عوائد السندات تضغط على الدولار مع ترقّب بيانات اقتصادية
عوائد السندات تضغط على الدولار الأمريكي هذا الأسبوع، في وقت نرى فيه الأسواق المالية تترقّب بيانات اقتصادية مهمّة.
ورغم الارتفاع المحدود لمؤشر الدولار الأمريكي اليوم، إلا أن هذا الارتفاع جاء بعد خمسة جلسات متتالية من التراجع.
حيث أن عوائد السندات تضغط على الدولار مع انخفاضها، لتدّل على توقّع الأسواق عدم رفع الفيدرالي الفائدة.
تراجع الدولار على مدى هذا الأسبوع ليتم تداول مؤشر الدولار في نطاق 105 نقاط، بعد أن كان قد لامس سابقاً هذا الشهر مستويات فوق 107 نقاط.
وشهدنا عوائد السندات تضغط على الدولار مع انخفاضها.
وانخفضت عوائد سندات الحكومة الأمريكية استحقاق عام واحد من الأعلى لهذا الشهر عند 5.55% إلى 5.38%.
كما تراجعت عوائد سندات استحقاق عامين من 5.20% إلى 4.92%، قبل أن تصل اليوم لى 4.96%.
بالنسبة لعوائد سندات استحقاق عشرة سنوات، فقد انخفضت من 4.88% إلى 4.56% هذا اليوم.
وبالتالي شهدنا عوائد السندات تضغط على الدولار الأمريكي، خصوصاً مع ترقّب بيانات غاية في الأهمية.
لماذا عوائد السندات تضغط على الدولار؟
عوائد السندات تضغط على الدولار لأن عوائد السندات تعبّر عن توقع الأسواق للفوائد الفيدرالية.
وعندما تنخفض عوائد السندات، نجد بأن مُتداولي العملات يرون ذلك مؤشّراً لعدم رفع الفوائد الفيدرالية.
وقالت عضو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ورئيسة الفيدرالي بولاية سان فرانسيسكو الأمريكية، بأن هنالك أهمّية محتملة لعوائد السندات، وإذا ظلّت مرتفعة، فهذا قد يكون سبباً لرفع أسعار الفائدة مرّة أخرى.
بالتالي، انخفاض عوائد السندات بدا على أنّه قد يكون أمراً يقلّل احتمال رفع الفوائد.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، انخفض احتمال رفع الفائدة الشهر المقبل نوفمبر إلى 13.7%، مقارنة بـأكثر من 40% قبل شهر.
كما انخفض احتمال رفع الفائدة شهر ديسمبر المقبل نهاية العام إلى نحو 27%، من زهاء 45% قبل شهر.
على ذلك، نلاحظ بأن الأسواق أصبحت ترجّح تثبيت الفائدة بقيّة هذه السنة، وترافق ذلك مع تراجع عوائد السندات هذا الأسبوع.
من هنا، شهدنا عوائد السندات تضغط على الدولار، إذ أن عوائد السندات أحد مؤشرات توقّعات الفوائد الفيدرالية.
عوائد السندات تضغط على الدولار لكّنها تدعم الذهب والأسهم
رغم أن عوائد السندات تضغط على الدولار، إلا أن انخفاضها ساهم في دعم ارتفاع الذهب وكذلك عديد من مؤشرات الأسهم.
وشهدنا اليوم أسعار الذهب تلامس الأعلى حول 1868 دولار للأونصة خلال الساعات الأولى من تداولات الجلسة الأوروبية.
كما ارتفعت أسعار الفضّة فوق 22 دولار للأونصة الواحدة، مقارنة بأسعار 21 دولار سابقاً هذا الأسبوع.
كما ارتفع مؤشر داوجونز أمس بتداولاته الآنية حوالي 0.4%، وكسب ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقاً 0.52%.
بالنسبة لمؤشر ناسداك الأكثر تأثّراً بتوقعات الفوائد الفيدرالية، فقد أنهى جلسة أمس مرتفعاً 0.58%.
واليوم، نلاحظ بأن الارتفاع ساد أغلب مؤشرات الأسهم الآسيوية، والتي منها مؤشر نيكاي الياباني الذي ارتفع 0.60%.
وتستفيد الأسهم من توقّعات عدم رفع الفائدة، إذ أن العلاقة الطبيعية بين الفوائد والأسهم هي علاقة عكسية.
أما أسعار الذهب، فتتأثّر أيضاً في العادة سلباً بتوقعات رفع الفوائد. لذلك، عندما شهدنا عوائد السندات تضغط على الدولار، استطاعت أسعار الذهب الارتفاع.
تجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب استفادت أيضاً من التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
ربما يهمّك أيضاً:
تراجع أسعار النفط الخام علي الرغم من أستمرار الصراع الأقليمي بالشرق الأوسط
بيانات اقتصادية مهمّة تترقّبها الأسواق
بعدما شهدنا عوائد السندات تضغط على الدولار تدعم الأسهم والذهب، نترقّب اليوم ويوم غد بيانات اقتصادية هامة.
من الولايات المتحدّة، نترقّب اليوم صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين، وهي من البيانات التضخّمية.
وتتوقّع الأسواق أن تكون أسعار المنتجين ارتفعت 0.3% الشهر الماضي سبتمبر، بانخفاض من وتيرة الارتفاع 0.7% لشهر أغسطس.
لكن تتوقّع الأسواق استقرار نمو أسعار المنتجين في القيمة الأساسية عند 0.2%.
وبما أن أسعار المنتجين تعتبر بيانات تضخّمية، فقد يكون لها تأثير على الأسواق المالية إذا جاءت نتائجها بعيدة عن التوقعات.
أسعار المنتجين تعتبر مؤشرات مسبقاً لمعدّلات التضخّم، لأن التغيّر في أسعار المنتجين ينتقل في كثير من الأحيان للمستهلكين.
ليست فقط بيانات أسعار المنتجين هي أهم ما تترقّبه الأسواق هذا اليوم، بل أيضاً سوف نكون مع محضر اجتماع الفيدرالي.
محضر اجتماع الفيدرالي قد يكون له تأثير عميق على الأسواق المالية، فقط في حال أظهر مستجدات غير معلن عنها في الفيدرالي الأمريكي في الاجتماع الأخير الذي عقد الشهر الماضي وأسفر عن تثبيت أسعار الفائدة في نطاق بين 5.25%-5.50%.
في محضر اجتماع الفيدرالي، لا يتم اتخاذ قرارات حيال أسعار الفائدة، بل هو تفسير لمجريات الاجتماع السابق.
لذلك، قد يكون من المناسب اتخاذ إجراءات تناسب الظروف غير الاعتيادية في الأسواق المالية في حال حصلت اليوم.