الأسواق تتوقّع خفض الفوائد الأمريكية، لكن بيانات اليوم قد تحدد المقدار
الأسواق تتوقّع خفض الفوائد الأمريكية في الـ18 من هذا الشهر سبتمبر، إلا أن الأسواق منقسمة من ناحية مقدار خفض الفائدة في الولايات المتحدّة.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تتوقّع الأسواق خفض الفائدة 25 نقطة أساس باحتمال 57%.
لكن وبحسب المجموعة، يعتقد ما نسبته 43% بأن الفيدرالي سيخفّض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.
وبيانات اليوم قد تكون جزءاً مهمّاً من البيانات التي سيقيّمها الفيدرالي الأمريكي لتحديد مقدار خفض الفائدة في الاجتماع المقبل.
وستصدر اليوم بيانات الوظائف الأمريكية، والتي كانت عندما صدرت الشهر الماضي سبباً لتذبذب ملموس بالأسواق.
كما كان آخر تقرير صادر للوظائف الأمريكية سبباً لتأكيد أن الفيدرالي سيخفّض الفائدة هذا الشهر، وبدأ التباين في مقدار الخفض.
وبحسب آخر تقرير، أظهرت البيانات ارتفاعاً في البطالة إلى 4.3% في أميركا شهر يوليو 2024، وهو الأعلى منذ أكتوبر 2021.
هذا وأظهر تقرير الوظائف الماضي أيضاً انخفاض الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية إلى 114 ألف، وهو أدنى مستوى توظيف منذ يناير عام 2021.
هذا وأظهرت بيانات معدّل نمو الأجور استقراراً عند 0.2%.
وتسببت القراءات التابعة لشهر يوليو الماضي باعتقاد الأسواق أن الفيدرالي من المحتمل أن يقوم بخفض الفائدة 50 نقطة.
لكن، عاودت الأسواق للاقتناع بأن الفيدرالي سيحتاج لأكثر من قراءة واحدة ليتخّذ مثل هذا القرار.
ومن هنا، رغم أن الأسواق تتوقّع خفض الفوائد الأمريكية هذا الشهر، لكن مقدار هذا الخفض قد يعتمد على نتائج بيانات اليوم.
فيما الأسواق تتوقّع خفض الفوائد الأمريكية، كيف ستتعامل مع بيانات اليوم؟
نجد بأن الأسواق تتوقّع خفض الفوائد الأمريكية باحتمالين، الأوّل هو 25 نقطة أساس، والثاني هو 50 نقطة أساس.
وبيانات اليوم قد تكون جزءاً مهمّاً من البيانات التي سيعتمد عليها الفيدرالي في تحديد مقدار الخفض.
وتتوقّع الأسواق المالية أن تظهر بيانات اليوم تراجعاً في البطالة من 4.3% إلى 4.2%.
كما تعتقد الأسواق بأن الاقتصاد الأمريكي ارتفع فيه التوظيف في القطاعات غير الزراعية من 114 ألف إلى 164 ألف وظيفة.
من ناحية أخرى، ترى الأسواق المالية بأن معدّل نمو الأجور ربما يكون قد ارتفع من 0.2% إلى 0.3%.
وهذه القراءات تم تسعيرها بالأسواق المالية، لنرى مؤشر الدولار وقد انخفض للجلسة الثالثة على التوالي، ليتداول في نطاق 100 نقطة.
كما شهدنا أسعار الذهب في تذبذب كبير، لكنها اليوم تستقر فوق 2500 دولار.
ولاحظنا عمليات جني أرباح ملموسة في أسواق الأسهم الأمريكية على مدى تداولات هذا الأسبوع.
فالأسواق من ناحية تشهد توتّراً بأسواق الأسهم في ظل الاعتقاد بتباطؤ الاقتصاد الأمريكي.
ومن ناحية أخرى، يستفيد الذهب ويتضرر الدولار من توقعات خفض الفوائد الفيدرالية.
كيف ستؤثّر البيانات الاقتصادية بالأسواق المالية؟
لأن الأسواق تتوقّع خفض الفوائد الأمريكية حالياً، فالتأثير قد يعتمد على مقدار الخفض الذي ستتوقّعه الأسواق بعد صدور بيانات الوظائف الأمريكية هذا اليوم.
بداية، قد تكون بيانات أسوأ كثيراً من المتوقّع سبباً لتزايد احتمال خفض الفائدة 50 نقطة أساس.
أما بيانات أفضل كثيراً من المتوقّع قد تزيد توقعات خفض الفائدة 25 نقطة أساس فقط.
فيما البيانات القريبة من التوقّعات أو المختلطة، فربما ستسبب حالة من التوتّر والتذبذب.
على ذلك، إذا ارتفع معدّل البطالة على غير المتوقّع، أو استقرّ عند 4.3%، ورافق ذلك ظهور قيم توظيف أقل كثيراً م التوقعات، خصوصاً لو كان ما دون القراءة السابقة، وفي حال أيضاً لم يرتفع نمو معدّل الأجور أو انخفض، هذه الحالة قد تسبب تراجعاً بالدولار الأمريكي، وارتفاعاً بأسعار الذهب.
أما إذا انخفض معدّل البطالة بالفعل، وشهدنا قيماً أعلى من التوقعات في التوظيف، بأكثر من 164 ألف، وارتفع فعلاً معدّل نمو الأجور إلى 0.3% أو أكثر، فهذه الحالة ربما تساهم في ارتفاع الدولار، وقد تتراجع أسعار الذهب حينها.
لكن ظهور قيم متباينة في القراءات أو قريبة من التوقعات، قد يسبب حالة من الحيرة ينعكس على شكل تذبذب بالأسواق.
يجب أن نعلم أيضاً بأننا نترقّب الأسبوع القادم قراءة التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
كذلك، ننتظر الأسبوع المقبل بيانات أسعار المنتجين.
والأسبوع الذي يليه، وقبل أن يعلن الفيدرالي عن قراره في الـ18 من الشهر الجاري، سنكون مع بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية.
بالتالي، سنكون مع ثلاث قراءات اقتصادية أخرى بعد بيانات اليوم، قد تكون سبباً في تغيّر توقعات الفيدرالي.
من هنا، لا يجب استبعاد حصول تذبذب ملموس هذا اليوم، حتى لو جاءت القراءات في الاحتمالات المشار لها بهذا التقرير.
ربما يهمّك أيضاً:
هبوط أسعار النفط الخام على الرغم من سلبية مخزونات النفط الأمريكي وتأجيل أوبل بلس زيادة الإنتاج النفطي
ارتفاع أسعار الذهب عقب صدور بيانات أمريكية هامة أمس الخميس