الأسواق تعيد النظر بتفاؤلها المفرط وتترقّب بيانات اقتصادية

الأسواق تعيد النظر بتفاؤلها المفرط بعد اتفاق التجارة بين الولايات المتحدّة والصين وجولة الرئيس الأمريكي في الخليج، وتترقّب بيانات اقتصادية.
وسوف نكون اليوم على موعد مع صدور بيانات أسعار المنتجين المحتمل أن تظهر ارتفاعاً من -0.4% إلى 0.2% الشهر الماضي.
كما سوف نكون مع قراءة أسعار المنتجين بالقيمة الأساسية، المحتمل أن تظهر أيضاً ارتفاعاً من -0.1% إلى 0.3%.
وسنتوقّف مع بيانات مبيعات التجزئة المحتمل أن تظهر توقّفها عن النمو الشهر الماضي (0.00%) بعد نمو نسبته 1.4% شهر مارس.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل سنكون مع قراءة طلبات البطالة الأسبوعية المحتمل أن تظهر قراءة عند 229 ألف طلب.
وبعدها ستصدر بيانات مؤشر قطاع التصنيع لولاية فيلادلفيا وولاية نيويورك، والتوقعات بصدورها عند -11.3 و-8.2 على التوالي لكل منهما.
وقد يركّز المستثمرون والمتداولون أيضاً على تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “جيروم باول”.
بعد ذلك، سيتم الإعلان عن قراءة مؤشر الإنتاج الصناعي ومؤشر معدّل استغلال القدرات ومؤشر مخزونات الأعمال.

الأسواق تعيد النظر بتفاؤلها المفرط مع انتظار متغيّرات كثيرة

الكثير من البيانات الاقتصادية تنتظرها الأسواق المالية اليوم، إلا أن هنالك أمراً آخر أصبح مهمّاً للمتداولين في الأسواق المالية.
أسواق السندات في الولايات المتحدّة تتخذ منحناً يعتبره البعض خطيراً، مع ارتفاع عوائد السندات.
وارتفعت عوائد السندات الأمريكية استحقاق عشرة سنوات فوق 4.50%.
وعوائد سندات الحكومة الأمريكية استحقاق عام أصبحت أعلى من عوائد نظيرتها أمد استحقاق عامين.
وهذا يعطي انطباعاً خطيراً للأسواق، خصوصاً وأن عوائد السندات الثلاث أصبحت فوق 4%.
بالتالي، نرى الأسواق تعيد النظر بتفاؤلها المفرط وأصبحت بحاجة لمزيد من الدلائل حول سلامة أسواق السندات.
احتمالات ركود الاقتصاد الأمريكي أصبحت أقل، بعد اتفاق التجارة بين الولايات المتحدّة والصين.
كما أن اتفاقاً تجاري بين أميركا وبريطانيا تم سابقاً، وربما سنشهد الكثير من اتفاقيات التجارة في المستقبل القريب.
وكل هذا يعتبر إيجابي وداعم للثقة بالأسواق المالية.
لكن ما يجعل الأسواق تعيد النظر بتفاؤلها المفرط هو أن الرسوم الجمركية سيبقى جزء منها ليهدد النمو الاقتصادي العالمي.

كيف ستتأثّر الأسواق المالية في البيانات الاقتصادية؟

الأسواق الآن تعتقد بأن الفيدرالي سيثبّت الفائدة في اجتماع شهر يونيو وكذلك اجتماع شهر يوليو المقبلان 2025 (المصدر).
لذلك، تأثير البيانات الاقتصادية قد يكون قليلاً إذا صدرت القراءة قرب أو عند التوقعات بالأسواق المالية.
وفي حال حصل ذلك، فقد نرى تذبذباً بمؤشر الدولار وكذلك حركة سعر الذهب.
وسوف نحتاج لقراءة بعيدة جداً عمّا هو متوقّع بالأسواق المالية لتؤثّر البيانات بالأسواق.
فالأسواق الأسواق تعيد النظر بتفاؤلها المفرط في ظل رقابة المستجدات السياسية الأمريكية الإيرانية واتفاقات التجارة.
على ذلك، قد ينخفض تأثير البيانات الاقتصادية إلا إذا جاءت النتائج بعيدة جداً عن التوقعات.
فبيانات أعلى كثيراً من التوقعات وانخفاض ملموس في طلبات البطالة الأسبوعية، قد تدعم الدولار وتضغط على الذهب.
أما بيانات أقل كثيراً من توقعات الأسواق وارتفاع ملموس في طلبات البطالة، قد يكون ضاغطاً على الدولار وداعماً للذهب.
لكن لا يجب أن ننسى بأن الأسواق الآن تراقب أسواق السندات الأمريكية، لأنها السبب الذي قد يحرّك الفيدرالي هذه السنة.

الفيدرالي الأمريكي وتصريحات رئيس الاحتياطي

الأسواق تعيد النظر بتفاؤلها المفرط خصوصاً مع اضطراب أسواق السندات الأمريكية.
الفائدة في الولايات المتحدّة تقع في نطاق بين 4.25% و4.50%.
وعوائد سندات استحقاق عشرة سنوات تقع فوق 4.50%، كما أن عوائد استحقاق عشرون وثلاثون عاماً أعلى من ذلك.
وتقترب عوائد عديد من السندات من أعلى مستوياتها المتحققة عام 2023، مثل سندات 20 و30 عاماً.
وهذا ما يرفع التكاليف على الحكومات الفيدرالية عند طرح السندات مستقبلاً.
لذلك، تعتقد الأسواق بأنه في لحظة من اللحظات سيتدخّل الفيدرالي ويخفض الفائدة، ليس لتوقّع ركود، بل لإعادة استقرار أسواق السندات.
بالتالي، من المرجّح أن تتابع الأسواق اليوم تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي بحثاً عن أي دلائل عن اهتمامه بالسندات.
كما ستبحث الأسواق في تصريحات الفيدرالي عن أي تلميحات حيال مستقبل أسعار الفائدة.
من هنا، ربما سنشهد تجاوب الأسواق المالية مع تصريحات الفيدرالي في حال شملت مستجدات عن تلك الأمور.

ربما يهمّك أيضاً:

التحليل اليومي للأسواق المالية العالمية 15-05-2025
تراجع أسعار النفط الخام بجلسة الأربعاء
الذهب ينهي التداولات بالقرب من أدنى مستوى