تباين توجّهات البنوك المركزية يدخل الأسواق في تذبذب ملموس

تباين توجّهات البنوك المركزية وتوقعاتها أدخلت الأسواق المالية في تذبذب ملموس، مع ترقّب قرار الفيدرالي الأمريكي وبنك اليابان المركزي.
وشهدت الأسواق المالية تذبذباً ملموساً وتراجعت أسعار الذهب يوم الجمعة الماضي، بأكبر انخفاض يومي منذ التاسع من شهر نوفمبر عام 2020.
وهبطت أسعار الذهب الجمعة الماضي أكثر من 3.4% مع صدور بيانات الوظائف الأمريكية.
وأظهرت بيانات الوظائف الأمريكية إضافة 272 ألف وظيفة جديدة في القطاعات غير الزراعية شهر مايو الماضي.
كما أثبت تقرير الوظائف تسارعاً في معدّل نمو الدخل من 0.2% إلى 0.4%، وجاء هذا أعلى من توقعات الأسواق.
ورغم ارتفاع معدّل البطالة على غير المتوقّع من 3.9% إلى 4.0%، لكن الأسواق اعتبرت الارتفاع موسميّاً.
ومع عدد الوظائف الكبير الذي تم إضافته في الولايات المتحدّة، ارتفع الدولار بقوّة أمام سلّة من العملات.
ففي وقت قرر فيه المركزي الأوروبي وبنك كندا المركزي خفض الفائدة 25 نقطة أساس، تترقّب الأسواق هذا الأسبوع قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وكذلك قرار بنك اليابان المركزي.

حقائق عن تباين توجّهات البنوك المركزية عبر الفيديو التالي:

تباين توجّهات البنوك المركزية مع الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان المركزي

الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات الفائدة

تترقّب الأسواق المالية هذا الأسبوع صدور قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي قد يثبت تباين توجّهات البنوك المركزية.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تراجعت احتمالات خفض الفائدة شهر سبتمبر المقبل إلى 47% بعد بيانات الوظائف.
وأصبحت الأسواق المالية تتوقّع خفضان فقط في الفائدة هذه السنة، مما يجعل التوقعات بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع تشير لاحتمال تثبيت الفائدة في نطاق بين 5.25% و5.50% دون تغيير.
وهذا الأمر قد يزيد تباين توجّهات البنوك المركزية والتي بدأت فيه البنوك المركزية سابقاً هذه السنة.
هذه السنة، خفّض كل من بنك كندا المركزي والبنك المركزي الأوروبي وكذلك البنك الوطني السويسري الفائدة 25 نقطة أساس.
وبالنسبة لبنك اليابان المركزي، فقد رفع الفائدة وعدّل سياساته لتصبح الفائدة نطاقاً بدل أن تكون قيمة.
ورفع بنك اليابان المركزي الفائدة إلى نطاق بين 0.0% و0.10%.
بالتالي، نلاحظ أن هنالك تزايداً في تباين توجّهات البنوك المركزية الرئيسية في العالم أمام الفيدرالي الأمريكي.
على ذلك، ارتفع الدولار الأمريكي بشكل ملموس أمام سلّة من العملات الرئيسية.
لكن هذا الأسبوع، ستتبّع الأسواق أي تلميحات من الاحتياطي الفيدرالي حيال مستقبل أسعار الفائدة.
ورغم احتمالية تثبيت الفائدة، إلا أن الأسواق لا تستبعد حصول تذبذب في الأصول المتداولة في حال ظهرت أي مستجدات بخصوص توقعات الفوائد و/أو التضخّم و/أو النمو.

بنك اليابان المركزي

وسط تباين توجّهات البنوك المركزية في العالم، نرى بأن الأسواق تترقّب قرار بنك اليابان المركزي هذا الأسبوع.
وتتوقّع الأسواق المالية أن يتم تثبيت الفائدة في نطاقها الحالي 0.0% – 0.1%.
لكن من ناحية أخرى، لا تستبعد الأسواق مفاجأة في ظل استمرار التراجع في الين الياباني أمام سلّة العملات الرئيسية.
ونلاحظ بأن الين الياباني عاود التراجع أمام الدولار الأمريكي إلى 157 ين للدولار الأمريكي الواحد.
ولو نظرنا إلى معدّلات التضخّم، سنلاحظ بأن معدّل التضخّم في اليابان استقر عند نسبة 2.5% بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
إلا أنه قد يكون من المبكّر حالياً أن يقوم بنك اليابان المركزي برفع الفائدة، وربما سيتم تأجيل رفع الفائدة للشهر المقبل.
بحسب وكالة رويترز، لا يجب استبعاد أن يقوم اليابان بتقليص برامج شراء السندات والتحكّم بعوائدها.
لكن بالنسبة للفائدة، فبيانات اليوم أكّدت انكماش الاقتصاد الياباني -0.5% الربع الأوّل الماضي من هذه السنة.
لذلك كنتيجة، على الأرجح سيقوم بنك اليابان المركزي بتثبيت الفائدة الجمعة القادم في قراره، لكن لا يجب استبعاد مفاجأة رغم أن احتمال ذلك قليل.

بعض أهم البيانات الاقتصادية لهذا الأسبوع:

ربما يهمّك متابعة الفيديو التالي عبر صفحتنا على فيسبوك لإيضاح مختصر عن البيانات المنتظرة
سنكون هذا الأسبوع مع عدد من البيانات الاقتصادية وقرارات البنوك المركزية التي قد تؤثّر بالأسواق المالية.

يوم غدٍ الثلاثاء:

سنكون الثلاثاء مع بيانات الوظائف البريطانية، وتتوقّع الأسواق أن تظهر البيانات استقرار البطالة عند 4.3%.
لكن، ربما ستتابع الأسواق في بيانات الوظائف البريطانية بيانات معدّل نمو الدخل المتوقّع استقراره عند 5.7%.
كما سيصدر من بريطانيا قراءة التغيّر في طلبات البطالة، وتشير التوقعات لاحتمال ارتفاع من 8.9 آلاف إلى 10.2 ألف.

يوم الأربعاء

التركيز الأكبر قد يكون على قرار الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء وتوقعات تثبيت الفائدة.
لكن، سنكون يوم الأربعاء أيضاً مع قراءة التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين من الولايات المتحدّة الأمريكية.
تشير توقعات الأسواق لاحتمال أن تظهر قراءة التضخّم استقراراً بتضخّم أسعار المستهلكين عند 3.4%.
ورغم أن القراءة قد لا يكون لها تأثير مباشر على قرار الفيدرالي يوم الأربعاء، إلا أنها قد تؤثّر على قرارات الفيدرالي لاحقاً هذه السنة.
وقبل صدور بيانات التضخّم وقرار الفيدرالي الأمريكي الأربعاء، سنكون قد توقّفنا مع بيانات التضخّم في الصين ومؤشر أسعار المنتجين في الصين. كما سنكون مع بيانات الناتج المحلي الإجمالي الشهري في بريطانيا.
كما نرى، يوم الأربعاء المقبل قد تكون فيه العديد من البيانات الاقتصادية التي ربما تؤثّر بالأسواق المالية.

الخميس القادم

ستصدر يوم الخميس بيانات البطالة من أستراليا، وتتوقّع الأسواق انخفاض معدّل البطالة من 4.1% إلى 4.0%.
وبعد ذلك سيتنقل التركيز على الأرجح على مؤشرات أسعار المنتجين في الولايات المتحدّة الأمريكية.
وتتوقّع الأسواق أن تظهر بيانات أسعار المنتجين انخفاضاً في تضخّم المنتجين الشهري من 0.5% إلى 0.1%.
كما تعتقد الأسواق أن مؤشر أسعار المنتجين الأساسي الشهري في أميركا سينخفض من 0.5% إلى 0.3%.
إلى جانب بيانات أسعار المنتجين، ستصدر أيضاً القراءة الأسبوعية لطلبات البطالة الأسبوعية الأمريكية.

الجمعة

سيعلن بنك اليابان المركزي عن قراره حيال سياساته النقدية التي تشمل أسعار الفائدة.
بعد ذلك، سنكون مع صدور تقرير جامعة ميشيغان الأمريكية.
وتعتقد الأسواق أن تقرير الجامعة سيظهر ارتفاع ثقة المستهلك بحسب مؤشر ثقة المستهلكين من 69.1 إلى 73.0.
كما ستترقّب الأسواق صدور توقعات الجامعة حيال التضخّم، فيما كانت آخر القراءات عند 3.3%.

ربما يهمّك أيضاً:
النفط يحافظ على قوته بفضل تطمينات أوبك+ لكنه يتجه لتكبد ثالث خسارة أسبوعية
تراجع أسعار المعدن الأصفر لأكثر من 2 بالمئة خلال تعاملات نهاية الأسبوع الماضي