بيانات اقتصادية تمتزج بتوتّرات سياسيّة بالعالم وأوروبا مستمرّة بحرب التجارة
بيانات اقتصادية تمتزج بتوتّرات سياسيّة ومخاوف تأثير حرب التجارة، ربما ستؤثّر بالأسواق المالية اليوم، في ظل ترقّب تقرير الوظائف الأمريكيّة.
وتترقّب الأسواق المالية اليوم صدور تقرير والوظائف الأمريكي، مع توقّعات أن يُظهر التقرير استقراراً بالبطالة عند 4.0%.
في نفس الوقت، تعتقد الأسواق أن التقرير سيظهر انخفاضاً في معدّل نمو الأجور في الساعة الشهر الماضي.
وتعتقد الأسواق أن نمو متوسط الأجور قد يكون انخفض إلى 0.3% شهر يونيو، مقارنة بنمو 0.4% شهر مايو.
أما بالنسبة للوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية، فتعتقد الأسواق أن انخفاضاً بالتوظيف حصل الشهر الماضي.
وتشير توقعات الأسواق المالية أن الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية ربما تكون انخفضت إلى 191 ألف من السابق 272 ألف وظيفة.
لكن بشكل عام، تعتبر توقعات البيانات الاقتصادية متماشية مع التغيّر الحاصل في توقعات الفيدرالي.
وبعدما صدر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، والذي تبع بيانات اقتصادية عديدة سلبية من قطاع الوظائف الخاصة وقطاع الخدمات، تعتقد الأسواق أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفّض الفائدة شهر سبتمبر.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تتوقّع الأسواق المالية خفضاً بالفائدة في سبتمبر باحتمال يصل إلى 72.6%.
فقوّة أسواق الوظائف، إلى جانب بقاء التضخّم فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2.0%، أسباب قد تجعل الفيدرالي يؤجّل أي خفض بالفائدة حتى شهر سبتمبر المقبل.
لكن، هنالك تعارض كبير بين المتعاملين في الأسواق المالية حيال عدد مرّات خفض الفائدة الفيدراليّة هذه السنة.
وإلى جانب بيانات الوظائف اليوم، الأسواق بدأت تقلق أكثر فأكثر حيال التوتّرات السياسية العالمية.
فمن جهة، نرى مخاوف حيال الانتخابات الأمريكية ومن سيقود دفّة أكبر اقتصاد بالعالم.
وفي بريطانيا، تسبب فوز حزب العمّال لأوّل مرّة منذ 14 عاماً بحالة من الترقّب لما سيفعله الحزب للاقتصاد المتهاوي.
أما في فرنسا، فتقدّم حزب من اليمين المتطرّف يقلق الأسواق فعلياً على ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
حرب التجارة، هل عادت من جديد؟
يفرض الاتحاد الأوروبي رسوماً جمركية تصل إلى 37.6% اعتباراً من اليوم على السيارات الكهربائية المستوردة المصنوعة في الصين.
وهذا ما قد يزيد من التوتر التجاري مع الصين، وسط مخاوف بردود مماثلة من بكّين.
والتوتّرات الصينية الأمريكية التي بدأت خلال حقبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي بدأ حرب التجارة مع الصين، ربما ستعود إذا استطاع الفوز بالانتخابات المقبلة.
أوروبا والولايات المتحدّة في قيادة حرب التجارة مع الصين، فيما الصين من المحتمل أن ترد بالمثل.
حرب التجارة أكّدت بأنها ذات تأثير على النمو الاقتصادي والتجاري العالمي خلال عامي 2018 و2019.
لذلك، يتزايد القلق حالياً من جولة جديدة من التصعيد في حرب التجارة.
كيف تؤثّر بيانات اليوم الاقتصادية على توقعات الفيدرالي؟
في ظل بيانات اقتصادية تمتزج بتوتّرات سياسيّة تؤثّر بالأسواق المالية، ترتكز الأنظار على التغيّر في توقعات الفيدرالي الأمريكي.
في آخر توقعات صدرت للفيدرالي، أظهر الفيدرالي ميلاً نحو خفض الفائدة مرّة واحدة هذه السنة.
لكن، الأسواق المالية حالياً تعتقد بأن الفيدرالي ربما سيخفّض الفائدة مرّتان، واحدة في سبتمبر، ومرّة أخرى قبل نهاية السنة.
إلا أن الفيدرالي الأمريكي كان واضحاً حيال مستقبل السياسة النقدية، مشيراً إلى أنّه يريد أن يكون أكثر ثقة حيال توجّه التضخّم الأساسي إلى الهدف 2% على نحو مستدام.
وبالنسبة لأسواق العمل، تعتبر مؤشّراً مهمّاً عن مستقبل التضخّم، فأسواق عمل أكثر قوّة، تعني تضخّم عنيد.
أما إذا بدأت أسواق الوظائف بالتراجع، هنا قد تبدأ الأسواق بالاقتناع أن التضخّم سينخفض.
لذلك، إذا جاءت نتائج البيانات الاقتصادية اليوم أفضل ممّا هو متوقّع، فقد تدعم فكرة خفض واحد بالفائدة.
أما إذا جاءت أسوأ كثيراً مما هو متوقّع بالأسواق، فربما سنرى تزايد احتمالات خفض الفائدة مرّتان هذه السنة.
في ظل بيانات اقتصادية تمتزج بتوتّرات سياسيّة، كيف ستتأثّر الأسواق؟
في العادة، يرتفع الدولار الأمريكي وينخفض سعر الذهب، وتتراجع مؤشّرات الأسهم مع توقعات خفض الفائدة مرّة واحدة.
لذلك، بيانات أفضل من التوقعات قد تدعم الدولار وربما تضغط على الذهب والأسهم.
أما بيانات أسواق من التوقّعات، فربما تكون سبباً لأن نرى تراجع الدولار، وقد يواصل الذهب والأسهم صعودهما.
إلا أن امتزاج البيانات الاقتصادية، أو صدورها بقيم قريبة من التوقعات، قد تدخل الأدوات المتداولة في حالة من التذبذب.
ربما يهمّك أيضاً:
انخفاض أسعار النفط الخام متجاهلاً بيانات المخزون الأمريكي القوية
استقرار أسعار الذهب وسط بيانات اقتصادية ضعيفة وتوقعات خفض الفائدة