أسعار الذهب تتخلي عن مكاسبها القوية وتتراجع بعد البيانات الأقتصادية الأمريكية أمس
تراجع أسعار الذهب خلال معاملات أمس الخميس
سجلت أسعار الذهب انخفاضا واضحا خلال تعاملات أمس الخميس، بالتزامن مع تعافي مؤشر الدولار الأمريكي، بالإضافة لصعود عائدات السندات الأمريكية، وذلك على الرغم من سلبية بعض البيانات الأمريكية الهامة الصادرة أمس
تداولات الذهب
وأثناء تداولات أمس فقد سجلت العقود الفورية لمعدن الذهب انخفاضا بواقع 0.24% ووصلت إلى مستوى 2,072.60 دولارا للأوقية، وأيضا؛ شهدت العقود الآجلة لمعدن الذهب تراجعا بنسبة 0.43% ووصلت إلى مستوى 2,084.20 دولارا للأوقية
أسباب تراجع أسعار الذهب
لقد تسبب ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي (الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة مكونة من ست عملات أجنبية أخرى) في تراجع أسعار الذهب على صعيد التعاملات، نظرا لوجود علاقة عكسية بين الطرفين، مما يعني أن ارتفاع مؤشر الدولار قد يؤدي إلى ضعف جاذبية السلع المقومة به وبشكل خاص معدن الذهب نظرا لأنه يزيد من تكاليف شراؤه، وبهذا السياق، سجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاع بنسبة 0.22% ووصل إلى مستوى 101.162 نقطة، مما أثر سلبا على أسعار الذهب في التعاملات, وأيضا، تراجعت أسعار الذهب خلال تداولات اليوم، جراء ارتفاع عائدات السندات الأمريكية، حيث سجلت عائدات السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات صعودا بنسبة 1.17% ووصلت إلى مستوى 3.832 نقطة، وكذلك؛ شهدت عائدات السندات الأمريكية لأجل 20 سنة ارتفاعا بواقع 1.00% لتسجل نحو 4.138 نقطة، في حين صعدت عائدات السندات الأمريكية لأجل 30 سنة بنحو 0.88% ووصلت إلى مستوى 3.980 نقطة، وهذا تسبب في ضعف أداء أسعار الذهب خلال التداولات
ومن ناحية أخرى، نلاحظ بأن أسعار الذهب وجدت بعض الدعم بسبب ارتفاع صافي واردات الصين من الذهب (والتي تعتبر من كبار مستهلكي الذهب في العالم)، حيث ارتفع صافي واردات الصين من الذهب بنسبة 37% بشهر نوفمبر، ليصل الإجمالي إلى 46.049 طن؛ وذلك مقارنة بالشهر السابق، مما عززت التوقعات بارتفاع الطلب الصيني علىا لذهب الفترات المقبلة، وهذا الأمر الذي قلص من خسائر الذهب بالتعاملات
وعززت الرهانات على خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بعد بيانات التضخم الباردة، حيث يشير المتداولون الآن إلى احتمال بنسبة 88٪ لتخفيف السياسة النقدية في مارس , يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك التي لا تدر عائدا
وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر ويتجه نحو أسوأ عام له منذ عام 2020، في حين ظل عائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات بالقرب من أدنى مستوياته منذ يوليو، مما عزز جاذبية الذهب, وفي الوقت نفسه، يضيف الدين المتزايد للحكومة الأمريكية المزيد من التقلبات إلى أسواق الدخل الثابت. وقال لافورج إن هذا الخطر يخلق فرصا إضافية للذهب