أسعار النفط تتراجع بشدة في أسوأ أداء أسبوعي منذ يونيو

أسعار النفط تتجه لأطول سلسلة خسائر منذ 2021 وسط ضغوط تجارية ومخاوف طلب عالمي

تواصل أسعار النفط تراجعها في ختام تداولات الأسبوع، مقتربة من تسجيل أطول سلسلة من الخسائر اليومية منذ ما يقرب من أربع سنوات، في ظل تصاعد الضغوط من عدة عوامل أبرزها تنامي المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي. كما تتجه الأسعار لتكبد أكبر خسائرها الأسبوعية منذ أواخر يونيو، مدفوعة بقلق المستثمرين من تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة على الاقتصاد العالمي

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح اليوم فقد تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر بنسبة 0.26% أو ما يعادل 0.2 دولار لتصل إلى 66.24 دولاراً للبرميل، بعد أن لامست أدنى مستوياتها عند 65.80 دولاراً خلال الجلسة. ويتجه الخام القياسي لتسجيل خسائر أسبوعية تتجاوز 7.6 بالمئة , كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم سبتمبر بنحو 0.45% أو 0.3 دولار إلى 63.65 دولاراً للبرميل، بعد أن تراجعت في وقت سابق إلى 63.19 دولاراً. ومن المتوقع أن يسجل الخام الأمريكي خسائر أسبوعية تفوق 5.3 بالمئة

العوامل المؤثرة في السوق

هذا وقد بدأت الولايات المتحدة يوم الخميس بتطبيق رسوم جمركية جديدة تتراوح بين 10% و50% على عدد من شركائها التجاريين الرئيسيين، ما عزز المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي تراجع الطلب على النفط , وتعرضت الأسعار أيضاً لضغوط بعد قرار تحالف “أوبك+” هذا الأسبوع بإلغاء جزء كبير من تخفيضات الإنتاج اعتباراً من سبتمبر، أي قبل الموعد المحدد سابقاً، حيث أعلن زيادة الإنتاج بـ547 ألف برميل يومياً. ورأى محللو “ريتربوش آند أسوشيتس” أن هذه الخطوة ساهمت في زيادة الضغط على الأسواق، إلى جانب حالة عدم اليقين المتعلقة بالسياسات التجارية

في سياق متصل، أكد الكرملين والبيت الأبيض أن الرئيسين الروسي والأمريكي سيعقدان قمة خلال الأيام المقبلة، هي الأولى منذ عام 2021. وقد أثار الإعلان آمالاً بحل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، مما شكّل ضغطاً إضافياً على أسعار النفط، نظراً لمكانة روسيا كثاني أكبر منتج للنفط في العالم , في المقابل، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حدة التوتر، ملوحاً بفرض رسوم جمركية على الصين – أكبر مشترٍ للنفط الروسي – مشابهة لتلك التي فُرضت مؤخراً على الهند بسبب استمرارها في شراء الخام الروسي. إلا أن محللي “ستون إكس” يرون أن هذه الإجراءات قد لا تؤثر بشكل كبير على تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية

و رغم هذه الضغوط، ساهمت بعض العوامل الإيجابية في الحد من وتيرة الهبوط، من بينها : انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بمقدار 3 ملايين برميل، متجاوزاً توقعات الأسواق، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة , و ارتفاع أسعار الخام السعودي المصدّر إلى آسيا , و نمو واردات الصين من النفط بنسبة 11.5% على أساس سنوي خلال يوليو، رغم انخفاضها بنسبة 5.4% مقارنة بشهر يونيو