أستقرار أسعار المعدن النفيس اليوم بين تصويت النواب وإشارات الفيدرالي

أستقرار أسعار المعدن الأصفر بتعاملات صباح الأربعاء

شهد سعر الذهب اليوم الأربعاء استقرارًا قبيل تصويت مجلس النواب الأمريكي على خطة إعادة فتح الحكومة الفيدرالية، في خطوة قد تعيد وضوح البيانات الاقتصادية وتؤثر على مسار قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الأربعاء فقد استقرت أسعار الذهب في المعاملات الفورية عند 4,124.17 دولار للأوقية، فيما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 0.3% لتصل إلى 4,130 دولارًا للأوقية, وقد شهدت أسعار الذهب استقرارًا نسبيًا بعد موجة صعود قوية خلال الأسابيع الماضية، حيث تجاوز المعدن النفيس مستويات المقاومة المهمة عند 4,050 دولارًا للأوقية

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا ويشهد الذهب حالة من الاستقرار النسبي في تداولات اليوم، بينما يترقب المستثمرون تصويت مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون إعادة فتح الحكومة، وهو تطور يُنتظر أن يوفر وضوحاً أكبر بشأن الجدول الزمني لصدور البيانات الاقتصادية الحيوية، وعلى رأسها تقرير الوظائف غير الزراعية، الذي تأثر بشكل واضح بالإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة

وعلى الصعيد الاقتصادي، كشفت بيانات شركة ايه دي بي لمعالجة الرواتب أن الشركات الأمريكية قلصت أكثر من 11,000 وظيفة أسبوعياً حتى أواخر أكتوبر، وهو ما يعكس ضعفاً متزايداً في سوق العمل ويؤكد مؤشرات التباطؤ الاقتصادي. هذا التراجع يعزز من احتمالات أن يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو مزيد من التيسير النقدي، حيث تُظهر أداة فيدوتش التابعة لمجموعة سي ام اي أن الأسواق تسعّر حالياً احتمالاً بنسبة 67% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 10 ديسمبر المقبل

وفي ظل هذه التطورات، يواصل الذهب الاستفادة من مجموعة من العوامل الداعمة، أبرزها تراجع الدولار الأمريكي وتنامي المخاطر الجيوسياسية، إلى جانب التوجه المستمر من الفيدرالي نحو سياسات التيسير النقدي. وقد ساهم هذا المزيج في رفع أسعار الذهب بنحو 57% منذ بداية العام، بعدما سجل المعدن النفيس مستوى قياسياً عند 4,381.21 دولار للأونصة في 20 أكتوبر الماضي

من الناحية الفنية، يرى محللو يو اس بي أن الاتجاه الصاعد للذهب ما زال قائماً، مع ترجيح اختراق مستوى المقاومة بين 4,160 و4,170 دولار للأونصة، وهو ما قد يمهد الطريق لاختبار القمة التاريخية السابقة. في الوقت ذاته، تتبنى مؤسسة جي بي مورجان رؤية أكثر تفاؤلاً، متوقعة أن يتجاوز الذهب مستوى 5,000 دولار للأونصة بحلول الربع الرابع من عام 2026، مدعوماً باستمرار مشتريات البنوك المركزية وارتفاع الطلب الاستهلاكي خلال فترات التصحيح السعري

وفي المحصلة، يتحرك الذهب حالياً ضمن نطاق ضيق يعكس حذر الأسواق قبيل قرارات سياسية واقتصادية مرتقبة في الولايات المتحدة. ورغم مظاهر الهدوء النسبي، يبقى الاتجاه العام صاعداً مع استمرار الدعم من ضعف الدولار، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، واستمرار السياسة النقدية الميسّرة، إلى جانب توقعات المؤسسات المالية الكبرى التي ترجّح مزيداً من المكاسب للمعدن النفيس خلال الأشهر المقبلة