مخاوف اقتصادية صينيّة تهوي بالأسهم وتدعم الدولار
مخاوف اقتصادية صينيّة عادت لتؤثّر في الأسواق المالية العالمية، وتراجعت إثرها شهية المخاطرة من جديد، وهبطت مؤشرات الأسهم وارتفع الدولار.
وتم طلب الدولار كملاذ آمن هذا اليوم، ليرتفع أمام سلّة من العملات الرئيسية. وتم تداول مؤشر الدولار بمكاسب 0.2%.
وتداول مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الخضراء أمام سلّة من ستّ عملات رئيسية في نطاق 102 نقطة.
في الصين، وبعد أزمة إيفرجراند، يأتي الدور الآن على شركة كانتري جاردن القابضة، إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في الصين.
وخفضت وكالة التصنيف موديز تصنيف شركة كانتري إلى “غير مرغوب فيها”، وسط أزمة عقارية يبدو أنها تتجلّى في الصين.
كما صدرت اليوم بيانات اقتصادية صينية أثبتت ارتفاع فاق التوقعات في فائض ميزان التجارة، من 491 مليار إلى 576 مليار.
لكن، ارتفاع فائض التجارة ليس بالأمر الجيد في الوقت الراهن، إذ أنه ناجم عن انخفاض حاد في الصادرات بلغت نسبته 14.5%.
لذلك، ساد التوتّر في الأسواق المالية إثر مخاوف اقتصادية صينيّة تسببت بتراجع شهية المخاطرة.
على ذلك، شهدنا الين الياباني أيضاً في توتّر مع ميل للانخفاض، خصوصاً بعد بيانات اقتصادية يابانية.
وأفادت بيانات معدّل نمو الدخل النقدي في اليابان انخفاض النمو من 2.9% إلى 2.3%.
كذلك، أثبتت بيانات اليابان انكماش حاد في إنفاق الأسر وبنسبة 4.2%.
فوق ذلك، أظهرت بيانات الإقراض المصرفي في اليابان انخفاضاً في النمو من 3.1% إلى 2.9%.
وهذا كلّه زاد من حالة التوتّر التابعة إلى مخاوف اقتصادية صينيّة ترتكز على قطاع الإنشاءات والعقار.
أداء الأسواق المالية وسط مخاوف اقتصادية صينيّة
استطاع الدولار الارتفاع وسط طلبه كملاذ آمن إثر مخاوف اقتصادية صينيّة خفّضت شهية المخاطرة.
وتراجع اليورو أمام العملة الخضراء من دولار وعشرة سنتات إلى دولار و9 سنتات أمريكية.
كما تراجع الجنيه الإسترليني ضمن تداوله في نطاق دولارٍ و27 سنتاً.
أما الين الياباني، فقد واصل تراجعه للجلسة الثانية على التوالي، وتم تداوله اليوم عند 143 ين للدولار الأمريكي الواحد.
في أسواق الأسهم، استطاع مؤشر نيكاي الياباني الارتفاع بفعل توقّع أن تكون البيانات الاقتصادية الصينية واليابانية السيئة سبباً لأن يحافظ بنك اليابان المركزي على سياساته التحفيزية لفترة مطوّلة.
وارتفع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.38% هذا اليوم.
لكن في الصين، هبط مؤشر شنغهاي الصيني المركّب بنسبة 0.25%، وهبط هانج سينج بنسبة 1.81%.
كما افتتحت تداولات البورصات الأوروبية مع حالة من التوتّر، وهبط داكس الألماني 0.3%، وتراجع كاك الفرنسي 0.2%.
في لندن، انخفض فوتسي البريطاني 0.3% أيضاً.
بالنسبة لعقود مؤشرات الأسهم الأمريكية، نلاحظ تراجع داوجونز 0.3% تقريباً، وستاندرد آند بورز بنحو 0.35%.
كما هبط مؤشر ناسداك لكبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية أكثر من 0.45%.
وما زالت الأسواق المالية ترجّح أن يثبّت الفيدرالي الفائدة بقية هذه السنة في النطاق الحالي 5.25%-5.50% (المصدر).
لكن رغم ذلك، تترقّب الأسواق بيانات التضخّم يوم غد والمتوقّع أن تظهر ارتفاعاً في أسعار المستهلكين بنسبة 3.3%، مقارنة بالتضخّم في قيمه الأخيرة عند 3.0%.
وترى الأسواق أن التضخّم لو ارتفع أكثر من المتوقّع، فربما يتوجّه الفيدرالي لرفع آخر بالفائدة.
ولذلك، نرى بأن مخاوف اقتصادية صينيّة اجتمعت أيضاً مع مخاوف ارتفاع يفوق التوقعات بالتضخّم.
ربما تكون مهتمّاً بأداء أسعار النفط: هبوط اسعار النفط خلال تداولات أمس الأثنين الا أنها لاتزال عند أعلي مستوي منذ 4 أشهر
المعادن الثمينة في تراجع رغم مخاوف اقتصادية صينيّة
رغم توتّر الأسواق المرتبط في مخاوف اقتصادية صينيّة عديدة، نجد أسعار الذهب وقد تراجعت اليوم.
ولامس الذهب مستويات حول 1930 دولار للأونصة الواحدة.
كذلك، تداولت أسعار الفضة بانخفاض في نطاق 23 دولار للأونصة.
وتأثّرت المعادن الثمينة بارتفاع الدولار أمام سلّة من العملات لتنخفض.
المزيد عن حركة الذهب: انخفاض أسعار الذهب في مستهل تداولات الأسبوع
ترقّب الأسواق اليوم لبيانات أمريكية وتصريحات الفيدرالي
بعد أن شهدنا الأسواق المالية تتأثّر في مخاوف اقتصادية صينيّة عديدة، وصدور بيانات ألمانيا لتثبت أن التضخّم ما يزال مرتفعاً في أكبر اقتصاد أوروبي عند 6.2%، تترقّب الأسواق اليوم صدور قراءة ميزان التجارة الأمريكي.
تتوقّع الأسواق أن تظهر البيانات انخفاضاً في العجز من 69 مليار دولار إلى 65.1 مليار دولار.
لكن، ستتم مراقبة قيم الصادرات والواردات الأمريكية لتحديد نتيجة الميزان التجاري وهل هي إيجابية أم سلبية.
إذا شهدنا تراجعاً في كل من الصادرات والواردات، هنا ستتم اعتبار قراءة الميزان التجاري سلبية اقتصادياً.
لكن، إذا كان هنالك ارتفاع فيهما، هنا قد يتم اعتبارها إيجابيّة اقتصادية.
لكن ارتفاع أحدها وانخفاض الآخر، هنا ستكون البيانات على الأرجح مختلطة وقد تسبب تذبذب الدولار.
من ناحية أخرى، سيقدّم “هاركر”، وهو رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ولاية فيلادلفيا، تصريحات قد تهتم فيها الأسواق.
في حال كانت تصريحاته متشددة أكثر من المتوقّع، وأشار لاحتمال رفع الفائدة، قد يكون وقع التصريحات إيجابي على الدولار.
لكن، في حال أكّد نظرة الفيدرالي الحاجة لمراقبة البيانات الاقتصادية وأن التضخّم بدأ بالتراجع، هنا قد تعتبر التصريحات سلبية.