أسعار النفط ترتفع للجلسة الثالثة مع انخفاض المخزونات الأمريكية ومخاوف الإمدادات

صعود أسعار النفط الخام مع انخفاض المخزونات الأمريكي

ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية يوم الخميس مع تزايد التفاؤل بشأن الطلب المستدام في أكبر مستهلك للوقود في العالم بسبب انخفاض مستمر في المخزونات الأميركية, كما ساعدت عمليات الشراء الرخيصة أسعار النفط، حيث انتعشت من أدنى مستوياتها في عدة أشهر في الجلسة السابقة, لكن هذا التعافي يبدو الآن وكأنه بدأ يفقد زخمه، حيث تعطلت المزيد من المكاسب في أسعار الخام بسبب البيانات الاقتصادية الكئيبة من الصين، أكبر مستورد للنفط، وخاصة فيما يتعلق بوارداتها من الخام

تداولات النفط

وأثناء تداولات صباح اليوم فقد صعدت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتا أو 0.3 بالمئة إلى 78.56 دولار للبرميل بحلول الساعة 0017 بتوقيت جرينتش، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 29 سنتا أو 0.4 بالمئة إلى 75.52 دولار,وقد هبط خام برنت الاثنين إلى أدنى مستوياته منذ أوائل يناير، فيما نزل خام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياته منذ فبراير وسط مخاوف من ركود في الولايات المتحدة وعمليات بيع مكثفة للأسهم حول العالم

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار النفط الخام

هذا وقد شهدت أسواق النفط تذبذبًا ملحوظًا مؤخرًا، حيث أظهرت بيانات حكومية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت للأسبوع السادس على التوالي، مما يعكس تراجعًا أكبر من المتوقع. بينما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بحدود 700 ألف برميل، فقد انخفضت المخزونات بواقع 3.7 مليون برميل، لتصل إلى 429.3 مليون برميل, في الوقت نفسه، سجل الإنتاج الأمريكي من النفط زيادة قدرها 100 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 13.4 مليون برميل يوميًا. هذا الارتفاع في الإنتاج يأتي في ظل مخاوف من اضطراب الإمدادات في الشرق الأوسط، حيث تزايدت التوترات بعد مقتل قادة كبار من حركة حماس وحزب الله، مما أثار مخاوف من ردود فعل إيرانية محتملة ضد إسرائيل

ورغم عدم حدوث أي اضطرابات مباشرة في الإمدادات حتى الآن، فإن الهجمات على السفن في البحر الأحمر أثرت على النقل البحري، مما أجبر الناقلات على اتخاذ مسارات أطول، وهذا يعني بقاء كميات أكبر من النفط في المياه لفترات أطول، مما قد يؤثر على توافر الإمدادات في الأسواق, وفي سياق آخر، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا حالة القوة القاهرة في حقل الشرارة النفطي، مشيرة إلى تخفيض تدريجي في إنتاج الحقل بسبب احتجاجات، مما يزيد من الضغوط على الإمدادات النفطية في السوق العالمي

علي صعيد الطلب فقد شهد الطلب على وقود الطائرات انتعاشًا في مختلف المناطق حول العالم مع التخلص من سنوات الوباء وعودة الناس للسفر الجوي بأعداد كبيرة مرة أخرى,و ارتفع إنفاق صناعة الطيران العالمية على الوقود بحوالي 26% في عام 2023 إلى 271 مليار دولار، وبلغ حجم الاستهلاك 92 مليار جالون ليعود تقريبًا لمستويات عام 2019، لكن مع ذلك لم تعد أسعار الوقود لمستوياتها السابقة, ومن المتوقع أن تصل هذه الزيادة إلى 53% عند مقارنة 2024 بعام 2019، في ظل استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا والصراع بين إسرائيل وحماس, ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية فإن وقود الطائرات -وهو منتج مكرر من النفط الخام- المساهم الأكبر في طفرة الطلب على النفط بعد الجائحة، لأنه يمثل ما يقرب من نصف الزيادة في الطلب الإجمالي على الخام، وهو ما يجعل وتيرة نمو وقود الطائرات حاسمة في التنبؤ بالمدة التي سيستغرقها الطلب على الوقود الأحفوري للوصول إلى ذروته