النفط يهبط مع زيادة المخزونات في الولايات المتحدة بينما تترقب الأسواق تداعيات العقوبات على موسكو

إنخفاض أسعار النفط الخام عقب صدور بيانات معهد البترول الأمريكي

شهدت أسعار النفط تراجعًا واضحًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، متأثرة بتزايد المخاوف بشأن وفرة المعروض في الأسواق العالمية، وذلك عقب صدور بيانات معهد البترول الأمريكي التي كشفت عن ارتفاع كبير في مخزونات الخام والوقود خلال الأسبوع الماضي

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح الأربعاء فقد سجل خام غرب تكساس الوسيط انخفاضًا بنحو 1.96% ليصل إلى 59.37 دولارًا للبرميل، فيما تراجع خام برنت بنسبة 1.82% إلى 63.63 دولارًا للبرميل. وأظهرت بيانات المعهد ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بنحو 4.45 مليون برميل

العوامل المؤثرة في السوق

هذا وقد واصلت عقود الخام الأمريكي خسائرها بعد صدور بيانات المعهد التي عكست نموًا غير متوقع في المخزونات، الأمر الذي أثار مخاوف من ضعف الطلب وتخمة المعروض. فقد أظهرت البيانات ارتفاع مخزونات الخام بـ4.45 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 14 نوفمبر، إلى جانب زيادات مماثلة في البنزين ونواتج التقطير. وفي المقابل، يترقب المستثمرون صدور البيانات الرسمية لاحقًا اليوم، وسط توقعات – بحسب استطلاع لرويترز شمل ثمانية محللين – بانخفاض قدره 600 ألف برميل، وهو ما قد يغير مسار تداولات النفط الفورية

علي الصعيد الجيوسياسي فقد كانت أسعار النفط قد لاقت دعمًا مؤقتًا في جلسة الثلاثاء، بعد تقييم الأسواق لتداعيات العقوبات الأمريكية الجديدة على صادرات النفط الروسية، إضافة إلى المخاوف المتعلقة بتعطل الإمدادات نتيجة الهجمات الأوكرانية على المصافي ومحطات التصدير الروسية. إلا أن بيانات المخزونات الأمريكية المرتفعة أعادت الضغوط الهبوطية على السوق سريعًا، لتُرجّح كفة المخاوف المتعلقة بالمعروض في الوقت الحالي

وامتد الهبوط إلى بقية منتجات الطاقة، حيث انخفضت عقود زيت التدفئة 2.99% إلى 2.62 دولار للجالون، وتراجعت عقود البنزين 2.23% إلى 1.95 دولار للجالون، بينما خالف الغاز الطبيعي الاتجاه العام ليسجل ارتفاعًا بنسبة 1.03% إلى 4.416 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية

وتعكس هذه التقلبات مدى حساسية الأسواق النفطية للتغيرات في مستويات المعروض والطلب، سواء من خلال البيانات الأمريكية أو التطورات الجيوسياسية. فارتفاع المخزونات يعزز المخاوف بشأن فائض الإمدادات على المدى القريب، في حين تستمر الهجمات على البنية التحتية الروسية والعقوبات الغربية في إضافة طبقات جديدة من عدم اليقين. وبذلك يبقى المشهد النفطي مرهونًا بمزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية، ما يستدعي من المتعاملين تبني استراتيجيات أكثر مرونة ومراقبة مستمرة للمتغيرات المؤثرة على السوق