك بنك كندا المركزي إلى جانب بنك إنجلترا المركزي وبنك اليابان وبنك الشعب الصيني، وأيضاً البنك الوطني السويسري الفائدة.
بينما توجّه البنك المركزي الأوروبي لإجراء رفع بالفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.50%.
ورغم تثبيت أغلب البنوك المركزيّة الفائدة، إلا أن كل البنوك الرئيسية المشار لها باستثناء بنك اليابان المركزي وبنك الشعب الصيني، تبنّت سياسات نقدية متشددة لمجابهة معدّلات التضخّم المرتفعة.
وكان الاحتياطي الفيدرالي أحد أكثر البنوك المركزيّة وضوحاً في تشدده، مشيراً بشكل واضح لاحتمال رفع الفائدة مرّة أخرى هذه السنة.
كما أن بيان الفائدة الذي صدر من الاحتياطي الفيدرالي وكذلك توقعات الفيدرالي للفائدة، أبدت احتمال بقاء الفائدة مرتفعة.
وحتى توقعات خفض الفائدة عام 2024، أصبحت أكثر بعداً، وأشارت توقعات الفيدرالي لاحتمال إجراء خفضان فقط بدل أربع.
وبحسب مجموعة CME، ما زالت الأسواق ترجّح تثبيت الفائدة شهر نوفمبر المقبل 2023.
ورغم أن الأكثريّة تعتقد أن الفيدرالي سيثبّت الفائدة شهر ديسمبر 2023، إلا أن الأسواق تأخذ احتمال رفع الفائدة وقتها بمحمل الجد.
أما عن توقعات خفض الفائدة، فلا تزايد ملموس في هذه التوقعات قبل شهر يونيو المقبل 2024. (المصدر)
لذلك، شهدنا الدولار الأمريكي يرتفع وبشكل ملموس مقابل سلّة من العملات الرئيسية هذا الأسبوع.
ويتوجّه مؤشر الدولار لإنهاء الأسبوع على مكاسب نسبتها أكثر من 0.1%، ممدداً مكاسب الشهر لأكثر من 1.7%.
هذا ويتوجّه مؤشر الدولار الأمريكي لإنهاء أسبوعه العاشر من المكاسب، في أطول سلسلة أسبوعية من الارتفاع منذ 2014.
والآن، بعد قرارات البنوك المركزية الرئيسية في العالم، تتابع الأسواق اليوم العديد من البيانات الاقتصادية الهامة.
بيانات مؤشرات مديري المشتريات بعد قرارات البنوك المركزية
ربما يهمّك بعد الانتهاء من هذا التقرير:
هبوط واضح لأسعار النفط خلال تداولات أمس الخميس
هبوط أسعار المعدن الأصفر بعد تحقيقه مكاسب لعدة جلسات وتخليه عن أعلي مستوياته
ستصدر قراءات مؤشر مديري المشتريات لكل من قطاع الخدمات وقطاع الصناعات التحويلية من أوروبا وبريطانيا وأميركا.
وتعتبر بيانات مؤشرات مديري المشتريات ذات أهمية كبيرة لتقييم الظروف الاقتصادية، بعد قرارات البنوك المركزية.
ويراقب المستثمرون الآن الأداء الاقتصادي، لأن البنوك المركزية الرئيسية في العالم رغم تثبيت أغلبها الفائدة، لم تنفي احتمالية إجراء مزيد من الرفع بالفائدة إذا تطلّبت الظروف الاقتصادية ذلك.
فاستمرار النمو الاقتصادي القوي قد يحفّز رفع الفائدة، خصوصاً لو ترافق ذلك مع التضخّم المرتفع.
وقد يكون من الجيّد أن نعلم بأن بيانات مؤشرات مديري المشتريات تعتبر من البيانات الاقتصادية المتقدّمة التي توفّر معلومات عن النمو في القطاعات الاقتصادية في وقت مبكّر جداً، حتى قبل انتهاء الشهر.
و بعد قرارات البنوك المركزية خلال الفترة الماضية، يبدو أن تقييم الظروف الاقتصادية أصبح مهمّاً لدراسة الإجراءات المحتملة فيها مستقبلاً.
وتعتمد مؤشرات مديري المشتريات قيمة 50.0 نقطة للفصل بين حالة النمو وحالة الانكماش في القطاعات الاقتصادية.
أي قيمة فوق 50.0 نقطة تدلّ على نمو القطاع، فيما القيم ما دون 50.0 نقطة تدلّ على انكماش القطاع.
بيانات مديري المشتريات، النتائج والتوقعات
بعد قرارات البنوك المركزية بدأت بيانات مؤشرّات مديري المشتريات بالصدور، وبدايةً مع فرنسا وألمانيا.
أظهرت بيانات مؤشرات مديري المشتريات الفرنسية انكماشاً فاق التوقعات في كل من قطاع الخدمات والصناعات التحويليّة.
وانخفض مؤشر قطاع الخدمات من 46.0 نقطة إلى 43.9 نقطة، ليظهر أسوأ انكماش منذ فبراير 2021.
وانخفض مؤشر قطاع الصناعات التحويلية من 46.0 نقطة إلى 43.6 نقطة، في أسوأ قراءة منذ جائحة كورونا.
في ألمانيا، صدرت البيانات أيضاً لتظهر تعثّراً اقتصادي ملموس، وألمانيا تعتبر أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
رغم ارتفاع مؤشر مديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية الألماني من 39.1 إلى 39.8، إلا أن هذه القراءة تعبّر عن انكماش شديد لم يشهد الاقتصاد مثله منذ فترة جائحة كورونا.
وبالنسبة لمؤشر قطاع الخدمات الألماني، ارتفع المؤشر بشكل مفاجئ من 47.3 إلى 49.8، إلا أن هذا يعني بأن الانكماش مستمر.
وتترقّب الأسواق أيضاً بيانات مؤشرات مديري المشتريات لمنطقة اليورو كاملة، وتوقعات أن تظهر انكماشاً في القطاعات.
ومن بريطانيا، تشير توقعات الأسواق أن بيانات مؤشرات مديري المشتريات ستظهر استمرار الانكماش أيضاً.
من الولايات المتحدّة، تتوقّع الأسواق أن تظهر بيانات مؤشرات مديري المشتريات انكماش قطاع الصناعات التحويلية.
حيث تتوقّع الأسواق أن نرى ارتفاعاً في مؤشر مديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية من 47.9 إلى 48.2.
لكن كما نرى، التوقعات تشير لاحتمال بقاء القيمة انكماشية ما دون الـ50 نقطة.
وبالنسبة لمؤشر الخدمات، تتوقّع الأسواق أن يظهر نمواً ضعيفاً رغم توقعات ارتفاع المؤشر من 50.5 إلى 50.7 نقطة.
ربما سنلاحظ اليوم تزايد أهمية بيانات مؤشرات مديري المشتريات بعد قرارات البنوك المركزية الرئيسية في العالم.
ولاحظنا أن التأثير كان ملموساً على اليورو بعدما صدرت بيانات ألمانيا وفرنسا.
حيث هبط اليورو أمام الدولار الأمريكي ليلامس الأدنى 1.0614 تقريباً بعد بيانات فرنسا السلبية جداً، لكن عاود الارتفاع قليلاً بعد بيانات ألمانيا التي جاءت أفضل من التوقعات بشكل محدود.
وربما سنشهد هذا التأثير أيضاً على الجنيه الإسترليني وكذلك الدولار الأمريكي ومؤشرات الأسهم الأمريكية والبريطانية بعد صدور البيانات.
بيانات كندا تحت المجهر
ستصدر أيضاً من كندا بيانات مبيعات التجزئة الكندية، والتوقعات بأن تظهر بعض التسارع في النمو من 0.1% إلى 0.4%.
وربما يكون لهذه البيانات أيضاً بعض التأثير على الدولار الكندي عند صدورها.