أسعار الذهب مازلت تحافظ علي صعودها كملاذ أمن بدعم من الأضطربات العالمية

أسعار الذهب مرتفعة كملاذ أمن

شهد الذهب مؤخرًا أداءً استثنائيًا باعتباره أفضل “تجارة ترامب”، متفوقًا على الأصول المالية الأخرى منذ تولي الرئيس الأمريكي منصبه، حيث أدت المخاوف من حرب تجارية وتأثيرها المحتمل على النمو العالمي إلى زيادة الطلب على المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا

تداولات الذهب

وبالتطرق لتداولات أمس الأثنين فقد ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.6٪ إلى 2901.21 دولار للأوقية، في حين ارتفعت العقود الآجلة للذهب التي تنتهي في أبريل بنسبة 0.3٪ إلى 2910.70 دولار للأوقية بحلول الساعة 00:35 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (05:35 بتوقيت جرينتش)

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا وقد سجل الذهب ارتفاعًا في قيمته كل أسبوع منذ بداية العام، بالتزامن مع فرض ترامب لرسوم جمركية واسعة النطاق، ليصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 2,942.70 دولارًا للأونصة هذا الأسبوع. وارتفع سعر المعدن الأصفر بأكثر من 7% منذ ما قبل حفل التنصيب في 20 يناير, في المقابل، لم يسجل مؤشر ستاندرد أند بورز 500 للأسهم الأمريكية سوى ارتفاع أقل من 2%، بينما تراجعت رهانات أخرى كانت تُعرف بـتجارة ترامب، مثل الرهان على قوة الدولار أو ارتفاع عوائد سندات الخزانة أو حتى البيتكوين، مما أدى إلى خسائر في هذه الاستثمارات

وتعزز صعود الذهب بسبب تزايد المخزون في نيويورك، حيث ارتفع بنسبة 116% منذ الانتخابات، إذ سارع المتداولون والبنوك إلى نقل المعدن من لندن -أكبر مركز لتداول الذهب فعليًا- إلى الولايات المتحدة. وقد أدى هذا إلى طوابير استمرت لأسابيع لسحب الذهب من خزائن بنك إنجلترا,وجاءت أحدث قرارات ترامب المتعلقة بالتعريفات الجمركية لتشمل فرض رسوم متبادلة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، سواء كانوا حلفاء أو خصومًا، إضافة إلى رسوم إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية, ويشير المحللون إلى أن حربًا تجارية عالمية ستؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم، وهما عاملان يصبان عادةً في صالح الذهب

ويشير المستثمرون والمتداولون إلى أن اتباع نهج تدريجي في فرض الرسوم الجمركية، على عكس المخاوف السابقة، ساعد في دعم عملات الدول ذات الصادرات الكبيرة مثل اليورو. في الوقت نفسه، أدى القلق بشأن تأثير الحرب التجارية على النمو إلى توجه المستثمرين نحو شراء السندات الحكومية,كما ساهم التراجع الأخير في قيمة الدولار في دعم أسعار الذهب، حيث أصبح المعدن أرخص عند الشراء بعملات أخرى, ومن المتوقع أن يكون إقبال البنوك المركزية على الشراء عاملًا رئيسيًا في دفع الطلب على الذهب هذا العام، حيث تسعى هذه المؤسسات إلى تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار

وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، فقد اشترت البنوك المركزية أكثر من 1000 طن من الذهب للعام الثالث على التوالي,كما أثارت البيانات الأمريكية الأخيرة بعض الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب بسبب ضعف الاقتصاد,وأثرت هذه الفكرة على الدولار، مما أفاد أسعار المعادن في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من أنها لا تزال منخفضة يوم الاثنين