تصريحات الفيدرالي تغيّر مسار الدولار وتوقعات الفائدة
تصريحات الفيدرالي تغيّر مسار الدولار الأمريكي بعدما تسببت في تغيّر في توقعات الفوائد الفيدرالية على مدى الأشهر المقبلة، في ظل إشارات بقاء التضخّم مرتفعاً والنمو قوي.
وصرّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “جيروم باول” يوم أمس قائلاً: “لسنا واثقين بعد من تحقيق التشديد الكافي في السياسة النقدية”.
كما أكّد “باول” بأنه إذا أصبح من المناسب تشديد السياسة النقدية بشكل أكبر، فلن يتردد الفيدرالي باتخاذ الخطوة.
هذا وحذّر رئيس الفيدرالي من مخاطر النمو الاقتصادي القوي، والذي قد يحدّ من تحرك التضخّم نحو الهدف 2.0%.
لكن في نفس الوقت، أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن صانعي السياسة النقدية سيواصلون التحرّك “بعناية”، وسيتم اتخاذ القرار بالنسبة لأسعار الفائدة في كل اجتماع تلو الآخر، كإشارة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيدرس كل اجتماع المتغيّرات الاقتصادية قبل اتخاذ القرار.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، بقيت الأسواق تتوقّع تثبيت الفائدة خلال الأشهر المقبلة، لكن حصلت زيادة في الذين يتوقّعون زيادتها.
وبقيت احتمالية تثبيت الفائدة الشهر المقبل ديسمبر فوق 90%.
لكن من ناحية أخرى، تسببت تصريحات الفيدرالي في تغيّر بتوقعات شهر يناير 2024، وانخفض احتمال تثبيت الفائدة إلى 80%، مقارنة بـ91% قبل أسبوع.
هذا وتزايدت توقعات بقاء الفائدة مرتفعة دون إجراء الفيدرالي أي خفض لشهر مايو 2024 إلى أكثر من 50%.
وكانت الأسواق قبل أسبوع تتوقّع بقاء الفائدة دون خفض 32.8% فقط، وكانت أعداد أكبر من المتداولين تتوقّع خفض الفائدة.
ويبدو أن الأسواق أصبحت مقتنعة بأن الفيدرالي سيبقي على الفائدة مرتفعة فترة طويلة، لا تقل عن الأشهر الستّة الأولى 2024.
ربما يهمّك أيضاً:
أسعار الذهب تتجه لثاني تراجع أسبوعي بعد تصريحات باول
أسعار النفط ترتفع بعد خسائر لعدة جلسات متتالية مع أستمرار الصراع بالشرق الأوسط ومخاوف شُح الإنتاج
تصريحات الفيدرالي “توماس باركين” تدعم بقاء سياسة التشديد النقدي والفوائد المرتفعة
تصريحات الفيدرالي “توماس باركين” كانت متشددة أيضاً يوم أمس، حيث أشار إلى أن مهمّة الفيدرالي لم تكتمل بعد.
وأكّد “باركين” الذي يشغل منصب رئيس الفيدرالي بولاية ريتشموند الأمريكية أن التضخّم ما زال مرتفعاً للغاية.
هذا وعبّر “توماس” عن رأيه بأنه غير مقتنع أن التضخّم يسير بشكل سلس إلى الهدف 2.0%.
لكن رغم تشدده حيال أسعار الفائدة، أظهر الحاجة إلى أن الفيدرالي يجب أن يسير في “مسار ضيّق” لتجنّب الأخطاء.
وقصد في “مسار ضيّق” أن يبقى الفيدرالي حذراً عندما يقرر تثبيت الفائدة أو رفعها، حتى لا يعود التضخّم للارتفاع، أو ينزلق الاقتصاد بركود قوي.
بعد تصريحات الفيدرالي الأمريكي، الأسواق تعتقد أن الفيدرالي انتهى من التشديد النقدي
رغم التشدد الواضح الذي أبته تصريحات الفيدرالي الأمريكي يوم أمس، إلا أن الأسواق ترى أن الفيدرالي وصل ذروة أسعار الفائدة.
وبالفعل، لو تمّت مقارنة تصريحات الفيدرالي الحالية بما كانت عليه قبل عدّة أشهر، سنلاحظ أن الفيدرالي لم يقدّم إشارات واضحة حيال عزمه رفع الفائدة.
ولذلك نرى بأن الأسواق تقتنع يوماً بعد يوم أن الفيدرالي سيكتفي بمعدّلات الفائدة الحالية في نطاق 5.25%-5.50%.
لكن، التساؤلات الحالية هي عن طول الفترة الزمنية التي سيُبقي فيها الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة مرتفعة.
وبحسب مجموعة CME، لا نرى ارتفاعاً ملموساً بتوقعات خفض الفائدة الفيدرالية قبل شهر يونيو 2024.
الفيدرالي الأمريكي يجعل البيانات الاقتصادية أكثر أهمية
حملت أغلب تصريحات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة الماضية متغيّران اثنان: التضخّم ما يزال مرتفعاً، والنمو الاقتصادي قوي بشكل يفوق التوقعات ويعيق خفض التضخّم.
لذلك، متغيّرات النمو الاقتصادي والتضخّم قد يكون لها تأثير أكبر على قرارات الفيدرالي المقبلة.
على ذلك، أصبحنا نرى الأسواق ترحّب بأي بيانات اقتصادية أسوأ من المتوقّع والمرتبطة بالنمو الاقتصادي.
البيانات الاقتصادية الضعيفة والمرتبطة بالنمو تعني أن الفيدرالي ينجح في مهمّة إعادة التضخّم للانخفاض.
لكن على النقيض من ذلك، إذا كانت البيانات أفضل من المتوقّع من ناحية النمو، فهي تُثبت فشل الفيدرالي.
على ذلك، أصبحت أسواق الأسهم تتفاعل إيجاباً مع البيانات السلبية، وينخفض الدولار الأمريكي ويرتفع الذهب.
إذ أن البيانات السلبية تعني ألّا رفع بالفائدة، وربما يبدأ الفيدرالي بخفض الفائدة في وقت مبكّر عام 2024.
لكن، بيانات إيجابية وتدّل على قوّة الاقتصاد الأمريكي، تعاملها أسواق الأسهم بسلبية وتنخفض، ويرتفع الدولار وينخفض الذهب.
فالبيانات الاقتصادية الإيجابية جداً تعطي انطباعاً أن أسعار الفائدة المرتفعة ستبقى لفترة طويلة جداً، بل قد تسبب رفعاً آخر بالفائدة.
الذهب والأسهم يتضرران بتوقعات رفع الفائدة أو بقائها مرتفعة فترة طويلة من الزمن.
من ناحية أخرى، تستفيد أسعار الذهب وأسواق الأسهم من توقعات بدء خفض الفائدة في وقت ليس ببعيد.
لكن بالنسبة للدولار الأمريكي، فنجده على العكس، إذ يستفيد من البيانات الإيجابية ويتضرر من السلبية.
اليوم، تقارير جامعة ميشيغان الأمريكية
تترقّب الأسواق المالية اليوم تقارير جامعة ميشيغان الأمريكية، بعد تصريحات الفيدرالي العديدة خلال هذا الأسبوع.
لكن قبل صدور هذه البيانات، سنكون مع تصريحات عضو الاحتياطي الفيدرالي “لوجان”.
بالنسبة لتقارير جامعة ميشيغان الأمريكية، تتضمّن مؤشّران تتابعهما الأسواق المالية عن كثب.
المؤشر الأوّل هو مؤشر ثقة المستهلكين، والمتوقّع انخفاضه بشكل طفيف من 63.8 إلى 63.7 نقطة.
كذلك ستترقّب الأسواق مؤشر توقعات الجامعة عن معدّلات التضخّم.
بالنسبة لمؤشر ثقة المستهلكين، فأي قيمة ما دون 100 نقطة تدّل على تشاؤم. لكن، ارتفاع القيمة فوق 63.8 قد يعطي انطباعاً بأن المستهلك سينفق أكثر، مما يعني تضخماً أعلى.
على العكس من ذلك، إذا جاءت البيانات أسوأ كثيراً من التوقعات، فهذا قد يعني أن المستهلك سينفق أقل، وبالتالي تضخّم أقل.
أما بالنسبة لتقرير التضخّم، ففي آخر قراءة للجامعة، توقّعت عودة ارتفاع التضخّم إلى 4.2%.
لذلك، ستتابع الأسواق اليوم توقعات التضخّم الصادرة من الجامعة، على أنّها مؤشّر للتضخّم المستقبلي وخطوات الفيدرالي.