قرار الفائدة الأمريكي بين التوقعات والتأثيرات المحتملة

قرار الفائدة الأمريكي سيصدر اليوم، والأسواق المالية قامت بتسعير الأصول حسب توقعات خفض الفائدة الفيدرالية 25 نقطة أساس.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تعتقد الأسواق المالية بأن الفيدرالي سيقوم بخفض الفائدة 25 نقطة أساس باحتمال 96%.
ومن غير المتوقّع أن يقوم الفيدرالي بتقديم مفاجأة بأن يثبّت الفائدة أو يخفضّها 50 نقطة، فذلك قد يهدد استقرار الأسواق.
بالتالي، سعّرت الأسواق المالية قرار الفيدرالي، وعلى الأرجح لن يكون هنالك تأثير للقرار بحد ذاته.
لكن، قرار الشهر الجاري سبتمبر للفائدة لن يصدر دون مستجدات، إذ أن الأسواق تترقّب عدّة مستجدات مع القرار.

المستجدات التي سترافق قرار الفائدة الأمريكي

قرار الفائدة الأمريكي قد لا يكون فيه مفاجآت بالنسبة لقرار الفائدة بحد ذاته، لكن المستجدات المرافقة له قد تكون هامّة.
بداية، ستكون الأسواق المالية مع تقرير بيان الفائدة الذي يشمل إيضاح أسباب القرار والنظرة المستقبلية للفوائد.
كما أن الأسواق ستكون على موعد مع صدور تقرير التوقعات الاقتصادية المحدّث من الفيدرالي.
وفي تقرير التوقعات الاقتصادية، يتم تقديم توقعات النمو المستقبلي والتضخّم إلى جانب معدّلات البطالة والفائدة.
ويعتبر تأثير تقرير التوقعات الاقتصادية كبيراً إذا شمل تحديثات مهمّة عن التوقعات المستقبلية للاقتصاد الأمريكي.
إلى جانب كل ذلك، ستكون الأسواق المالية على موعد مع المؤتمر الصحفي لرئيس الفيدرالي الأمريكي “جيروم باول”.
والمستجدات المشار لها إن حددت مساراً أوضح لمستقبل أسعار الفائدة قد تؤثّر بالأسواق المالية بشكل قوي.

السيناريوهات المقترحة لمستجدات الفيدرالي اليوم

تترقّب الأسواق صدور قرار الفائدة الأمريكي هذا اليوم، والتوقعات تشير لاحتمال خفض الفائدة.
وعلى الأرجح، سيخفّض الفيدرالي الأمريكي الفائدة من نطاق 4.25%-4.50% إلى 4.00%-4.25%، أي بربع نقطة مئوية.
وخفض الفائدة تم تسعيره بالسوق وظهر على شكل ارتفاع أسعار الذهب ومؤشرات الأسهم وتراجع الدولار الفترة الماضية.
إلا أن الأسواق سعّرت أيضاً أسعار الفائدة على مدى هذه السنة كاملة مع الارتفاعات الكبيرة بالذهب والأسهم والتراجع بالدولار.
فبحسب مجموعة CME، تشير التوقعات بالأسواق بأن الفيدرالي سيخفّض الفائدة 75 نقطة أساس على مدى السنة باحتمال 71%.
وتبلغ احتمالات خفض الفائدة 50 نقطة أساس قرابة 25%.
أما الاحتمالات الأخرى فتبدو ضعيفة جداً.
لذلك، التأثير قد يكون على النسب الأهم، وهي خفض الفائدة 50 نقطة أم 75 نقطة على مدى هذه السنة، بما يشمل قرار اليوم بخفض 25 نقطة أساس.
من هذا المنطلق، نستطيع أن نضع عديداً من السيناريوهات المقترحة، لكن بداية لنتعرّف على التوقعات الاقتصادية السابقة.

محتويات اجتماع الفيدرالي الأمريكي

في ظل ترقّب قرار الفائدة الأمريكي اليوم الذي يشمل التوقعات الاقتصادية، ومع حقيقة أن التوقعات تشير بشكل شبه مؤكّد لاحتمال خفض الفائدة 25 نقطة أساس، فقد تكون السيناريوهات الأساسية التالية:

سيناريوهات غير منطقية ومستبعدة جداً:

سعرّت الأسواق قرار الفائدة الأمريكي على أساس 25 نقطة أساس، والاحتمالات شبه قاطعة.
لذلك، إن حصل أي من التالي فقد يكون التأثير عميقاً جداً على الأسواق، بل قد نرى حصول تحرّكات عنيفة جداً.
السيناريو الأوّل: خفض الفائدة 50 نقطة أساس، وهنا قد نرى انزلاق قوي بالدولار وصعود حاد بالذهب والأسهم.
السيناريو الثاني: تثبيت الفائدة، وهنا ربما سنرى ارتفاع قوي جداً بالدولار الأمريكي وهبوط حاد لأسعار الذهب والأسهم.
لكن بكل الحالات، هذه السيناريوهات مستبعدة جداً، لكن نذكرها لنذكّر بأهميتها في حال حصولها لأي سبب من الأسباب.

السيناريوهات المنطقية:

فيما قرار الفائدة الأمريكي تعتبره الأسواق معروف مسبقاً، بأن يتم خفض الفائدة 25 نقطة أساس، فالسيناريوهات التالية مقترحة:

السيناريو الأوّل (محتمل): إظهار التوقعات الاقتصادية بأن الفيدرالي سيخفّض الفائدة 50 نقطة أساس هذه السنة.
في هذا السيناريو، ربما سنرى بعض الارتفاع بالدولار الأمريكي مع بعض التراجع بأسعار الذهب والأسهم.
أما السيناريو الثاني (محتمل): إظهار التوقعات الاقتصادية بأن الفيدرالي سيخفّض الفائدة 75 نقطة أساس هذه السنة.
هذا السيناريو قد يؤدّي لتذبذب الدولار والذهب والأسهم، مع احتمال انخفاض الدولار وصعود الذهب والأسهم لاحقاً.
السيناريو الثالث (أقل احتمالاً): أن تظهر توقعات الفيدرالي احتمال خفض الفائدة 100 نقطة أساس هذه السنة.
ربما سيتسبب هذا السيناريو بانخفاض ملموس بالدولار الأمريكي، وقفزة بأسعار الذهب، وقد تنتعش الأسهم بقوّة.
في السيناريو الرابع (مستبعد): إظهار التوقعات الاقتصادية ألا خفض آخر بالفائدة هذه السنة، والاكتفاء بخفض اليوم.
هنا ربما سنلاحظ ارتفاع الدولار الأمريكي وهبوط أسعار الذهب وربما تتذبذب الأسهم وتعود للتراجع.

بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي:

السيناريوهات المقترحة أعلاه بالنسبة لاحتمالات قرار الفائدة الأمريكي والتوقعات الاقتصادية قد يختلط أيضاً في بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي.
على الأرجح، سيظهر المؤتمر الصحفي وبيان الفائدة بأن الفيدرالي سيشير إلى أن القرارات المستقبلية سترتبط بالبيانات.
وهذا ما قد يترك التأثير المباشر على الأسواق لتقرير التوقعات الاقتصادية.
لكن، إذا أظهر بيان الفائدة أو المؤتمر الصحفي تحيّزاً لمخاطر النمو، هنا قد يتراجع الدولار وترتفع أسعار الذهب.
أما إذا أظهر بيان الفائدة أو المؤتمر الصحفي تحيّزاً لمخاطر التضخّم، فهنا قد يصعد الدولار وتنخفض أسعار الذهب.

كل الاحتمالات واردة

رغم أن السيناريوهات المقترحة لتأثير قرار الفائدة الأمريكي والتقارير الصادرة معه قد تبدو واضحة نوعاً ما، إلا أن كل الاحتمالات واردة.
فلا يمكن التنبّؤ بشكل دقيق في محتويات بيان الفائدة وتقرير التوقعات الاقتصادية والمؤتمر الصحفي.
لذلك، قد نرى تذبذباً بالأسواق أشد مما هو متوقّع بحسب السيناريوهات، أو حتى تذبذب أقل مما هو موضّح فيها.
فالأفضل دائماً عند وجود مستجدات مهمّة بالأسواق المالية الاستعداد لأي احتمال تحرّك، كبير كان أو صغير، في الأصول المتداولة.

ربما يهمّك أيضاً:

التحليل اليومي للأسواق المالية العالمية 17-09-2025
النفط يرتفع بدعم من المخاوف على الإمدادات
الذهب يلامس مستويات غير مسبوقة