قرارات البنوك المركزية تظهر قلقاً حيال مستقبل الاقتصاد
قرارات البنوك المركزية تظهر بأنها قلقة حيال مستقبل الاقتصاد، في ظل تطوّرات كبيرة سياسية وتوترات جيوسياسية واقتصادية.
ويتزايد القلق حيال التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط من جهة، ومن الرسوم الجمركية من جهة أخرى.
وأثبت رئيس الاحتياطي الفيدرالي أمس حالة من عدم اليقين بفعل الرسوم الجمركية، وأن الفيدرالي يراقب التطوّرات في الشرق الأوسط.
وأشار رئيس الفيدرالي ان التوتّرات الجيوسياسية دفعت أسعار النفط للارتفاع، مما قد يهدد بارتفاع التضخّم.
واليوم، قرر البنك الوطني السويسري خفض الفائدة 25 نقطة أساس إلى 0.00%.
ويقلق البنك الوطني السويسري من التراجع المحتمل في النمو الاقتصادي وسط تنامي القلق حيال الرسوم الجمركية.
أما في بريطانيا، فقد تم تثبيت أسعار الفائدة اليوم عند 4.25% كما توقّعت الأسواق المالية.
وجاء تثبيت الفوائد في ظل بقاء التضخّم البريطاني مرتفع عند 3.4%، ومخاوف مزيد من الارتفاع بسبب الرسوم الجمركية وتوتّرات الشرق الأوسط الجيوسياسية.
قرارات البنوك المركزية تظهر بدء انعكاسات حرب التجارة
قرارات البنوك المركزية أثبتت فعلياً بأن الاقتصاد الدولي يتراجع النمو فيه بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدّة.
لذلك، خفض الاحتياطي الفيدرالي تقديراته للنمو هذه السنة 2025 من 1.7% إلى 1.4%؟
من ناحية أخرى، رفع الفيدرالي توقعاته للتضخّم من 2.7% إلى 3.0%، والتضخّم الأساسي من 2.8% إلى 3.1%.
وخفض توقعات النمو مع رفع توقعات التضخّم يظهر فعلياً احتمال تأثّر الاقتصاد الأمريكي في الرسوم الجمركية والتوتّرات الجيوسياسية.
كما ثبّت الفيدرالي توقعاته للفائدة عند 3.9%، أي أنه ما زال يتوقّع خفضان فقط بالفائدة.
سويسرا
في سويسرا، هنالك طلب متزايد على الفرنك السويسري كملاذ آمن رغم انخفاض الفوائد.
وفي العادة، تنخفض العملات مع خفض معدّلات الفائدة، لكن نرى بأن الفرنك السويسري ما يزال قويّاً أمام سلّة من العملات.
كما أن مستجدات الفيدرالي دفعت المتداولين للاعتقاد بأن الفوائد ربما ستبقى مرتفعة حتى شهر سبتمبر على الأقل.
لذلك، ارتفع الدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات، مما أثّر أيضاً على الذهب الذي تراجع أمس رغم كونه ملاذاً آمناً.
بريطانيا
قرر بنك إنجلترا المركزي تثبيت الفائدة عند 4.25%.
لكن، أظهر بيان الفائدة بأن 3 أعضاء صوّتوا على خفض الفائدة، مما دفع الجنيه للانخفاض.
كانت الأسواق تعتقد بأن 7 أعضاء سيطالبون بتثبيت الفائدة مقابل 2 فقط لخفضها.
وجاءت النتيجة لتظهر أعضاءً أكثر قلقون على النمو الاقتصادي.
بالتالي، نلاحظ بأن هنالك امتزاج في المخاوف حيال التضخّم الذي سبب تثبيت الفائدة، لكن هنالك من يقلق أكثر على النمو.
وتفسير تصويت أعضاء بنك إنجلترا هو أن هنالك انقساماً بينهم حيال أيهما أسوأ، التضخّم المرتفع أم النمو الضعيف.
وحالياً، تميل الكفّة لمخاطر التضخّم بفعل الرسوم الجمركية والمخاطر الجيوسياسية، لكن مع عدم تجاهل ضعف النمو المحتمل.
ربما يهمّك أيضاً:
التحليل اليومي للأسواق المالية العالمية 19-06-2025
نظرة عامة على الأسواق
أسعار النفط ترتفع قليلاً عقب تصريحات للرئيس الأميركي
تراجع أسعار الذهب بمعاملات الأربعاء