صعود أسعار الذهب خلال معاملات أمس الثلاثاء بدعم من تراجع الدولار الأمريكي

أرتفاع أسعار المعدن الأصفر بدعم من ضعق الدولار وسندات الخزانة

حققت أسعار المعدن النفيس ارتفاعات قوية على هامش تعاملات أمس الثلاثاء، وذلك بعدما صعدت الأسعار إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين يوم الجمعة الماضي، بدعم من تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، وكذلك؛ عائدات السندات الأمريكية خلال التعاملات، بفعل تزايد التكهنات بشأن احتمالية أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في أوائل 2024

تداولات الذهب

وأثناء تداولات أمس الثلاثاء، ارتفعت عقود الذهب الفورية بنسبة 0.52% ووصلت إلى مستوى 2,063.81 دولارا للأوقية، وفي لوقت ذاته؛ شهدت العقود الآجلة لمعدن الذهب ارتفاعات واضحة بواقع 0.25% واستقرت قرب مستوى 2,074.20 دولارا للأوقية

أهم العوامل المؤثرة علي تحركات أسعار الذهب

لقد ساهم انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي (الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة مكونة من ست عملات أجنبية أخرى) في صعود أسعار الذهب على صعيد تداولات أمس، نظرا لوجود علاقة عكسية بينهما، وهذا يعني أن تراجع مؤشر الدولار الأمريكي قد يؤدي في أغلب الأحيان إلى زيادة جاذبية السلع المقومة به وخصوصا معدن الذهب ، نظرا لأنه يقلل من تكاليف شراؤه، وبهذا السياق؛ سجل مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضا بواقع 0.08% واستقر قرب مستوى 101.626 نقطة تقريبا، مما عزز من مكاسب الذهب في مستهل التداولات

وأيضا، نالت أسعار الذهب دعما عزز من مكاسبها اليوم الثلاثاء، جراء هبوط عائدات السندات الأمريكية خلال التداولات، حيث سجلت عائدات السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات هبوطا بواقع 0.59% واستقرت قرب مستوى 3.889 نقطة، وكذلك؛ تراجعت عائدات السندات لأجل 20 سنة بواقع 0.81% ووصلت إلى مستوى 4.188 نقطة؛ وفي الوقت نفسه؛ سجلت عائدات السندات الأمريكية لأجل 30 سنة تراجعا بواقع 0.82% واستقرت قرب 4.027 نقطة، وهذا الأمر ساهم في ارتفاع أسعار معدن الذهب بالتعامل

وفضلا عن ذلك، فقد حظى معدن الذهب بإقبال واضح خلال تداولات اليوم، وسط المخاوف من تزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة بعدما كشف الجيش الأمريكي عن شنه ضربات جوية انتقامية أمس الاثنين ضد العراق بعد هجوم بطائرة مسيرة ملغومة شنه مسلحون متحالفون مع إيران، وهو ما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود أمريكيين، وهذا دليل على كيفية امتداد الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) إلى أنحاء الشرق الأوسط، مما أدى إلى تزايد الطلب على معدن الذهب كونه من الملاذات الآمنة التي يرتفع الطلب عليها بالتزامن مع التوترات الجيوسياسية العالمية

ويتجه الذهب لتحقيق مكاسب تزيد عن عشرة بالمئة هذا العام، وهي الأفضل منذ 2020 بفضل التوجه لشراء أصول الملاذ الآمن، وهو التوجه المدفوع بالحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط إلى جانب الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية, وعززت بيانات أمريكية صدرت الأسبوع الماضي وأشارت إلى تراجع التضخم من توقعات الأسواق المالية بخفض المركزي الأمريكي لأسعار الفائدة في مارس آذار المقبل. ويتوقع المتداولون الآن فرصة قدرها 80 بالمئة تقريبا لخفض الفائدة، وفقا لخدمة سي.إم.إي فيد ووتش, ومن شأن انخفاض أسعار الفائدة تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك التي لا تدر عائدا