تزايد الرهان على خفض الفوائد الفيدرالية في الأسواق المالية
تزايد الرهان على خفض الفوائد الأمريكية الأسبوع المقبل قدّم دفعةً للثقة بالأسواق المالية، لتنطلق مؤشرات الأسهم في صعود ملموس.
وفي التداولات الآنية، أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية أمس في مكاسب، حيث أغلق داوجونز بارتفاع نسبته 0.86%.
كما حقق مؤشر ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقاً ارتفاعاً بنسبة 0.30%، وصعد ناسداك التكنولوجي قرابة 0.17%.
وتستفيد مؤشرات الأسهم من توقعات خفض الفوائد الأمريكية، فيما ينخفض الدولار.
فقد تراجع الدولار الأمريكي أمس أمام سلّة من العملات الرئيسية، واستقرّ مؤشر الدولار اليوم في نطاق 98 نقطة.
وتتوقّع الأسواق المالية أن يتم خفض الفائدة الفيدرالية الأسبوع القادم باحتمال يصل إلى 89% (المصدر).
وساهمت بيانات ADP لوظائف القطاع الخاص أمس بزيادة التوقّع بخفض الفائدة.
وأظهرت البيانات الاقتصادية فقدان 32 ألف موظّف في القطاعات الخاصة غير الزراعية الأمريكية وظائفهم الشهر الماضي نوفمبر.
واليوم، تترقّب الأسواق المالية مزيداً من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي قد تؤثّر أيضاً بالأسواق، لأنها قد تؤثّر بتوقعات الفائدة.
تزايد الرهان على خفض الفوائد بسبب البيانات الاقتصادية
نرى بأن تزايد الرهان على خفض الفوائد الأمريكية مرتبط في تصريحات عديدة تصدر وكذلك بسبب بيانات اقتصادية.
وبيانات وظائف القطاع الخاص الأمريكي أمس أعطت سبباً للاعتقاد بأن خفض الفائدة ضروري الأسبوع القادم.
كما صرّح وزير التجارة الأمريكي قائماً بأن ضعف التوظيف سببه الإغلاق الحكومي وكذلك سياسات الرحيل للمهاجرين.
وقال وزير الخزانة الأمريكية بأن خفض الفائدة أصبح “ضرورة” بسبب ضعف قطاعات اقتصادية، مثل قطاع الإسكان.
وبدأت تعلو أكثر فأكثر الأصوات التي تدعو لخفض الفائدة، مع حقيقة أن العديد من البيانات الاقتصادية تبدو مقلقة.
واليوم، سوف نكون مع بيانات طلبات البطالة الأسبوعية، والتي من المحتمل أن نظهر ارتفاعاً في عدد الطلبات.
وتعتقد الأسواق المالية بأن طلبات البطالة ربما تكون ارتفعت من 216 ألف طلب إلى 219 ألف طلب.
وإذا أظهرت البيانات ارتفاعاً يفوق التوقعات، فهنا ربما سنلاحظ زيادة أكبر في توقعات خفض الفائدة الأسبوع القادم.
هل ستؤثّر بيانات اليوم في الأسواق المالية؟
بما أننا نلاحظ تزايد الرهان على خفض الفوائد الفيدرالية في الولايات المتحدّة بسبب الاعتقاد بأن هنالك حاجة كبيرة لذلك، فالبيانات الاقتصادية قد تلعب دوراً كبيراً في تلك التوقعات.
ومع بيانات طلبات البطالة الأسبوعية اليوم، قد تتغيّر التوقعات في حال جاءت بعيدة جداً عمّا هو متوقّع.
فبيانات تظهر ارتفاعاً كبيراً يفوق التوقعات في طلبات البطالة قد تؤكّد أكثر احتمال خفض الفائدة.
وفي هذه الحالة، ربما سنرى تراجعاً بالدولار الأمريكي وربما صعود بأسعار الذهب، وقد تزيد الأسهم من مكاسبها.
لكن إن أظهرت البيانات انخفاضاً غير متوقّع، خصوصاً لو كان انخفاض كبير، فقد تتقلّص احتمالات خفض الفائدة.
إلا أنه يجب أن نعلم أن تقلّص توقعات خفض الفائدة قد لا يلغي احتمال خفضها الأسبوع المقبل.
لذلك، إذا أظهرت طلبات البطالة انخفاضاً حاداً فهنا قد يشهد الدولار بعض الارتفاع المحدود، وقد تتراجع قليلاً أسعار الذهب.
أما صدور البيانات الاقتصادية قرب التوقعات، فهذه الحالة قد تسبب تذبذب ضمن نطاقات محدودة في الأسواق المالية.
بيانات يوم غدٍ الجمعة مهمّة أيضاً
رغم وجود بيانات طلبات البطالة الأسبوعية اليوم، إلا أن الأسواق المالية ستراقب أيضاً بيانات يوم غدٍ الجمعة.
وهذا ما قد يجعل صدور بيانات طلبات البطالة اليوم قرب التوقعات سبباً لتذبذب ضمن نطاقات محدودة.
فحصول ذلك سيجعل الأسواق توجّه كامل اهتمامها لبيانات يوم غدٍ الجمعة.
وستصدر يوم غدٍ بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي Core PCE.
وهذا المؤشّر هو مؤشر التضخّم الذي يفضّل الاحتياطي الفيدرالي استخدامه لقياس التضخّم.
وتتوقّع الأسواق أن يصدر المؤشر غداً ويظهر استقرار التضخّم عند 2.9%.
كما سوف نكون يوم غدٍ مع تقرير جامعة ميشيغان الذي يشمل مؤشر ثقة المستهلك وكذلك توقعات التضخّم.
لذلك، قد نرى اليوم استمرار حالة الترقّب بالأسواق المالية، حتى بعد صدور بيانات طلبات البطالة الأسبوعية.
حيث أن تزايد الرهان على خفض الفوائد مرتبط في بيانات ضعيفة صدرت مسبقاً، لكن هذه البيانات بحاجة لتأكيد.
والتأكيد يحصل من مجموعة واسعة من البيانات الاقتصادية التي ستصدر لحين صدور قرار الفيدرالي الأربعاء المقبل.
ربما يهمّك أيضاً:
أسعار النفط تسجل ارتفاعاً محدوداً
الذهب يغلق مستقراً، مقابل صعود استثنائي للفضة