توقعات الفوائد في العالم تتغيّر ممّا يزيد التوتّر بالأسواق المالية
توقعات الفوائد في العالم تغيّرت بشكل ملموس، مما أثّر بالأصول المتداولة في الأسواق المالية العالمية، وتتزايد مخاوف عودة ارتفاع التضخّم.
وصدر اليوم محضر اجتماع الاحتياطي الأسترالي، والتابع للاجتماع الأخير الذي تم فيه تثبيت الفائدة عند 4.35%.
وأظهر محضر الاجتماع تزايداً في قلق أعضاء المركزي الأسترالي من عودة ارتفاع معدّل التضخّم.
وتم الإشارة في محضر الاجتماع أن الاحتياطي الأسترالي لن يمانع برفع الفائدة في حال ارتفعت مخاطر التضخّم وارتفع.
وتزيد التوتّرات الجيوسياسية بين روسيا وأكرانيا إلى جانب منطقة الشرق الأوسط من مخاوف ارتفاع جديد بالتضخّم.
لذلك، نرى بأن الاحتياطي الأسترالي قد يبقي على أسعار الفائدة مرتفعة لمزيد من الوقت، في ظل تضخّم عند 2.8%.
وفي الولايات المتحدّة، تغيّرت توقعات الاحتياطي الفيدرالي في الأسواق المالية العالميّة.
وتغيّرت توقعات الفوائد في الاحتياطي الفيدرالي ضمن تغيّر توقعات الفوائد في العالم بعديد من البنوك المركزية.
وأصدرت شركة نومورا توقعاتها بأن الفيدرالي سيثبّت أسعار الفائدة الاجتماع المقبل شهر ديسمبر 2024.
وتوقّعت الشركة خفضان بالفائدة، شهر مارس وشهر يونيو من العام 2025، مما يعني خفضاً أقل من توقعات الأسواق.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تراجعت احتمالية خفض الفائدة من حوالي 80% إلى 58% في الوقت الراهن بالنسبة لتوقعات شهر ديسمبر 2024 المقبل.
رغم ذلك، ما زالت شركات وساطة وبنوك عالمية مثل جولدمان ساكس وكذلك جي بي مورغان تتوقّع خفضاً بالفائدة شهر ديسمبر.
الأسباب وراء حقيقة أن توقعات الفوائد في العالم تتغيّر عبر الفيديو
المستجدات الأساسية والبيانات التي تترقّبها الأسواق اليوم
في ظل حقيقة أن توقعات الفوائد في العالم تتغيّر بشكل مستمر مع صدور البيانات الاقتصادية والمستجدات الأساسية، ربما ستتزايد أهمية البيانات الاقتصادية والمستجدات، ويتزايد تأثيرها على الأسواق المالية.
واليوم، تترقّب الأسواق المالية بداية صدور القراءة النهائية للتضخّم في منطقة اليورو.
وتشير توقعات الأسواق لاحتمال تثبيت القراءات السابقة للتضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين عند 2.0%.
كما تتوقّع الأسواق تثبيت القراءة السابقة للتضخّم الأساسي عند 2.7%.
وتعتبر بيانات التضخّم لمنطقة اليورو ذات تأثير محدود لأنها تعتبر قراءة تم إصدارها مسبقاً، ولا يتأثّر بها اليورو كثيراً.
لكن، ربما سنرى تجاوب اليورو مع البيانات الاقتصادية في حال ظهرت تعديلات على القراءات السابقة.
بعد بيانات التضخّم في منطقة اليورو، سينتقل تركيز المتداولين إلى بريطانيا مع تقرير الجلسة الاستماعية للسياسة النقدية.
وهذا التقرير سيقوم بتقديمه رئيس بنك إنجلترا المركزي، وسيتعرّض على الأغلب لعديد من الأسئلة من البرلمان البريطاني.
وتعتبر الأسئلة والتقرير ذات تأثير ملموس على الجنيه الإسترليني وكذلك على الأسهم والأصول المتداولة في بريطانيا.
وإذا أظهر التقرير أو رئيس المركزي البريطاني ميلاً للتوجّه لخفض الفائدة بشكل متسارع، قد نرى الجنيه ينخفض.
أما إذا عاد رئيس بنك إنجلترا المركزي لإظهار قلق حيال التضخّم، أو تأجيل خفض الفائدة، قد يرتفع الجنيه الإسترليني.
من ناحية أخرى، ستتابع الأسواق أي تغيّرات في لهجة حديث رئيس المركزي حيال التضخّم والنمو.
بيانات أميركا وكندا الاقتصادية
بعد صدور قراءة التضخّم النهائية من منطقة اليورو، وتقرير الجلسة الاستماعيّة لرئيس بنك إنجلترا، ستتوجّه الأنتظار إلى كندا والولايات المتحدّة الأمريكية، مع عدد من البيانات الاقتصادية.
من كندا، سنكون مع بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين، وتتوقّع الأسواق أن يظهر استقرار التضخّم عند 2.1%.
كما تعتقد الأسواق المالية بأن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي سيستقر عند 2.4%.
لكن، إذا جاءت القراءات بعيدة عن التوقعات، فربما سنرى تأثّر الدولار الكندي والأسواق الكندية في النتائج.
صدور قراءات أعلى من توقعات الأسواق قد تدفع الدولار الكندي للارتفاع، مما يعني انخفاض زوج الدولار مقابل الدولار الكندي.
أما صدور قراءات أقل من توقعات الأسواق المالية، فقد يعني احتمالية انخفاض الدولار الكندي، ويرتفع أمامه الدولار الأمريكي.
أما قراءات متباينة أو عند التوقعات، فقد تكون سبباً لحصول تذبذب في أزواج العملات المرتبطة بالدولار الكندي.
بالانتقال للولايات المتحدّة الأمريكية، ومع حقيقة أن توقعات الفوائد في العالم تتغيّر ومنها الاحتياطي الفيدرالي، ستتابع الأسواق بيانات المنازل الأمريكية عن كثب.
وتترقّب الأسواق صدور قراءة تصاريح البناء، وتوقعات ارتفاعها من 1.43 مليون إلى 1.44 مليون تصريح.
لكن تترقّب الأسواق صدور قراءة المنازل المبدوء إنشاؤها بانخفاض من 1.35 مليون إلى 1.34 مليون منزل.
وصدور القراءات بعيداً عن توقعات الأسواق قد يزيد تأثيرها على الأسواق.
لكن إذا صدرت قريباً من توقعات الأسواق، فهنا قد تسود حالة من التذبذب.
أما صدور القراءة مرتفعة جداً فوق توقعات الأسواق، فقد يكون داعماً لارتفاع الدولار، وقد يتراجع الذهب.
لكن قراءات أقل كثيراً من توقعات الأسواق قد تضغط على الدولار وربما تدفع الذهب للارتفاع.
استمرار اجتماعات مجموعة العشرين وتصريح للفيدرالي
فيما نرى توقعات الفوائد في العالم تتغيّر والتركيز الأكبر قد يكون على الاحتياطي الفيدرالي، ستتابع الأسواق أي مستجدات متعلّقة بالفوائد.
واليوم، سنكون مع تصريح لعضو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “شميد”، وقد تتابع الأسواق أي إشارات حيال مستقبل الفوائد.
في نفس الوقت، ستتابع الأسواق أي مستجدات قد تصدر من اجتماعات مجموعة العشرين، وتحديداً العلاقات الاقتصادية.
ربما يهمّك أيضاً:
أسعار النفط تستقر على ارتفاع بسبب تعطل الإنتاج في النرويج والتوترات بين أوكرانيا وروسيا
أسعار الذهب ترتفع مع توقف صعود الدولار والمستثمرون ينتظرون توجيهات بنك الاحتياطي الفيدرالي