شهادة جيروم باول رئيس الفيدرالي بين الاقتصاد والسياسة وتأثيرها على الأسواق
شهادة جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي اليوم تستحوذ على اهتمام الأسواق المالية، في ظل انتظار أي إشارات حيال مستقبل الفائدة في الولايات المتحدّة الأمريكية.
وما يميّز شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي اليوم هو أنّها آخر شهادة له قبل الانتخابات الرئاسيّة الأمريكية.
كما أن الأسواق المالية تعتقد أن رئيس الاحتياطي سيتعرّض لعديد من الأسئلة والتحقيقات حيال أسباب بقاء الفوائد مرتفعة.
كما أن الأسواق تعتقد بأن أعضاء اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الأمريكي سيطالب بشكل أو بآخر بخفض الفائدة.
وترتكز الأنظار على كيفيّة مناقشة الأعضاء المناهضين للحزب الديمقراطي لرئيس الفيدرالي.
وتعتقد الأسواق المالية بأن هنالك ضغوط سياسيّة كبيرة على شكل تلميحات تطالب الفيدرالي بخفض الفائدة بأسرع وقت.
ويريد الحزب الديموقراطي بحسب بلومبرغ أن يقلل الفيدرالي ضغطه على الاقتصاد، حتى لا ترتفع معدّلات البطالة.
لكن، ربما ترتكز شهادة جيروم باول رئيس الفيدرالي على ضرورة بقاء الفائدة مرتفعة لمزيد من الوقت لحين انخفاض التضخّم.
وبلغ التضخّم بحسب مؤشّر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري، وهو المؤشّر المفضّل للفيدرالي، 2.6%.
ويستهدف الفيدرالي متوسط تضخّم عند 2.0% على “نحو مستدام”، مما قد يجعله يؤجّل أي خفض بالفائدة في الوقت الراهن.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تتوقّع الأسواق خفضاً بالفائدة شهر سبتمبر المقبل 2024 باحتمال يصل إلى 77%.
وتزايد الرهان على خفض الفائدة بعد البيانات الاقتصادية الضعيفة التي صدرت الأسبوع المقبل، لكن لا تعتقد الأسواق أن الفيدرالي الأمريكي سيقوم بخفض الفائدة في اجتماعه هذا الشهر، بل تعتقد أنّه سيقوم بتثبيت الفائدة.
على ذلك، ربما سيرتكز اهتمام الأسواق المالية حيال أي إشارات حول عدد مرّات خفض الفائدة هذه السنة، وموعد الخفض الأوّل.
النقاط المهمّة في شهادة جيروم باول رئيس الفيدرالي
كيف ستؤثّر التصريحات على الأسواق المالية؟
تتوقّع الأسواق أن يشير رئيس الفيدرالي إلى إحراز تقدّم بخفض التضخّم خلال النصف الثاني عام 2023.
لكن في نفس الوقت، تعتقد الأسواق أن شهادة جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي اليوم ستشمل الإشارة إلى عدم إحراز تقدّم كبير خلال النصف الأوّل من هذه السنة بما يخض معدّلات التضخّم.
وتترقّب الأسواق المالية لاحقاً هذا الأسبوع صدور مؤشر أسعار المستهلكين، وهو مؤشر من مؤشرات التضخّم.
وتعتقد الأسواق أن المؤشر سيظهر تراجع التضخّم إلى 3.1% من 3.3%، ويعني ذلك عودته للأدنى لهذه السنة المسجّل في يناير.
بالتالي، إذا عاد رئيس الفيدرالي ليظهر رضاً عن منحنى سير التضخّم، مع إشارات لاحتمال إجراء أكثر من خفض بالفائدة، فربما سنرى انخفاضاً بالدولار ومن المحتمل أن ترتفع أسعار الذهب وقد تواصل مؤشرات الأسهم الأمريكية الارتفاع.
أما إذا أبدى رئيس الفيدرالي قلقاً من بقاء التضخّم مرتفع، هنا قد يرتفع الدولار، وربما تنخفض أسعار الذهب والأسهم.
بشكل عام، إجابات رئيس الفيدرالي لأسئلة أعضاء مجلس الشيوخ ستكون هامّة أيضاً، وستتابع الأسواق أي مستجدات خلالها.
لكن في حال بقي الفيدرالي متمسّكاً بفكرة “الحاجة لمزيد من الدلائل لتوجّه التضخّم للهدف”، أو “عدم الإبكار أو التأخّر بخفض التضخّم”، والتي أشار لها في محضر اجتماع الفيدرالي الأخير وتصريحات رئيس الفيدرالي الأخيرة، هنا ربما سنلاحظ تذبذباً بالأسواق، فالأسواق ستعتبر هذه الإشارات على أنّها تعويم لاحتمالات موعد خفض الفائدة وعدد مرّات الخفض.
من ناحية أخرى، لا يجب أن ننسى أن رئيسة الخزانة الأمريكية “جانيت يلين” ستقدّم تصريحات أيضاً.
فسوف تكون في شهادة أمام مجلس الشيوخ أيضاً هذا اليوم، وقد تكون تصريحاتها ذات تأثير على الأسواق المالية.
ربما يهمّك أيضاً:
تراجع أسعار المعدن الأصفر بأولى تعاملات بداية الأسبوع مع توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة الأمريكية
انخفاض أسعار النفط الخام مع تراجع المخاوف بشأن الإمدادات