توقعات الفيدرالي تتغيّر مع صدور البيانات الاقتصادية
توقعات الفيدرالي تتغيّر كلّما صدرت بيانات اقتصادية، ونلاحظ حالياً أن الأسواق المالية ترجّح أن يكون الفيدرالي قد وصل ذروة أسعار الفائدة.
لذلك، تراجع الدولار الأمريكي ليتوجّه مؤشر الدولار نحو إنهاء هذا الشهر بخسائر أمام العملات الست التي يتم مقارنة الدولار بها.
وتراجع الدولار أمام اليورو 3.5%، وأمام الجنيه الإسترليني انخفض الدولار 3.8%، أما أمام الين الياباني، فنجد الدولار ينخفض 1.9%.
ونرى أيضاً بأن العملة الأمريكية تتراجع أمام كل من الفرنك السويسري والدولار الكندي والكرونة السويديّة.
بالتالي، تراجع الدولار الأمريكي أمام العملات الست التي يتم مقارنته بها لاحتساب مؤشر الدولار.
ويرجع السبب في انخفاض الدولار في أن توقعات الفيدرالي تتغيّر كلما صدرت بيانات اقتصادية، وترجّح الأسواق عدم رفع الفائدة.
بحسب مجموعة CME (المصدر)، لا تستبعد الأسواق خفض الفائدة شهر مارس أو مايو 2024.
لكن، نجد الأسواق ترجّح أن تكون الفائدة قد انخفضت أواخر النصف الأوّل من العام المقبل 2024.
على ذلك، ومع حقيقة أن توقعات الفيدرالي تتغيّر بشكل دائم، تراجع الدولار مقابل سلّة من العملات، وارتفع الذهب وصعدت الأسهم.
للمزيد عن حقيقة أن توقعات الفيدرالي تتغيّر مع بيانات اقتصادية عديدة عبر الفيديو:
ما الذي جعل توقعات الفيدرالي تتغيّر هذا الشهر؟
أصبحت الأسواق المالية ترى أن الفيدرالي لن يرفع الفائدة مجدداً في ظل بيانات اقتصادية أثبتت تراجع النمو الاقتصادي.
يوم أمس الإثنين، صدرت بيانات من أسواق المنازل الأمريكية أفادت بانخفاض حاد فاق التوقعات بمبيعات المنازل الجديدة.
وتراجعت مبيعات المنازل الجديدة في أميركا من 719 ألف شهر سبتمبر، إلى 679 آلاف شهر أكتوبر الماضي 2023.
أما الأسبوع الماضي، فنجد بيانات اقتصادية أثبتت تراجع أوامر السلع المعمّرة بنسبة -5.4%.
هذا وأفادت بيانات مبيعات المنازل القائمة بحسب بيانات الأسبوع الماضي من أميركا بانخفاض من 3.95 مليون إلى 3.79 مليون.
يوم الجمعة الماضي، أظهرت بيانات مؤشر قطاع الصناعات التحويلية في أميركا بحسب مؤشر مديري مشتريات بأن القطاع عاد للانكماش، حيث انخفض المؤشر أكثر مما توقّعت الأسواق من 50.0 نقطة إلى 49.4 نقاط.
وأظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في أميركا انخفاضاً فاق توقعات الأسواق إلى 3.2% من 3.7%، بحسب بيانات صدرت هذا الشهر.
انخفاض التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين وبيانات النمو الضعيفة من أميركا، أعطت الأسواق سبباً للاعتقاد أن الفيدرالي سيتوقّف عن رفع الفائدة، بل وزادت احتمالات خفضها قبل نهاية النصف الأوّل من العام المقبل 2024، وهذا السبب الذي جعل توقعات الفيدرالي تتغيّر بحسب ما تراه الأسواق المالية.
ما الذي ينتظرنا اليوم من بيانات ومستجدات اقتصادية أمريكية؟
ستصدر اليوم بيانات مؤشر CB لثقة المستهلك الأمريكي، وتتوقّع الأسواق انخفاض مؤشر الثقة إلى 101.0 من 102.6 نقاط.
كما ستصدر قراءة مؤشر التصنيع لولاية ريتشموند الأمريكية، مع توقعات بأن ينخفض المؤشر من 3 نقاط إلى نقطة واحدة.
إلى جانب ذلك، سنكون مع مؤشر S&P/CS المركّب-20 لأسعار المنازل الأمريكية، ومن المحتمل أن يظهر ارتفاع الأسعار 4.0%.
أما بالنسبة لمؤشر أسعار المنازل الشهري، فمن المحتمل أن يظهر انخفاض التضخّم بأسعار المنازل من 0.6% إلى 0.4%.
نلاحظ بأن أغلب توقعات البيانات الاقتصادية الأمريكية تميل لصالح عدم إجراء الفيدرالي الأمريكي أي رفع بالفائدة.
ولا يجب أن ننسى أيضاً بأن الأسواق تترقّب تصريحات لعدّة أعضاء من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
تبدأ تصريحات أعضاء الفيدرالي مع “جولسبي”، وبعد ذلك سيقدّم عضو الفيدرالي “والار” تصريحاته.
بعد ذلك، سنكون مع تصريح “بومان” عضو الفيدرالي، وأيضاً عضو الفيدرالي “بار”.
كل هذه التصريحات قد يكون لها تأثير على توقعات الأسواق للفيدرالي في حال تضمّنت أي مستجدات من الأعضاء.
كيف تؤثّر البيانات الاقتصادية في الأسواق المالية؟
قبل أن تكمل القراءة، ربما يهمّك:
تراجع أسعار النفط مع تجدد المخاوف من زيادة الانتاج وأستمرار التوترات بالشرق الأوسط
الذهب يحافظ علي مكاسبه ويقفز لأعلي مستوي منذ 6 أشهر
في الوقت الراهن، بيانات اقتصادية أسوأ من المتوقّع قد تدعم ارتفاع أسواق الأسهم.
وارتفاع أسعار الأسهم مرتبط بتوقعات الفائدة، فالبيانات السلبية تزيد احتمال عدم رفع الفائدة وخفضها العام المقبل.
أما بالنسبة للدولار، فقد ينخفض في حال صدرت بيانات أسوأ من المتوقّع، فيما ربما ترتفع أسعار الذهب.
أما بيانات إيجابية بشكل واضح، قد تدعم ارتفاعاً بالدولار، وتنخفض إثرها مؤشرات الأسهم وربما تتراجع أسعار الذهب.
بشكل عام، لا يجب أن نهمل أن الأسواق المالية حسّاسة أيضاً لأي مستجدات للتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
كما أن صدور البيانات الاقتصادية بشكل مختلط بين الإيجابية والسلبية قد يزيد حالة التذبذب في الأسواق المالية.