هبوط النفط دون 60 دولارًا وسط تفاؤل بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وضغوط من بيانات الصين

إنخفاض أسعار النفط الخام بتداولات الثلاثاء

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الثلاثاء لتكسر مستوى 60 دولارًا للبرميل، مسجلة أدنى مستوياتها منذ مايو الماضي، في ظل تصاعد التفاؤل حيال إحراز تقدم ملموس في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما عزز رهانات الأسواق على احتمال تخفيف أو إعادة النظر في العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات الثلاثاء فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 81 سنتًا، أي ما يعادل نحو 1.3%، لتستقر قرب مستوى 59.75 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 12:14 بتوقيت غرينتش، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 55.98 دولارًا للبرميل، مسجلاً خسارة قدرها 84 سنتًا أو ما يقارب 1.5 بالمئة

العوامل المؤثرة في السوق

وفي هذا السياق، أشار يانيف شاه، المحلل لدى شركة ريستاد إنرجي، إلى أن هبوط خام برنت دون مستوى 60 دولارًا للمرة الأولى منذ عدة أشهر يعكس إعادة تسعير الأسواق لاحتمالات التوصل إلى اتفاق سلام قد يفتح المجال أمام تدفقات إضافية من النفط الروسي، الأمر الذي قد يفاقم حالة وفرة المعروض القائمة بالفعل

وتعززت هذه التوقعات في أعقاب تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة عرضت تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا على غرار تلك التي يوفرها حلف شمال الأطلسي، في وقت تحدث فيه مفاوضون أوروبيون عن إحراز تقدم خلال محادثات يوم الاثنين الرامية إلى إنهاء النزاع، ما أسهم في تعزيز شهية المخاطرة وتقليص المخاوف الجيوسياسية في أسواق الطاقة

في المقابل، خفف الموقف الروسي من حدة هذا التفاؤل، إذ أكدت موسكو عدم استعدادها لتقديم تنازلات إقليمية ضمن أي تسوية محتملة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية “تاس” عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، ما يشير إلى أن مسار المفاوضات لا يزال محفوفًا بالتحديات, ويبدو أن بطء وتيرة المحادثات قد يقترن باستمرار الضغوط النزولية التدريجية على الأسعار مع اقتراب عام 2026، في ظل توقعات واسعة بحدوث فائض في المعروض. ورجّح أن يسجل خام برنت قاعًا جديدًا منذ بداية العام، مع استبعاد هبوطه إلى ما دون مستوى 55 دولارًا للبرميل قبل نهاية العام

وفي سياق متصل، توقع محللو بنك باركليز أن يبلغ متوسط سعر خام برنت نحو 65 دولارًا للبرميل خلال عام 2026، وهو مستوى يفوق الأسعار الآجلة الحالية بشكل طفيف، وذلك رغم توقعاتهم بوجود فائض في السوق يقدّر بنحو 1.9 مليون برميل يوميًا، يرون أن الأسواق قامت بتسعيره إلى حد كبير