تراجع حاد للنفط بأكثر من 1% مع تقارير عن تحركات نحو السلام في أوكرانيا

إنخفاض أسعار النفط الخام مع ترقب الأسواق لمحادثات السلام بين موسكو وكييف

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الثلاثاء بأكثر من 1%، عقب تقارير إعلامية أفادت بأن مسؤولاً أميركياً كشف عن موافقة أوكرانيا على اتفاق سلام محتمل، وهو ما أعاد إلى الأسواق مخاوف زيادة المعروض في حال رفع العقوبات عن روسيا

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات أمس الثلاثاء فقد انخفض خام برنت بمقدار 89 سنتاً، أو ما يعادل 1.4%، ليغلق عند 62.48 دولاراً للبرميل، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بالقيمة نفسها وبنسبة 1.51% ليستقر عند مستوى 57.95 دولاراً للبرميل عند التسوية

العوامل المؤثرة في السوق

وأفادت شبكتا “إيه بي سي نيوز” و“سي بي إس نيوز” أن مسؤولاً أميركياً أكد موافقة أوكرانيا على شروط اتفاق سلام محتمل، في حين أوضح مسؤول أوكراني لوكالة “رويترز” أن كييف تؤيد الإطار العام لخطة السلام بعد محادثات أجرتها مع الولايات المتحدة في جنيف، مع الإشارة إلى أن بعض الملفات الحساسة لا تزال قيد النقاش بين رئيسي البلدين, من جانبه، صرّح رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني روستم عميروف بأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي قد يتوجّه إلى الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة لاستكمال اتفاق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهدف إنهاء الحرب مع روسيا

وعلّق جيوفاني ستاونوفو، المحلل لدى “يو بي إس”، قائلاً إن بعض التقارير تشير إلى موافقة أوكرانيا على اتفاق السلام، إلا أن الأمر يتطلب موافقة الطرفين، ولا تزال موافقة روسيا غير واضحة حتى الآن, وتُعد احتمالية التوصل إلى اتفاق سلام عاملاً ضاغطاً على الأسعار، إذ قد يؤدي ذلك إلى رفع العقوبات المفروضة على موسكو وعودة الإمدادات النفطية الروسية المقيدة سابقاً إلى السوق العالمية، مما يوسع من فجوة المعروض

وكان الخامان القياسيان قد حققا مكاسب بلغت 1.3% خلال جلسة الاثنين، مدعومين آنذاك بتزايد الشكوك حول فرص التوصل إلى اتفاق سلام، وهو ما حدّ من توقعات تدفق النفط الروسي دون قيود, وفي الإطار الأوسع، تشير التقديرات إلى أن سوق النفط قد يشهد حالة من المرونة الزائدة في عام 2026، مع توقعات بأن يتجاوز نمو الإمدادات معدل نمو الطلب، وهو ما عزز مخاوف تخمة المعروض وأضعف ثقة المتعاملين خلال الفترة الأخيرة

وفي سياق متصل، أدت العقوبات الجديدة المفروضة على شركتي “روسنفت” و“لوك أويل”، إضافة إلى القيود التي تحظر بيع المنتجات النفطية المكررة من الخام الروسي إلى أوروبا، إلى قيام بعض المصافي الهندية، وعلى رأسها شركة “ريلاينس”، بتقليص مشترياتها من النفط الروسي, ومع تقلص خيارات البيع، تعمل روسيا على إعادة توجيه صادراتها نحو السوق الصينية، حيث أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن موسكو وبكين ناقشتا آليات توسيع صادرات النفط الروسي إلى الصين, ورغم ذلك، يواصل المحللون تركيزهم على المخاطر الهيكلية المرتبطة بتوازن العرض والطلب، إذ توقعت “دويتشه بنك” في مذكرة حديثة أن يسجل سوق النفط فائضاً لا يقل عن مليوني برميل يومياً خلال عام 2026، مع غياب مسار واضح للعودة إلى حالة العجز حتى عام 2027

في المقابل، حصلت أسعار النفط على بعض الدعم بفعل تزايد توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية خلال اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر عقده في 9-10 ديسمبر، في ظل إشارات متزايدة من أعضاء المجلس تؤيد التيسير النقدي، وهو ما قد يسهم في دعم النشاط الاقتصادي وتعزيز الطلب على الطاقة