التوتّرات الجيوسياسية تزيد طلب الملاذ الآمن، والأسواق تترقّب مستجدات عديدة
التوترّات الجيوسياسية تزيد طلب الملاذ الآمن، لترتفع أسعار الذهب ويصعد كل من الدولار الأمريكي والين الياباني أمام سلّة من العملات بداية الأسبوع.
وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي أكثر من 0.4% ضمن تداوله في نطاق 106 نقاط.
وعززت أسعار الذهب مكاسبها ليتم تداول المعدن فوق 1850 دولار للأونصة.
وصعدت أيضاً أسعار النفط أكثر من 2.5% للنفط الأمريكي الخفيف، وصعدت عقود خام برنت أكثر من 2.6%.
وساهمت التوتّرات الجيوسياسية بالشرق الأوسط على زيادة طلب الملاذ الآمن، في ظل مخاوف المتداولين من امتداد تأثير التوتّرات في المنطقة.
ويعتبر الشرق الأوسط منطقة استراتيجية مؤثّرة في التجارة العالمية وتزويد النفط والغاز، مما تسبب بحالة من القلق في الأسواق المالية.
لذلك، نجد أن التوتّرات الجيوسياسية تزيد طلب الملاذ الآمن بشكل عام، وتقلل شهية المخاطرة في الأسواق المالية العالمية.
وشهدنا اليوم تراجعاً في عديد من مؤشرات الأسهم الآسيوية، منها انخفاض مؤشر هانج سينج بنحو 0.07%، وتراجع شنغهاي الصيني 0.4%.
وبالنسبة لعقود مؤشرات الأسهم الأمريكية، تم تداول كل من مؤشر داوجونز وستاندرد آند بورز وكذلك ناسداك التكنولوجي بانخفاض 0.7%.
ورغم قوّة الدولار أمام سلّة من العملات بداية الأسبوع، إلا أن الين الياباني استطاع تحقيق مكاسب على العملة الخضراء، ليتداول في نطاق 149 ين للدولار الواحد.
ونرى بأن تأثير التوتّرات الجيوسياسية ملموس في الأسواق المالية العالمية وعلى شهية المخاطرة.
التوتّرات الجيوسياسية تزيد طلب الملاذ الآمن، خصوصاً بعد بيانات التوظيف الأمريكية
التوتّرات الجيوسياسية تزيد طلب الملاذ الآمن، كما أن الأسواق المالية تأثّرت في بيانات التوظيف الأمريكية التي صدرت الأسبوع الماضي.
رغم أن بيانات الوظائف الأمريكية أظهرت إضافة 336 آلاف وظيفة الشهر الماضي سبتمبر، وأعلى كثيراً من التوقعات وأعلى من قراءة شهر أغسطس عند 227 ألف وشهر يوليو عند 227 ألف، إلا أن تفاصيل البيانات كانت مقلقة بالفعل.
شهر سبتمبر يأتي بعد العطلات الصيفية، مما يعني أن طفرة زيادة الوظائف بأعلى من المتوقّع لن تستمر.
وأفادت تفاصيل البيانات أن 89% من الوظائف المستحدثة كانت من قطاع الخدمات فقط، وتم إضافة 263 ألف وظيفة في القطاع.
كذلك، أفاد التقرير أن 22% من الوظائف الجديدة كانت من القطاعات الحكومية.
لذلك، تأثّر الدولار سلباً يوم الجمعة الماضي ببيانات الوظائف، رغم ارتفاعه لحظة صدورها.
وبيانات الوظائف الأمريكية رغم أنها أظهرت إضافة عدد كبير من الوظائف، إلا أن تركيز الوظائف في القطاع الخدمي والحكومي، قلل من احتمالات رفع الفائدة الفيدرالية هذه السنة.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تتوقّع الأسواق تثبيت الفائدة الشهر المقبل نوفمبر باحتمال يزيد عن 73%.
كذلك، ترى الأسواق أن احتمال تثبيت الفائدة شهر ديسمبر أصبح أكثر من 57%.
وهذه الظروف ساهمت في الضغط على الدولار يوم الجمعة الماضي بعد وقت قليل من صدور بيانات التوظيف.
ربما يهمّك أيضاً:
هبوط أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة الماضية
تعافي أسعار المعدن الأصفر خلال تداولات نهاية الأسبوع الماضي
الأسواق تترقّب مستجدات هامة
التوتّرات الجيوسياسية تزيد طلب الملاذ الآمن، وهذه التوتّرات تختلط في ترقّب عديد من البيانات الاقتصادية الهامة هذا الأسبوع.
اليوم الإثنين:
اليوم الإثنين، ستراقب الأسواق أي مستجدات بخصوص التوتّرات الجيوسياسية، مع العلم أن التوتّرات الجيوسياسية تزيد طلب الملاذ الآمن بشكل عام.
وسنكون مع تصريحات أعضاء من الاحتياطي الفيدرالي، منهم “بار” وكذلك “جيفرسون”.
لكن يجب أن نعلم بأن الولايات المتّحدة في عطلة يوم كولومبس، وفي كندا تغلق البنوك أبوابها في يوم عيد الشكر.
الثلاثاء:
سنكون يوم الثلاثاء مع تصريحات عضو الفيدرالي الأمريكي “والار” إلى جانب عضو الفيدرالي “كاشكاري”، هذا وستصدر بيانات القراءة النهائية لمخزونات الجملة الأمريكية، وأيضاً مؤشر NFIB للأعمال الصغيرة.
الأربعاء، مع محضر اجتماع الفيدرالي
تترقّب الأسواق المالية يوم الأربعاء بيانات مؤشر أسعار المنتجين من الولايات المتحدّة.
ويعتبر مؤشر أسعار المنتجين قراءة تضخميّة، قد تؤثّر على الأسواق المالية بشكل عام.
كما ستتوقّف الأسواق الماليّة مع محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي، وستتم دراسة تفاصيل المحضر.
في محضر اجتماع الفيدرالي، يتم توضيح ما حصل في اجتماع الفيدرالي الأخير الذي تم فيه تثبيت الفائدة.
لذلك، قد نلاحظ أن ظهور أي مستجدات في محضر الاجتماع قد يكون لها تأثير ملموس على الأسواق.
وفي ظل حقيقة أن التوتّرات الجيوسياسية تزيد طلب الملاذ الآمن، قد يكون أيضاً محضر الاجتماع هاماً.
الخميس:
نبدأ يوم الخميس مع بيانات الناتج المحلي الإجمالي من بريطانيا.
لكن، ربما سيكون التركيز أيضاً على بيانات التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
الفيدرالي الأمريكي في سبيل خفض معدّلات التضخّم، قام برفع الفائدة بشكل سريع وكبير.
وتتوقّع الأسواق أن تظهر بيانات التضخّم انخفاض ارتفاع أسعار المستهلكين من 3.7% إلى 3.6%.
أي مفاجئات في بيانات التضخّم المنتظرة قد يكون لها تأثير كبير على توقعات الفيدرالي، وبالتالي على الدولار والذهب والأسهم.
ولا تتوقّف البيانات عند هذا الحد، بل أيضاً سنكون مع بيانات طلبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس.
الجمعة:
سيدلي يوم الجمعة كل من رئيس بنك إنجلترا المركزي وكذلك رئيسة البنك المركزي الأوروبي في تصريحات.
كما سنكون مع تصريحات عضو الفيدرالي الأمريكي “هاركر”.
إلى جانب ذلك، ستصدر قراءة ثقة المستهلك الأمريكي وكذلك قراءة توقعات التضخّم الصادرتان من جامعة ميتشغان الأمريكية.
كما نرى، هنالك العديد من البيانات والمستجدات الاقتصادية المنتظرة، والتي قد تسبب توتّراً في الأسواق المالية.
ويعتبر مدى التوتّر والتذبذب في حركة الأصول المتداولة على مدى بعد نتائج البيانات عن توقعاتها.
ولا يجب أن ننسى أيضاً حقيقة أن التوتّرات الجيوسياسية تزيد طلب الملاذ الآمن مما قد يجعل مراقبة أي تطورات في منطقة الشرق الأوسط قد يكون له تأثير على الأسواق المالية بشكل عام.